اوباما وقلق مجلس التعاون من الاتفاق النووي!
اكد الخبير الاستراتيجي محسن صالح، ان الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يحاول خلال قمة كامب ديفيد، تبديد قلق دول مجلس التعاون لبلدان الخليج الفارسي العربية من الجهود الاميركية للتوصل الى اتفاق نووي مع ايران، وانما فقط اعلن التزامه بأمنها، وذلك سعياً منه للاستيلاء على كل اموالها من خلال ابرام صفقات الاسلحة الباهظة الثمن. وقال صالح في حديث مع قناة العالم الاخبارية اليوم الجمعة: ان قمة كامب ديفيد التي عقدت في منتجع كامب ديفيد في ولاية ميرلاند الاميركية لم ترق الى ما كان يطمح اليه زعماء وممثلي دول مجلس التعاون، موضحاً ان هؤلاء انما ذهبوا لهناك ليشكون ضعفهم للولايات المتحدة.
واضاف صالح، ان الولايات المتحدة الاميركية ردت على زعماء دول مجلس التعاون بأسلوب غير واضح خاصة فيما يتعلق بالقضايا الشائكة التي يعانون منها، وهم ربما تلقوا تأنيباً لعدم قدرتهم على استلام الدور الذي اوكل اليهم في حماية المصالح الاميركية وحماية وجودهم، خاصة وان لديهم ترسانة اسلحة اميركية عالية التقدم والتقنية.
صالح: همّ اوباما ان يستولي على كل اموال دول الخليج الفارسي من خلال صفقات الاسلحة.
وحول ما اذا استطاعت واشنطن ان تبدد مخاوف دول مجلس التعاون، تابع قائلا: ان زعماء دول مجلس التعاون هم بالاصل قلقون لانهم ليسوا منسجمين مع شعوبهم ومع قضايا امتهم، مشيراً الى ان اوباما يعلم تماماً انهم مصدر الارهاب في منطقة الشرق الاوسط وربما في مناطق اخرى من العالم، خاصة آل سعود والدعوة الوهابية التي تكفّر كل الناس بما فيها الشعب الاميركي.
ولفت الى ان آل سعود لهم علاقة وثيقة مع الادارة الاميركية وهم أدوات في المنطقة لحفظ امنهم ومصالح الولايات المتحدة الاميركية، وهذا ما لا يبدو انهم استطاعوا ان يقدموه لا تاريخياً ولا في الوقت الحاضر تحديداً لهذه المنطقة وللعالم.
وفيما يتعلق بقلق دول مجلس التعاون من الاتفاق النووي الايراني مع اميركا، قال الخبير الاستراتيجي: ان الرئيس الاميركي مقبل على توقيع اتفاق نووي مع جمهورية ايران الاسلامية وهو مصرّ على ذلك، وهو يريد بذلك ان يرفع درجة الخوف عند هؤلاء وعند الكونغرس الاميركي والكيان الاسرائيلي ايضاً.
ورأى صالح، ان اوباما لم يستطع تبديد القلق من هنا وهناك، وهو يسير بين الاشواك في هذا الامر، خاصة انه لم يحدد مسألة من هو المسؤول عن الارهاب، تارة يوسم بها الجمهورية الاسلامية الايرانية التي هي بعيدة عن الارهاب وتدافع عن مصالح الشعوب من اليمن الى لبنان والى سوريا، وبالتالي يحاول ان يمرر صفقات الاسلحة لهؤلاء الخليجيين.
واكد ان همّ اوباما الواضح ان يستولي على كل اموال دول الخليج الفارسي من خلال هذه الصفقات التي يديرها ويرتبها على دماء اليمنيين والسوريين والعراقيين واللبنانيين ايضاً.
يشار الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد جدد التزام بلاده بأمن دول مجلس التعاون، وذلك خلال قمة جمعته بعدد من قادتهم وممثلي دولهم في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، مؤكداً ان دول الخليج الفارسي تعتبر أقرب الحلفاء لواشنطن.
فيما كشفت صحف اميركية عن تلقي البيت الابيض موافقة الكيانِ الاسرائيلي على تزويد دول مجلس التعاون باسلحة متطورة وأنه يشجع ذلك ولا يشعر بخطر من تسليح تلك الدول، لمواجهة ما اسمته النفوذ الايراني المتنامي في المنطقة.