دمشق تحبط المؤامرات!!
مهدي منصوري
على مدى اربع سنوات ونيف لم تتمكن كل المحاولات العدوانية والتي تعددت الوانها واشكالها وساهمت فيها اكثر من 83 دولة من تحقيق اهدافها في تغيير الوضع في سوريا.
ولو اردنا ان نحصي ما تم رصده من أموال وما بذلت من جهود من اجل الوصول الى هذا الهدف قد لا يمكن ان تسعها سطور هذا المقال، لان المتابع للشأن السوري ومنذ بداية الازمة المفتعلة وليومنا هذا يجد ان كل الخطط والجهود والمؤامرات قد اخذت تتكسر على صخرة صمود الشعب السوري وجيشه المقاوم، وبنفس الوقت اعطت صورة قد لايمكن تصديقها لو تم سردها على شكل قصص لانه سيمكن اعتبارها من قصص الخيال الادبي، لان المتوحشين الذين جيئ بهم من مختلف دول العالم والذين لا يفهمون سوى لغة القتل قد اصبحوا اليوم في حالة يرثى لها خاصة بعد الضربات المتتالية والقوية التي تلقوها من قبل القوات السورية مع القوات الوطنية المتحالفة معها بحيث ولهذه اللحظة لن تجد لها ارضا صلبة يمكن ان تكون آمنة لهم، لان الارض السورية باجمعها قد اصبحت تنذرهم بالخطر والواقع بالموت، لذلك فانهم اصبحوا زرافات ووحدانا وتشكلت الوانهم وصورهم بحيث لم يجمعهم جامع، بل وصل الامر الى انهم بدأوا يتقاتلون فيما بينهم ما يعزز ان هؤلاء الارهابيين قد وصلوا الى طريق مسدود ولم يبق لهم سوى هدف واحد وهوالبقاء على قيد الحياة.
وبطبيعة الحال فان الصمود السوري هذا والذي اذهل كل الذين كانوا يعتقدون بان انهيار الدولة سيتم خلال الاسبوع، الا ان الدولة السورية تمكنت ان تصمد صمودا رائعا من خلال الدعم الشعبي الكبير لها وظهور الرئيس الاسد بين ابناء شعبه اخيرا في تكريم يوم الشهيد خير دليل على ذلك.
ومن اللافت ايضا انه ورغم هذه الصورة المشرقة يعيشها السوريون اليوم وهم يرون ان الارهاب اخذ ينحسر من مدنهم واحدة بعد الاخرى، وكان آخرها ما يحققه الجيش السوري من انتصارات في القلمون وجسر الشغور بحيث تمكن بهذه الانتصارات ان يخنق الارهاب ويقطع طريق امداداتهم.
ولذا وبعد هذه الانتصارات الرائعة للجيش بدأت تظهر في الافق اذاعة بعض الاخبار التي تريد ان تعيد الثقة لهؤلاء الارهابيين والتي تقول بان هناك تنسيق سعودي ــ تركي للقيام بهجوم بري على الارض السورية، لانهم وكما ذكرت هذه الانباء من انه سيكون الامر بالنسبة اليهم السهم الاخير في قوس المؤامرات التي تستهدف الحكومة السورية.
ولكن هؤلاء الحمقى لا يدركون اولا يعون مدى خطورة مثل هذا الامر لان سوريا التي تملك من الامكانيات العسكرية القوية والتي استطاعت ان تصمد امام الهجمة الارهابية الحاقدة المدعومة من اعتى الدول في العالم خاصة واشنطن، لايمكن في يوم من الايام ان تسمح لاي كان من التصرف وبصورة يهدد امنها وامن شعبها، ولذلك فان الرد السوري على مثل هذا التصور الاهوج سيكون قاسيا ومدمرا ليس فقط للدول التي تدعم هذا اللون من السلوك، بل وكما قال الاسد قبل اكثر من عامين من الان وفي رد على ان بعض الاخبار التي ذكرت ان بعض دول الجوار تريد استهداف سوريا بريا بالقول "انه وفي حال ارتكاب مثل هذه الحماقة فان خريطة الشرق الاوسط قد ينالها التغبير وخلال ساعات فقط من العدوان"، بما يعني ان سوريا قادرة على ان تستخدم ما لديها من امكانيات تسليحية قد تستهدف مصالح هذه الدول وبصورة تغير المعادلة برمتها.
ولذلك فان سوريا اليوم التي امتلكت من الخبرة ليس فقط في مواجهة الارهاب المدعوم اقليميا ودوليا بل تمكنت ان تحبط كل المؤامرات الكبرى التي ارادت النيل منها من اجل اركاعها عودتها الى الاحضان الرجعية العميلة، الا انها بقيت عنوانا بارزا وكبيرا للمقاومة الباسلة التي تقف سدا منيعا امام كل المشاريع الاجرامية التي تستهدف حياة وحرية واستقلال البلدان والشعوب.