kayhan.ir

رمز الخبر: 193791
تأريخ النشر : 2024September09 - 21:44

عملية الكرامة الخيار الوحيد

العملية البطولية التي نفذها سائق الشاحنة الاردنية ماهر الجازي والذي عمل سابقا ضابطا في القوات الاردنية اوجدت صدمة لدى الكيان الصهيوني وحماته واربكته لدرجة بات بتخبط في كيل الاتهامات لهذا الطرف وذاك متناسية ان الشعبين الاردني والفلسطيني وكبقية الشعوب العربية شعب واحد لايمكن الفصل بينه لكن وللاسف ان مصالح الحكام هي التي تفرط بهذه الوحدة التي في الواقع هي داعمة كبيرة لهم ايضا.

فالعملية البطولية لمعبر الكرامة لها رمزيتها الكبيرة على ان منفذها الذي اردى ثلاثة من القوات الامنية الصهيونية قتلى ثأرا لاكثر من اربعين الف شهيد فلسطيني في غزة، هو من عائلة جهادية اردنية حيث شارك جده الذي هو من قبيلة الحويطات في حرب الكرامة في معارك القدس عام 48.

فالنظام الاردني سارع الى ان يخفف من وطأة هذا الحدث الكبير الذي هز الشارع العربي والاسلامي، عبر تأطيره على انه عمل فردي خوفا من اتساع رقعه هذه الحادثة البطولية وتكرارها لان الشارع العربي والاردني خاصة مثخن بجراح غزة وقد تتكرر هذه العملية في مكان آخر مثلما وقع في معبر الكرامة. لا الصهاينة ولا الاردنيون الذين بقوا على مدى اكثر من 11 شهرا من معركة "طوفان الاقصى" في منأى من مثل هذه الحوداث قد صدموا من هذه العملية التي هزت امنهم القومي لا يستطيعون التكهن بما يحدث لهم اذا ما استمر نتنياهو وبكلمة ادق اميركا التي هي من تضغط لاستمرار الحرب على غزة لتدميرها وبالتالي تفريغها من سكانها.

ان هذه العملية البطولية جاءت في وقتها المناسب لنصرة غزة واهلها حيث عبرت عن الغضب والاحتقان الذي يلف الامة وكلما اوغلت اميركا عبر اداتها نتنياهو في تدمير غزة والضفة التي هي بيضة القبان في معركة فلسطين، ستتحمل المزيد من الخسائر الاضرار المستقبلية التي لا يمكن حصرها او تقيمها، لان الاصرار على هذا الوضع ينبئ بانفجارات ومفاجآت اكبر.

العملية البطولية التي قادها ماهر الجازي في هذه الظروف التي ينبطح فيها الحكام العرب لها رمزيتها الخاصة وهي تحمل اكثر من رسالة لمن يعنيه الامر ولكافة شباب المقاومة في المنطقة بان الطريق الوحيد والمنهج القويم لاستعادة الحق الفلسطيني هو المقاومة ولا خيار آخر لذلك.

فالصدى الكبير الذي تلقته هذه العملية البطولية بين جماهير الامة خاصة الفصائل الفلسطينية تعكس واقع هذه الامة التي ترى في نهج المقاومة خلاصها من وضعها الحالي، واحتفالية عمان الرمزية احتفاء بهذا الشهيد الخالد عكس حقيقة الشعب الاردني وتطلعه الى المستقبل بان يعيش بعدم وجود الكيان الصهيوني المحتل الذي يشكل وجوده هو خطر على الاردن ايضا.