من أطلق الصاروخ على مجدل شمس؟
حمزة البشتاوي
حمزة البشتاوي
انقسمت وسائل الإعلام العربية أو الناطقة باللغة العربية، إلى عدة اتجاهات في نقل ما حدث في بلدة مجدل شمس، وكان الأبرز والمؤسف تبنّي بعض هذه الوسائل الرواية «الإسرائيلية» بشكل كامل، على صعيد التغطية الإخبارية والتقارير والتحليل، من دون أيّ أشارة لما قاله عدد من المحللين، حول حادثة سقوط الصاروخ في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ، بفعل خطأ ارتكبه الجيش «الإسرائيلي»، وركز هذا الإعلام على الرواية «الإسرائيلية»، رغم وجود روايتين الأولى للاحتلال والثانية للمقاومة، في تعبير واضح عن رغبة وتمنّي هذا الإعلام دون ذكر الأسباب طبعاً بأن تتحوّل جبهة الإسناد اللبنانية إلى جبهة حرب، أو أن يحدث تغيير في قواعد الاشتباك على طول جبهة الشمال.
ولم تلفت بعض وسائل الإعلام العربية، خلال تغطيتها إلى ما نُشر من تقديرات عسكرية إسرائيلية، تحدّثت عن مشاكل وصعوبات في منظومات القبة الحديدية، وكيف أدّت هذه المشاكل والصعوبات إلى سقوط صواريخ في فترات سابقة في عدد من المناطق السكنية داخل وفي محيط المستوطنات، نتيجة أخطاء متكررة لمنظومات القبة الحديدية، وهذا ما تجاهلته بعض وسائل الإعلام العربية التي ركزت فقط على الأكاذيب والدعاية «الإسرائيلية»، المدعومة بتقارير ونظريات من قبل الولايات المتحدة الأميركية، في اتهام كاذب للمقاومة التي نفت هذه الادّعاءات الكاذبة جملةً وتفصيلاً، كونها غير حقيقية، ولا تستند إلى أيّ منطق علمي أو عسكري، بل فقط تستند على الكذب وتكراره والعبث بمكان الجريمة، الذي يدحض المزاعم والأكاذيب «الإسرائيلية» لأسباب كثيرة، ومنها حجم الحفرة الموجودة في المكان، وحجم الدمار في مكان سقوط المقذوف حيث لا حرائق ولا دمار.
وركز هذا الإعلام على تصريحات نتنياهو وشريكه اللدود غالانت، وتصريحاتهم حول توجيه الاتهام للمقاومة، وحتمية الرد عليها، وبهذا الشكل عملت بعض وسائل الإعلام العربية وكأنها جزء من الدعاية «الإسرائيلية»، التي يوجد من يردّدها ومن يتبنّاها ومن ينشرها، لشنّ حرب نفسية على لبنان، وعلى المقاومة التي لديها خيارات ووسائل وإمكانيات غير محدودة للردّ على أيّ عدوان، قد تقرّره الحكومة «الإسرائيلية» الأكثر ضعفاً والأكثر تطرّفاً في تاريخ الصراع.
وقد أصبح معلوماً بأنّ جهاز الشاباك، قد منع تحت التهديد بالاعتقال، أيّ شخص من أهالي مجدل شمس ان يدلي بأيّ تصريح حول ما حصل، في هذه الفاجعة الأليمة، كما منعت الرقابة العسكرية «الإسرائيلية» شخصيات من الجولان السوري المحتلّ الإدلاء بأيّ تصريح يتعارض مع الرواية «الإسرائيلية»، التي تبناها إضافة للإعلام «الإسرائيلي» والإعلام الغربي بعض الإعلام العربي، في تعاون مشترك هدفه تكميم الأفواه التي ما زالت تقول نعم للمقاومة، وترفض تحويل الضحية إلى جلاد والجلاد إلى ضحية.
ويظهر بعض الإعلام العربي وكأنه يقود حملة تضليل وتشويه ضدّ المقاومة، مع أنه يعرف الحقيقة ولكنه يتجنّب قولها، وهي أنّ الصاروخ الذي أطلق على مجدل شمس، وتسبّب بسقوط عدد من الشهداء الأطفال، هو ليس صاروخاً مجهول الهوية، بل هو معروف من قبل الجميع، خاصة لمن يريد أن يعرف أكثر، هو صاروخ أميركي من طراز «تامير»، تستخدمه منظومة القبة الحديدية «الإسرائيلية»، للتصدي لصواريخ المقاومة التي لن تتوقف عن استهداف المواقع العسكرية «الإسرائيلية»، ما لم تتوقف الحرب على غزة.