ماذا لو سقطت “ العائلة “السعودية؟
أحمد الحباسى
"العائلة” المافيا الحاكمة في السعودية هي مجرد كيان كرتوني لا يخيف حتى قطط الشوارع، مجرد كيان صوري قابل للإسقاط و الكسر في أي لحظة، كيان شكلي زرعه الإعلام في عقول البسطاء السعوديين، و لو تركنا الأمر مثلا لبعض القبائل اليمنية الغاضبة هذه الأيام لأسقطته في ساعات معدودة، الشعب يعرف أنه كيان مزيف و فاقد للقوة و قطر التي تجاسرت مرات عديدة على هذا النظام و دفعته إلى الخلف في المشهد العربي مرات عديدة أيضا مدركة أنها تتعامل مع كيان مريض بكل علل الدنيا، أمريكا لا تحمى النظام بل تحمى مصالحها في المنطقة و تحمى إسرائيل حليفتها الرئيسية في المنطقة في نفس الوقت و مجرد احتياج هذه " العائلة المافيا للحماية الأمريكية الصهيونية بالرغم من وجود دول خليجية لا حول لها و لا قوة ليس بإمكانها حتى التعرض لقارب صيد في المياه الإقليمية المحتلة من الدول الغربية هو علامة واضحة لا لبس فيها على هشاشة هذا "النظام”.
لا علينا، لنطرح السؤال الذي يدور بخلد الجميع في العالم العربي: ماذا لو سقط نظام " العائلة” المافيا في السعودية ؟ و لنطرح السؤال بشكل آخر: هل أن بقاء المملكة موحدة مرتهن بوجود " العائلة” المافيا الحاكمة ؟ … لا شك أن سقوط الزمرة العميلة الحاكمة سيخلص الشعب السعودي من نظام العبودية و نهب المال العام و الرشاوى، هذه أول المكاسب، و هي مكاسب ليست بالهينة إطلاقا، هناك شعوب حرة مستعدة لتقديم كل التضحيات للحصول على عشر هذه المكاسب، سقوط العائلة أيضا سيحرر الشعب من عبودية الفرد و عبودية المؤسسة الدينية و عبودية السلطة البوليسية الدموية، و هي مكاسب على غاية من الأهمية، و الثورات الغربية قد قدمت ما قدمت من الأبطال لتحصل على هذه المكاسب، و الشعوب التي لا يخرج من رحمها الأبطال هي شعوب ميتة و لا تستحق الحياة.
التاريخ يقول أن الشعوب قادرة على صنع مصيرها و مستقبلها، هناك كثير من التجارب في هذا المجال، سقط النظام الروماني، سقط نظام الميز العنصري، سقط النظام النازي، سقطت الفاشية، سقط الجنرال فرانكو، أمثلة عديدة تؤكد أن الشعوب قادرة على إسقاط أي نظام مهما كانت قوته أو درجة الحماية الخارجية التي تسعى لبقائه، فقط الأمر يحتاج إلى كثير من العزيمة و الإرادة و التنظيم، و لينظر الشعب السعودي إلى شعب جنوب أفريقيا كيف تخلص من أكبر نظام للميز العنصري في العالم بمجرد قرار شعبي، فهل يعقل في هذا القرن أن تتحكم "عائلة " مافيا في مصير ملايين الشعب ؟ و هل لم تنجب السعودية أحرارا و أبطالا و رجالا قادرين على تحرير الشعب السعودي من عقدته و من جلاديه و قتلته، ثم ما معنى الحياة في ظل نظام ديكتاتوري، قاتل، رافض لحق الشعب في تقرير مصيره بنفسه.
هل هناك مؤسسات في السعودية بناها نظام الخيانة السعودية ؟ أين المحاسبة إذا، أين الأموال المهربة بالبنوك الخارجية، أين دور هذه المؤسسات في توزيع الثروة بصورة عادلة ؟ من يحاسب العائلة المالكة ؟ من يعرف حقيقة ما يحدث ؟ من يحاسب من في سعودية الفساد و الرشوة و المحسوبية ؟ لماذا تفوح الروائح النتنة من كل صفقات السلاح و صفقات البترول و صفقات بيع القرار السعودي ؟ من يحاسب المؤسسة الدينية ؟ من يعرف ثرواتها و مبالغ نهبها للمال العام ؟ من يحاسب هؤلاء الأمراء الفاسدون الذين يبذرون المليارات في القمار و المجون و الفجور في النوادي الليلية الغربية و العربية ؟ من يحاسب نظام "العائلة” على قرار الحرب الدموية ضد الشعب اليمنى ؟ من سيدفع فاتورة الكراهية بين الشعبين ؟ من سيحاسب هذه "المافيا” الحاكمة على سنوات تبذير الأموال في رعاية الإرهاب منذ ما قبل نشأة "القاعدة” في أفغانستان ؟ من سيحاسب نظام الخيانة على إسقاطه للقضية الفلسطينية و لعب دور خيانى لوئد المطالب الشرعية للشعب الفلسطيني ؟.
من المفارقات المضحكة أن هناك من يظن أن هناك دولة اسمها "السعودية” و أن خروجه لإسقاط حاكمها هو بدعة و ضلالة و جريمة، في الواقع تمثل "الدولة” السعودية نموذجا غير مسبوق في التاريخ الادولة بالمعنى المتعارف، و الأصح في الحالة السعودية أن نسمى هذه " الدولة” بدولة العائلة، بدولة عائلة المافيا، الشعب في السعودية لا يملك وطن، لا يملك سيادة القرار، لا يملك حق التصويت، لا يملك حق الكلام و التعبير، لا يملك حق المواطنة، الشعب السعودي يعيش تحت رعــــاية " سعودية العائلة " و تقتطع الجزية و حق الحماية لفائدة عائلة المافيا من الموارد النفطية، و على شاكلة حكم المافيا الايطالية يطبق في سعودية الذل قانون الصمت المافيوى المعروف "la loi de l’omerta " بواسطة ذراع المؤسسة الدينية التي لا تختلف كثيرا عن محاكم التفتيش الدموية ذائعة الصيت في الغرب، فهل أن إسقاط هذه العائلة الفاسدة و هذا " النظام " الصوري لاسترجاع الكرامة و الحقوق المنهوبة ليس فرض عين.