الرياض تتهم أنقرة بالتدخل في شؤون العراق الداخلية!
عادل الجبوري
اشارت مصادر سياسية مطلعة الى ان خلافات عميقة نشبت بين كل من السعودية وتركيا بشأن طريقة التعاطي مع الملف العراقي، انعكست على طبيعة العلاقات بين عدد من قوى وتيارات المكون السني، ما قلل فرص التوافق والتفاهم بما يؤدي الى تشكيل تحالف سياسي كبير فيما بينهما.
ونقلت المصادر عن اتهام الرياض لانقرة بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية ارتباطا بزيارة زعيم ائتلاف متحدون للاصلاح اسامة النجيفي، والامين العام للحزب الاسلامي العراقي اياد السامرائي لتركيا مؤخرا ولقائهما كبار المسؤولين هناك، للتباحث في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، وموقف القوى السنية ازاءها، وقد علق رئيس الوزراء نوري المالكي على تلك التحركات بقوله "ليس من عزة العراق أن يتحول السياسيون إلى أتباع ومنفذين لأجندات خارجية”.
وجاءت الاتهامات السعودية في الوقت الذي استقبلت الرياض مؤخرا رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، الذي حصل ائتلافه على عشرة مقاعد في الانتخابات البرلمانية الاخيرة.
يشار إلى انه كان من المقرر ان يتم يوم الاثنين الماضي الاعلان عن اتحاد القوى الوطنية من ائتلافي متحدون والعربية وديالى هويتنا، على امل انضمام قوى وشخصيات اخرى له ليصل عدد اعضائه الى ثمانين نائبا، الا ان اسبابا غير واضحة ادت لارجاء الاعلان الى يوم السبت، الا انه لم يحصل شيء من هذا القبيل، في ظل تقاطعات كبيرة بين القوى المعنية، بتأثيرات الرياض وانقرة.
ولم تفلح قوى المكون السني حتى الان في بلورة موقف واضح وموحد من مسألة تولي زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي منصب رئاسة الوزراء لولاية ثالثة، ناهيك عن خلافاتها بشأن توزيع المواقع العليا التي هي من حصة المكون السني فيما بينها.
ويبدو بحسب مقربين من قيادات في ائتلافي العربية ومتحدون، ان الخلافات السعودية ـ التركية، ستفرز معسكرين، الاول يتألف من ائتلاف متحدون والحزب الاسلامي بالدرجة الاساس وهو مدعوم من انقرة، والثاني يتألف من ائتلاف العربية وديالى هويتنا وقوى وكيانات صغيرة، ويؤمل انضمام ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي له، وهو مدعوم من الرياض، هذا في الوقت الذي يحاول كل من الطرفين السعودي والتركي استقطاب اكبر عدد من القوى والشخصيات الى معسكريهما.
المحور السعودي ـ التركي ـ القطري آخذ بالتفكك والتشظي
ومعروف ان المحور السعودي ـ التركي ـ القطري الذي تشكل مع بدايات اندلاع الازمة السورية، اخذ بالتفكك والتشظي منذ حوالي عام او اكثر، حيث اصبحت تركيا وقطر في جانب، لتدعم بعض الجماعات الارهابية المسلحة القريبة من تنظيم القاعدة في سوريا، ولتكون السعودية في جانب اخر لتدعم جماعات ما يسمى بالجيش السوري الحر. وقد امتدت الخلافات بين الاطراف الاقليمية الثلاثة من الساحة السورية الى الساحة العراقية.
الى ذلك، عثرت القوات الامنية العراقية على ثلاث وعشرين سيارة دفع رباعي سعودية في صحراء محافظة نينوى.
يذكر أن مصادر أمنية وشخصيات عشائرية كانت قد اكدت قبل بضعة ايام قيام السعوديّة بدفع مبالغ مالية لمن يحمل السلاح بوجه القوات الحكومية في محافظة الانبار، لافتة إلى ان عملية الدفع تتم عبر شخصيات سياسية وعشائرية لها ارتباطات مع جهات سعودية.