kayhan.ir

رمز الخبر: 190729
تأريخ النشر : 2024July10 - 20:57

رسالة من سنخ النظام واسقاطات شوهاء

حسين شريعتمداري

1 ـ ان المؤمل من السيد بزشكيان بصفته الرئيس الذي حظي بانتخاب الشعب، وما نتوقعه منه مع مواكبة التمني بالنجاح في مهمته، وهو توقع منطقي، ان لا يستعين في انتخاب اعضاء حكومته والمعنيين والمستشارين، من يتقاطع مع الثورة والنظام. وهذا ما نصب الاهتمام عليه في هذه المدونة الوجيزة. اذ اقتصرنا على مثال واحد بهذا الصدد. ولو لا الالتفاف من بعض  هؤلاء المتقاطعين ذوي الماضي السيئ حول السيد بزشكيان لما كان لهذه المدونة ضرورة.

لنقرأ على سبيل المثال؛

2 ـ ان ما اورده السيد بزشكيان في اجابته على رسالة السيد حسن نصر الله سيد المقاومة، وأحد مفاخر الاسلام البارزين، من بيان حكيم ينبع من اعتقاد ديني وثوري تشرئب منه الانسانية، نؤشر على جوانب منها؛

"ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دعمت دوماً مقاومة شعوب المنطقة ضد الكيان الصهيوني غير الشرعي. وان دعم المقاومة له جذوره في السياسات المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية وقيم الامام الراحل (ره) وتوجيهات قائد الثورة الاسلامية وسيستمر بقوة. إنني على يقين من ان حركات المقاومة في المنطقة لن تسمح لهذا الكيان بمواصلة سياساته التحريضية والاجرامية ضد الشعب الفلسطيني  المظلوم وشعوب المنطقة الاخرى".

واقولها بمنتهى الاعجاب انه رد بمستوى رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية.

3ـ ان جميع الصحف  والمواقع التابعة لادعياء  الاصلاح الذين يهتموا بأبسط واقل الاجراءات اهتماماًَ من قبل رئيس الجمهورية المحترم ويؤطروها بعناوين عريضة على الصفحات  الاولى لهم ويزيدوها زخرفاً، قد قلموا هذه الرسالة المهمة والمفتخرة للدكتور بزشكيان التي بعثها لسيد المقاومة، وفيما كانوا يؤطروا اي حركة من قبل سيادة رئيس الجمهورية باقلامهم وألسنتهم بالتملق والاستحسان المستضفيض، نجدهم في رسالة العزة التي بعثها رئيس الجمهورية للسيد حسن نصر الله قد كسروا اقلامهم واغلقوا افواههم فلم يصدر منهم مكتوباً ولا منطوقاً، لماذا؟!

4 ـ ان ادعياء الاصلاح في وقت حجبوا رسالة رئيس الجمهورية المحترم المفتخرة الى السيد حسن نصر الله، واظهروا غضبهم وعدم رضاهم من هذه الرسالة، كانت وسائل الاعلام الاميركية والاوروبية والاعلام الصهيوني قد ذكر هذه الرسالة بامتعاض وتوتر واضحين!

فهل ان هذا الانسجام والمواطبة المخجلة من باب الصدف؟! وليست الاجابة على هذا التساؤل بالصعبة، اذ يكفي ان نمر ولو عجالة على مواقف الكثير من ادعياء الاصلاح وملاحظة مدى تطابق مواقفهم دائماً مع المواقف الاميركية والاسرائيلية بوضوح، مما يكشف عن ستار من التنسيق  وعلة هذه المواكبة!

5 ـ فيا سيد بزشكيان! ان هذه الجماعة هم انفسهم الذين سجلوا حسب المعادلة التي املاها جورج سوروس وبعد لقاءات متتالية مع عملاء وكالات المخابرات لاعداء الثورة المعروفين والذي ظهروا بلبوس اكاديمي وزاروا ايران، ليطلقوا الفتنة "الاميركية ـ الاسرائيلية" عام 2009. وكان شعار "لا غزة ولا لبنان" ورد لسان هذه الجماعة في فتنة 2009. الشعارات التي اقترحتها المواقع التابعة  لوزارة الخارجية الاسرائيلية باللغة الفارسية لقادة واصحاب الفتنة.

وحينها قال "ريتشارد هاوس" صراحة وهو العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية  الاميركية، قالها بعد فشل فتنة عام 2009؛ ان معادلة فوكوياما بالنسبة لايران قد اعطت نتيجة عكسية! فذكر سبب فشل الفتنة بالقول؛

"ان اصدقاءنا في ايران تعجلوا النقطة النهائية"! موضحاً ذلك بالسبب الذي نتيجة الشعار "ان الانتخابات ذريعة" فالهدف كان اصل النظام"! فهو يشير الى ان اطلاق هذا الشعار  كان في غير وقته المحدد!

6 ـ وبالامس لم يحتمل "منوشه امير"، المحلل السياسي للكيان الصهيوني والمدير السابق لاذاعة اسرائيل، لم يحتمل الرسالة التي بعثها  السيد بزشكيان لما انكتبت من دعايات وفيرة كون السيد بزشكيان من  الاصلاحيين! فقال بامتعاض؛ "لماذا ارسل بزشكيان هذه الرسالة ولمذا تمت المساعرة في تنفيذ هكذا عمل... فالعالم الحر لا يعول ابداً على حكومة بزشكيان و..."؟!

فيا سيد بزشكيان! ينبغي ان لا تتوقع من هذه الجماعة مع هذا الماضي الذي تعرف به ان لايقوموا بحجب الرسالة الثورية والاسلامية والابية للظلم والتي بعثتها لسيد المقاومة، وكيف لا يمتعضوا من ذلك!

ان القضية اعلاه هي إنموذج وغيض من فيض مما يمكن ان نسدل الستار عن الهوية الحقيقية لبعض ادعياء الاصلاح (وليس جميعهم)، والا فهي قصة يطول فصولها.

وليتك يا سيد بزشكيان ان تطلب منهم الاجابة على هذا السؤال؛ انه اي من مواقفهم السياسية تختلف عن المواقف الرسمية المعلنة لاميركا واسرائيل؟ واي موقف لهم لا يتقاطع مع محكمات خط الامام وقائد الثورة؟!