kayhan.ir

رمز الخبر: 189965
تأريخ النشر : 2024June28 - 21:26

ينبغي التآلف ان كانت الخدمة دافعاً!

حسين شريعتمداري

1 ـ يأتي اصرار مرشحي الجبهة الثورية ـ او من الافضل ان نقول من قبل بعض مقربيهم ـ تجنب التحالف، وتحويل مشهد تعدد المرشحين الى مرشح واحد، في وقت من المستبعد ان يجهلوا مدى ضرورة هذا التآلف  كأمر حياتي، والذي أقلق الشعب الثوري من خلال تعبيرهم عن ذلك القلق باللسان والقلم مرارا، اذن فلماذا لا يأتلفون؟!

2 ـ روي عن امير المؤمنين عليه السلام انه؛ "ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه" من هنا يمكن ان نستشف بوضوح ان حضور عدة مرشحين على جبهة واحدة، في الانتخابات الحالية سيقسم اصواتهم الى عدة أقسام متباينة، وكل قسم سيصب في سلة للاصوات.

وبديهي في هذه الحالة  ستتراجع قدرات منافسة المرشحين المحسوبين لجهة واحدة من المنافس في الجهة الاخرى.

وهذا الامر من البداهة بمكان بحيث نحاول ان نجادل في موضوعيته. فمن المسلم انه امر بديهي، اذن فلماذا تجنب التآلف؟!

3 ـ ولربما كل واحد من المرشحين الاكثر حظا، ان يعتبرا "سلة اصواتهما" أملأ من الآخر، وعلى هكذا تحليل يعتبر استمرار بقائه ارجح عن الآخر او ان يرى كل واحد منهما، مقارنة بالآخرين في المجموعة، انه يتمتع بمزايا وخصوصيات تلزم ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية، وان ما تميز شخصيته من امور أوفر من الجانب الآخر، ولذا يعتبر تصديه مركز رئاسة الجمهورية (وبالطبع بدافع الخدمة) انسب من الآخر.

4 ـ ان الاستنتاجات المذكورة في ظل الظروف العادية ليست غير قابلة للوم وحسب وانما بالنظر لهذه الخصوصيات الضرورية كذلك، الا انه حين الامر يمس الاسلام والثورة، وان احد المرشحين (بغض النظر عن شخصيته الواقعية) يرتبط بفئة ممثليها ممن له ماض سيئ، ولا كفاءة لهم، ويميل نحو الاعداء الخارجيين، وغير مهتم لطبقة المستضعفين ومتماه مع جورج سوروس الصهيوني، ويعارض الاقتدار العسكري للبلد، ومن هم قد عرف عنهم مراراً علاقتهم باعداء الخارج، وضعاف الشخصية و... بهذه الخصوصيات يحاول ان يخوض التنافس الانتخاباتي، فالقضية ستختلف.

ففي هذه الحالة يكون التآلف بين مرشحي الجبهة الثورية وحضور مرشح واحد، ضرورياً من الناحية الاسلامية والثورية، وان تجاهل هذا الامر ـ مع الاعتذار ـ لا ينسجم والشخصية الثورية للمرشحين وهو بعيد عن التوقع! والذي ننتظره ان يسارع كل واحد بالانسحاب لصالح الاخر، لا ان يترددوا!

5 ـ وحين يكون امر التحالف مطروحاً، يشير بعض الاخوة الى الاستبدال غير المناسب لقسم من الاصوات لهذا المرشح او ذاك، وهنا ينبغي القول ان اي اجراء او حركة ضرورية لا تؤخذ في الحسبان انها تستبطن الضرر بل ينبغي مقارنة النفع الحاصل من ذلك مع الضرر المحتمل، وكما قال اميرالمؤمنين في حكمته؛ "ما لا يدرك كل لا يترك كله".

6 ـ يقال ـ وبالطبع يراود صحة ذلك الشكوك ـ ان العديد من مؤيدي المرشحين الذين تمت الاشارة اليهما، هم السبب في عدم التآلف وحضور مرشح واحد! وندعو ان لا يكون الخبر صحيحاً؛ واذا لا سامح الله كان صحيحاً فينبغي في هذه الحالة ان نذكر هاذين العزيزين ان اصراركما تجنب التحالف يمكن ان يكون دليلا على ترجيح المطالب السياسية الشخصية على ضرورات الثورة او ناجم عن غفلة مضرة جدا.

7 ـ وبالتالي ينبغي الالتفات الى امر ان كل واحد من المرشحين، الى جانب الخصائص الايجابية والبارزة التي يتمتعون بها، هنالك نقاط ضعف يواجهون بها. والامر المهم هنا ان يتمتعوا بالخصوصية الاساس وهو ما يمتلكونه، وليس ان يتبرأوا من كل نقص. فليسوا ائمة معصومين! وبالتالي ينبغي اختيار احدهم والآخر والآخرون ان يوظفوا في نفس الاتجاه.