kayhan.ir

رمز الخبر: 190059
تأريخ النشر : 2024June29 - 20:57

البون الشاسع بين الانتخابات الرئاسية الايرانية والاميركية

وفقا للكثير من الشواهد والدلائل وفي مقدمتها شدة التنافس الذي كان يدور بين المرشحين الستة للفوز برئاسة الجمهورية الذي انسحب منها اثنان قبيل دخول موعد التصويت للانتخابات بـ 24 ساعة الا ان التنافس بقي يدور بين اربعة منهم، الا ان اكثر المحللين واصحاب الشأن كانوا يرجحون بان الانتخابات ذاهبة الى جولة ثانية خاصة وان اثنان منهما كانا متقاربين استطلاعات الرأي في النتائج وفعلا هذا ما حصل اذ لم يستطع اي منهما لا بزشكيان ولا جليلي الحصول على (نصف +) من الاصوات.

واليوم فان الانظار داخليا وخارجيا تتجه صوب الجمعة القادمة لترى من سيفوز بالانتخابات ليكون الرئيس التاسع للبلاد جليلي ام بزشكيان؟!

اغلب التكهنات تذهب الى ان السيد جليلي الذي يحتفظ باصواته من الدورة الاولى وستأتيه اصوات المرشحين الاخرى من قاليباف وزاكاني وقاضي زاده هاشمي الذين اعلنوا عن دعمهم للمرشح جليلي ستزيد بالتاكيد من حظوظه للفوز في الجولة الثانية بارجحية تامة.

اما السؤال الملح الذي يطرح نفسه لماذا هذا التكالب الشرس على الانتخابات الايرانية ومحاربتها؟ والسؤال الثاني لماذا هذا التخوف المفرط منها؟ وانتم تصفونها بانها انتخابات صورية اذا كانت كما تدعون تجاهلوها تضمحل لكنكم تعلمون جيد انها تقدم نموذجا قد يكون فريدا وجيدا تخشون ان تعمم ليس في المنطقة فحسب حتى في العالم.

لقد شهد العالم بام عينه كيف تنافس المرشحون الستة لانتخابات رئاسة الجمهورية في ايران في مناظرات مفتوحة ومباشرة وفي عشرات البرامج الاخرى على تقديم برامجهم وآرائهم وحلولهم لمختلف الشؤون الحياتية بحيث لم يتركوا بابا الا وطرقوها.

وربما يؤخذ على ايران بانها تضع فيلترا للمرشحين لتتأكد من اهليتة وهذا ما هو موجود في كل دول العالم لكن كل دولة حسب قوانينها ودساتيرها.

لكن ما يهمنا القول هنا والفارق هو ان مجلس رقابة الدستور لن يُفرض مرشح عينه على الشعب الايراني كما هو في اميركا مهد الحرية! حسب ادعائها حين تفرض مرشح الحزبين الجمهوري والديمقراطي وعلى الشعب  ان ينتخب احدها ولا خيار امامه وهذه هي الديمقراطية الاميركية ان تلتزم بما يقرره الحزبان ولا خيار امامه في انتخاب ما يقرره او ما يقتنع به.

ولحسن الحظ ان الانتخابات الرئاسة الاميركية تزامنت مع الانتخابات الرئاسية الايرانية حيث شهد العالم مدى الفارق  الكبير في الآليات والاساليب الانتخابية في البلدين وتعامل المرشحين بينهما والمواضع المطروحة على طاولة البحث.

وما كان مضحكا ومثيرا للسخرية هو ما عرضته شبكة "سي ان ان" اول من امس للجولة الاولى للمناضرة الانتخابية بين الرئيسين الاميركيين "جو بايدن" ومنافسه "دونالد ترامب" وما جرى بينهما من تراشق كلامي بذى حيث تبادلت القبائح المكشوفة والمدفونة. الرئيس بايدن ذكر في بداية حديثه عدة نماذج من الفساد الجنسي للرئيس السابق ترامب فيما رد عليه الاخير بفضائح جنسية افظع. وقد علق مدير البرنامج الانتخابي في هذه المناظرة قائلا: بالطبع ان هكذا امور في اوساط المسؤولين الاميركيين ورؤساء الجمهورية بات طبيعيا. ولم يكتفي بايدن بما قاله حول ترامب بل شبهه بالقطة الضالة التي لا شغل بها سوى التسكع واقتطاع ارزاق الاخرين.

فيما انبرى ترامب بتشبيه زميله بايدن بالكلب الفاقد لسيطرته على قواه الحسية.

والطريف في هذا الموضوع ان "توماس فريدمن" الاعلامي الاميركي المعروف كتب عن مخرجات المناظرة بين الرئيسين الاميركيين: "ان المناظرة عكست ان بايدن شخص عاجز لا يمكنه ان يركز على ما يدور في ذهنه بينما  ترامب يتصاعد منه الكذب على الدوام وتختم قوله ان بلدا مثل اميركا تعاني الترشح والحقارة"! وكان هذه الامور  التافهة هي مشاكل الشعب الاميركي الحقيقية التي لابد للمرشحين ان يبتا فيها !

فليقارن المرء الشريف والعقل والحر ما دار في المنافسات الانتخابية الرئاسية في ايران وما يجري اليوم في الولايات المتحدة الاميركية.