kayhan.ir

رمز الخبر: 190899
تأريخ النشر : 2024July13 - 20:45

ثورة الإمام الحسين عليه السلام.. ثورة قرآنية إنسانية خالدة

قال الامام الحسين (عليه السلام) :(إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب (عليه السلام) فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين).

إن التغيير الذي شهدته شبه الجزيرة العربية بعد نزول الرسالة المحمدية وخاصة بعد عام الفتح كان واسعا وسريعا، حتى ان القرآن الكريم وصف ذلك بقوله عزّ وجلّ: { ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا } (سورة النصر: 3). لكن هذا التغییر لم يكن عميقا في جميع طبقات وشرائح المجتمع العربي آنذاك وكانت الدوافع مختلفة باشهار الاسلام.

فبعدما حصل الانقلاب على السلطة الشرعية والقیمیة والمنصوص عليها بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، لم يكن غريبا ان يصبح بعد ثلاثين سنة فقط من رحيل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، شخص طليق كمعاوية، لايشك في نفاقه وهناك كثير من الادلة بانه ممن لم يدخل الايمان قلوبهم.. وابن أبي سفيان رأس الكفر وألد أعداء النبي صلى الله عليه وآله، إنما الغریب هو ان يورّث معاوية السلطة لابنه الفاجر والمتجاهر بالفسق يزيد ویجعله خلیفة على المهاجرين والانصار!

هذه التغييرات التي تعود الى مفاهيم الجاهلية، والتي طالت النخب واسماء لامعة من الصحابة وابناءهم، كانت بحاجة الى صدمة عنيفة والى "لا" كبرى من لدن رجل كبير يمثل الرسالة المحمدية برمتها وبقيمها وبالخط النقي والناصع لصاحبها.. حتى لو كانت النتيجة كارثية بمفاهيم أهل الارض.

فلم يكن في الكون بأسره من يستطيع ان يقوم بمهمة الثورة والاحياء هذه غير سبط النبي وريحانته وسيد شباب أهل الجنة وخامس اصحاب الكساء الذين نزلت بحقهم آية التطهير، لم يكن غير ابي الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)، حين جعلها الحسين بن علي بن ابي طالب ملحمةَ هزّت تاريخ الظلم فضلا عن عرش يزيد، وارعبت كل طواغيت الأرض على مدى الأيام.. وايقضت الدنيا بكل اديانها ومذاهبها وملاحدتها.. فسالت أودية بقدرها! فأضحت كربلاء بعاشوراء الحسين (عليه السلام) قبلة للثوار يريد البعض ان يحولها الى مجرد طقوس خرافية وندب وعويل وعملية جلد للذات، بعيدا عن اهداف الثورة وغاياتها.. وبعيدا عن تلك الروح الصلبة والمقاومة التي تتجلى في منطق سيد الاحرار: (ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة).

الإمام الحسين عليه السلام لم يستشهد لنلبس السواد ونرفع الرايات السود ونبكي عليه وتتحول حركته الى طقوس ومواكب في حسينيات فقط، بل إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام توالت بثورات وحركات امتدادا لصوت الإمام عليه السلام، امتدادا لحركته وامتدادا لإرادته، لأن الحسين عليه السلام حقق هدفه من خلال دمه من خلال جهاده عندما حرك ضمير الأمة وبعث ارادتها من جديد.