لصوص الدبلوماسية!!
مهدي منصوري
قد لايكون مستغربا ان يتسلل رئيس الوزراء التركي احمد اوغلو كاللص ويدخل بلدا من غير استئذان لانه قد ارتكب مثل هذه الحالة من قبل عندما دخل كردستان العراق وبدون استئذان وتسلل من هناك الى محافظة كركوك كما يفعل اللصوص.
وقد طرق سمعنا ان هناك لصوص البحر ولصوص الجو ودخول مهاجرين غير شرعيين الى البلدان من اجل الحصول على لجوء يحمون انفسهم من وضع سيئ كانوا يعيشونه، اما ان هناك لصوص دبلوماسيين فهذا من اغرب عمليات اللصوصية في عالمنا المعاصر، لاننا لم نشهد ذلك الا على يد الدبلوماسي سابقا ورئيس الوزراء التركي حاليا السيد احمد اوغلو.
وعند تحليل الامر لا نجد مبررا لمثل هذه التصرفات الصبيانية التي لايمكن ان تصدر من ابسط انسان فكيف تصدر من رجل يعتبر من المنظرين في العلوم السياسية. ولو طرحنا سؤالا على احمد اوغلو ماذا كنت تهدف من هذا العمل الذي لايليق ان يقوم به أي احد؟. فكيف سولت لك نفسك ان ترتكب هذه الحماقة وانت رئيس وزراء للشعب التركي؟.
وكيف يمكن لك وبأي صورة تستطيع فيها ان تقنع شعبك بان هذه الخطوة لاغبار عليها او صحيحة عندما يتساءل هذا الشعب عند سماعه لنداءات لاستنكار والتنديد التي تنطلق من سوريا اولا ومن الدول الأخرى والمنظمات الدولية والحقوقية؟.
لذا فان تسلل رئيس الوزراء التركي اوغلو الى الأراضي السورية ومن دون استئذان يعتبر حالة خطيرة تمس سيادة واستقلال تلك الدولة؟،وكذلك يعزز ويؤكد بوضوح دعم انقرة التام للارهاب، لان المنطقة التي دخل اليها تقع تحت سيطرة الارهابيين، ولذلك ينبغي ان يطرح هذا الامر على المحافل الدولية من اجل ان يقطع الطريق والى الابد على تكرار مثل هذه الحالات البعيدة عن اللياقة الدبلوماسية؟.
والسؤال المهم لو ان احد مسؤولي الدول المجاورة لتركيا قد قام بمثل هذا العمل متأسيا برئيس الوزراء التركي اوغلو ودخل الاراضي التركية بدون استئذان فماذا سيكون رد فعل حكومته؟.
لابد ان يكون الجواب هو الترحيب بذلك لانه هو الذي بدأ هذا الامر هذا اولا، وكذلك لايحق للحكومة التركية ان تستنكر او تندد او ترفع صوتها برفض مثل هذه الاجراءات لان احمد اوغلو قد سن هذه السنة السيئة وفي كل من العراق وبالامس القريب في سوريا؟.
ان مثل هذه اللون من التصرف عندما يصدر من مسؤول رفيع في الدولة يعني لايمكن ان يكون عفويا او غير مقصود بل انه يهدف من ذلك الى قول شيء ما من خلال فعله هذا؟.
وعندما يحاسب أي فرد عادي عند اجتيازه الحدود خلسة او من دون استئذان فانه يخضع للمحاكمة الصارمة ويتخذ بحقه الإجراءات القانونية اللازمة بذلك وقد تصل في بعض الدول الى السجن لعدة سنوات، لذلك فان تسلل اوغلو وهو رئيس للوزراء لابد ان يكون الجرم اكبر واعظم من ذلك لانه ليس فقط تجاوز للحدود بل انتهاك للسيادة استقلال تلك الدولة.
فلذلك فعلى الدولة السورية ان تقوم بدورها في تقديم شكوى للامم المتحدة او مجلس الامن او المنظمات الحقوقية كالمحكمة الدولية من اجل ان توقف مثل هذه التصرفات التي ان اغمضت عنها العيون فقد تشكل سابقة خطيرة لا تحمد عقباها في المستقبل.