kayhan.ir

رمز الخبر: 192555
تأريخ النشر : 2024August13 - 20:48

وقذف في قلوبهم الرعب

 

بعد ساعات فقط من النشوة الآنية التي عاشها الكيان الصهيوني بكل مؤسساته من نتائج عمليات الاغتيال التي طالت الشهيدين القائدين اسماعيل هنية وفؤاد شكر، احس هذا الكيان ومجتمعه بغلطته الكبرى التي ارتكبها المجرم نتنياهو وهو يعيش ليومنا هذا بثقل الكابوس والمآزق التي يلمسها يوميا وهو يئن على مدار الساعة من سياطها وتداعياتها وارهاقها التي اثقلت كاهله وهو ينتظر ساعة الصفر من دون ان يعلم متى وكيف وفي اي مكان اهو انفرادي او جماعي من اطراف محور المقاومة؟! وهذا ما سيزيد من استنزاف الكيان على مختلف الصعد والمجالات. وهذا ما اعترفت به صحيفة "يديعوت احارونوت": بان فترة انتظار رد ايران وحزب الله مدمرة ومحبطة للجانب الاسرائيلي".

فالسؤال المطروح هل باستطاعة الكيان الصهيوني امتصاص الضربات الكبرى والحتمية لاطراف محور المقاومة بسبب اغتيال الشهيدين وهكذا الهجوم على الحديدة ومقرات الحشد الشعبي في العراق؟! وهل باستطاعته ان يستمر تحت هذه الضغوط ام سينفجر من الداخل؟! كل الاحتمالات متوقعة وهذا ما ستكشفه الايام القادمة.

والمضحك والسخيف جدا  ان وسط هذه الاجواء المخيمة على الكيان تطبل اميركا ومعها الصحافة الصفراء في دول مجلس التعاون وبعض دول المنطقة مقولة بان "اسرائيل" تريد توجيه ضربة استباقية للبنان لقلب موازين القوى لكن واشنطن تثنيها عن ذلك، غير ان استماتة اميركا ومعها الدول الاوروبية وبعض دول المنطقة للاتصال بطهران والطلب منها بعدم الرد او تخفيف الضربة يتعارض مع ما تروجه اميركا وغيرها المرعوبة من ضربة طهران الكبرى المرتقبة.

ان عشرات الاتصالات التي تلقاها الرئيس بزشكيان ووزير الخارجية بالوكالة من نظرائهم في الغرب وغيرها لـ"ضبط النفس" او تخفف حجم الرد والذي يتعارض اساسا مع "مبادئ القانون الدولي"، مردودة عليهم وقد اكد الرئيس بزشكيان في رده الصارم خلال محادثاته مع المستشار الالماني ورئيس وزراء بريطانيا وبقية المسؤولين في اوروبا بان "الرد العقابي على المعتدي الحل لايقاف الجرائم والاعتداءات". "الحرب من وجهة نظر الجمهورية الاسلامية ليست في مصلحة اي دولة". ايران تمتلك الحق في الرد على المعتدي وفقا للقانون الدولي".

فتفعيل المفاوضات من قبل الادارة الاميركية والمسارعة لانعقادها ليس من باب الحرص على وقف نزيف الدم في غزة او اطلاق سراح الاسرى بقدر ما هو لانقاذ "اسرائيل" وحمايتها من الانهيار.

فاليوم يواجه  الاحتلال معضلة كبرى بسبب الرعب والارتعاب والقلق المستشري في صفوفه وصفوف سائر حماته من الغربيين وعلى رأسهم اميركا هو مصداق للآية الكريمة "وقذف في قلوبهم الرعب". صدق الله العلي العظيم.