kayhan.ir

رمز الخبر: 19069
تأريخ النشر : 2015May10 - 20:24

ساعة دمشق... ومواعيد الانتصار

يونس أحمد الناصر

ستالينغراد الشرق وهانوي العرب , إنها دمشق الخالدة , خلود قاسيون , على أسوارها كتب أهلها بالدم حلال لأهلها حرام على غيرهم , وخارج أسوارها كتبت تاريخ هزائم الغزاة وحتى المسلمون لم يدخلوها عنوة , إنما فتح لهم أهلها الأبواب.

دمشق لم يدخلها غازٍ واستقر به الحال يوماً ويذكر التاريخ القريب بأن وزير الحربية يوسف العظمة مع ثلةٍ من الرجال رفضوا تهديد غورو الفرنسي الغازي وقالوا : لن يدخلوها إلا على جثثنا , كي لا يقال بأن دمشق فتحت أبوابها للغزاة وسجَّل التاريخ معركة البطولة والشرف في ميسلون , ورحل الفرنسيون كما رحل غيرهم من الغزاة مهزومين مدحورين لتبقى دمشق أقدم مدينة مأهولة باستمرار في التاريخ.

و السؤال هل دمشق اليوم في خطر ؟

تتصاعد في السنة الخامسة من الحرب العدوانية على سورية مجدداً عبارة ساعة صفرٍ جديدة للعدوان على دمشق , تطلقها وكالات الاستخبارات العالمية التي تقود عملية العدوان على سورية , ويبدو بأن الأغبياء لم يتعظوا من المرَّات العديدة السابقة التي فكروا فيها بدخول دمشق , فسقطوا صرعى على أسوارها مجدداً ومحاولتهم الجديدة لن تكون أفضل حالاً من سابقاتها, وعندما نقول ذلك فنحن لا نراهن إلا على جيشنا البطل الذي أثبت خلال السنوات الماضية من عمر العدوان على سورية , بأنه الجيش البطل والشجاع والقادر على دحر أي عدوان مهما كانت شدته وكما أحرق جموعهم سابقاً هو القادر اليوم على حرق ما تبقى بجعبتهم من سهام مكسورة.

و الجيش العربي السوري الذي أثبت المرونة والقدرة على المواجهة التي فرضت عليه هوال قادر اليوم مجدداً على صنع الانتصار تلو الانتصار, وكما ذهبنا إلى جنيف 2 على وقع انتصارات خطوات جنودنا الذين يحققون المعجزات , سنذهب مجدداً إلى جنيف 3 ونحن أكثر انتصاراً وقوة وحصانهم الخاسر الذي يسمونه معارضة سورية باختلاف مسميات هذه المعارضة معتدلة أو غير ذلك وحتى صنيعتهم القاعدة وأخواتها داعش والنصرة , هذه المعارضة لن يفيدها كثيراً الأبر المقوية التي تحقن في مؤخراتهم صباح مساء , لأن الهزال والضعف قد دب في مفاصل هذا الحصان , وعليهم أن يطلقوا عليه رصاصة الرحمة أو سنفعلها نحن.

و ساعات صفرهم العديدة لدخول دمشق التي أوقفها الجيش العربي السوري بمواقيته الخاصة التي يسير عليها وقع الانتصارات والمجد والبطولة ورهانهم مجدداً على جرذان المجاري لإسقاط دمشق هو من الحماقة بمكان ونقول لهم : يسعدنا غباءكم.

معزوفة التقسيم القبيحة

تتناهى إلى أسماعنا معزوفة عافتها أسماعنا منذ البداية حول التقسيم استناداً إلى انتصارات يفترضون بأنهم قد حققوها على الأرض ولكننا نقول لهم بأن الفرضية قد لا تنطبق على الواقع وهو ما سنبرهن لكم عليه , وما تسمونه انتصارات للمعارضة هو في الحقيقة انتصار للجندي العربي السوري بحماية أرواح المدنيين من غدركم وإجرامكم وأعني في بصرى وإدلب وجسر الشغور , فما حدث هو حرص الجيش العربي السوري على دماء السوريين أمام غزارة نيران حقدكم وبعد تأمين المدنيين وإخراجهم من مناطق الصراع سترون القوة الحقيقية للجيش العربي السوري والذي تدركون جيدا كيف يحيل أسلحتكم إلى حديد مصهور وأجساد مرتزقتكم إلى أشلاء تعافها الكلاب طعاماً لها , وبصرى ستعود كما ستعود إدلب وجسر الشغور فهل لديكم غير هذه الانتصارات الوهمية التي تدعونها ؟؟

أما بخصوص التقسيم, فالجيش العربي السوري الذي خاض حرباً كونية طيلة أربعة سنوات ودخلنا العام الخامس ضد التقسيم والذي كان مطروحاً منذ بداية العدوان , فتأكدوا لو أردنا التقسيم لما خضنا هذه الحرب وكنا وفَّرنا الدماء الزكية التي بذلناها ضد مشروع التقسيم , وهو مشروع من الحماقة أيضا طرحه مجدداً والجيش العربي السوري صاحب العقيدة ( وطن شرف إخلاص ) سيبقى شريفاً ومخلصاً للوطن وسيمنع التقسيم وسيحافظ على وحدة التراب السوري بحدوده المعروفة , وسيبقى في عقيدة هذا الجيش استعادة الأجزاء المغتصبة من هذا التراب , وهذا الجيش البطل هو الحصان الرابح الذي نراهن عليه وسيصل إلى نهاية هذا السباق منتصراً مكللاً بدعوات أمهات الشهداء ومدعوماً بسواعد الرجال ويقف خلفه كل الشعب السوري , وهذا الجيش هو ما يخيفكم ويعطل كل مشاريعكم وخططكم الاستعمارية.

و سورية التي نالت استقلالها بدماء الأحرار , تحافظ اليوم على استقلالها بدماء أحفاد هؤلاء الأحرار, والانتصار فقط هو القرار.