kayhan.ir

رمز الخبر: 189910
تأريخ النشر : 2024June26 - 20:18

الامام موسى الكاظم (عليه السلام) مظهر العبادة والجهاد ضد الظالمين

 

تمر علينا اليوم العشرين من شهر ذي الحجة سنة 128هـ ذكرى ولادة الإمام السابع من أئمة أهل بيت النبوة (عليهم السلام)، الامام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام، وفي هذه المناسبة المباركة نهنئ الامام المهدي المنتظر (عج) وقائد الثورة الاسلامية ومراجع الدين وسائر المؤمنين، ونبتهل الى الله تعالى أن يجعلنا من السائرين على نهجه، أنه ولي التوفيق .

إن لم تكن حركة الجهاد العلمي والعقائدي التي تبناها ائمة آهل بيت الرسول عليهم السلام خلال 250 عاما، لكان مرتزقة بني أمية وبني العباس ووعاظ السلاطين بدأ من سقيفة بني ساعدة، قد جردوا الاسلام من محتواه، حيث لم يكن يبقى من الدين الحنيف لا اسما ولا رسما، وبهذه المناسبة المباركة نعرض قبسات من حياة وجهاد الامام الكاظم عليه السلام.

مولده الشريف: ولد الامام الكاظم عليه السّلام بالأبواء - منزل بين مكة والمدينة .. عن أبي بصير قال: كنت مع الامام أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) في السّنة التي ولد فيها ابنه موسى (عليه السلام) فلمّا نزلنا الأبواء وضع لنا أبو عبدالله (عليه السلام) الغداء ولأصحابه وأكثره وأطابه، فبينما نحن نتغدى إذ أتاه رسول "السيدة حميدة ام الإمام الكاظم (عليه السلام)" ....... فقام أبو عبدالله (عليه السلام) فرحا مسرورا، فلم يلبث أن عاد إلينا، حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سنّه فقلنا: أضحك الله سنّك، وأقرّ عينك، ما صنعت السيدة حميدة ؟ فقال: وهب الله لي غلاما، وهو خير من برأ الله، ولقد خبرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها، قلت: جعلت فداك وما خبرتك عنه السيدة حميدة ؟ قال: ذكرت أنه لما وقع من بطنها وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء، فأخبرتها أن تلك أمارة رسول الله وأمارة الامام من بعده.

الإمام الكاظم (عليه السلام) وحكّام عصره: عاصر الإمام الكاظم (عليه السلام) حكام بني العباس كالمنصور (بالشيطان) وولديه المهدي والهادي وهارون (السفيه)، وقد قضى أكثر من 15 سنة من عمره الشريف في سجون الحكام الظلمة. وطوى عليه السلام عشر سنواتٍ من إمامته في عهد المنصور بالشيطان، وكانت من أقسى أيام حياته، وأشدّ أيّام الإسلام ظلاماً وشدّةً، فقد كان المنصور بالشيطان يلقي القبض على أصحاب الإمام مجموعةً بعد أخرى، ثم يقضي عليهم بعد أن يسومهم صنوفاً من التعذيب، ويدفن أجسادهم في السّجون سراً، وقد اكتشف الأمر بعد موته، إذ فتحت السّجون، وعثر فيها على الجثث والعظام، وعرف الناس ما ارتكبه هذا الطاغية من مظالم، في معتقلاته الرهيبة.

عبادته: أجمع الرواة على أنّه (عليه السلام) كان من أعظم الناس طاعة لله، ومن أكثرهم عبادة له، وكان من مظاهر عبادته (عليه السلام) أنّه إذا وقف مصلّياً بين يدي الخالق العظيم أرسل ما في عينيه من دموع وخفق قلبه، وكذلك إذا ناجى(عليه السلام) ربّه أو دعاه.

زهده: زهد (عليه السلام) في الدنيا، وأعرض عن مباهجها وزينتها، وآثر طاعة الله تعالى على كلّ شيء، وكان بيته خالياً من جميع أمتعة الحياة، وقد تحدّث عنه إبراهيم بن عبد الحميد فقال: «دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ(عليه السلام) فِي بَيْتِهِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَإِذَا لَيْسَ فِي الْبَيْتِ شَيْ‏ءٌ إِلَّا خَصَفَةٌ وَسَيْفٌ مُعَلَّقٌ وَمُصْحَف».

سجنه: أمر هارون الرشيد بسجن الإمام الكاظم (عليه السلام)، ثمّ أخذ ينقله من سجنٍ إلى سجن، حتّى أدخله سجن السندي بن شاهك الذي لم تدخل الرحمة إلى قلبه، وقد تنكّر لجميع القيم، فكان لا يُؤمن بالآخرة، ولا يرجو لله وقاراً، فقابل الإمام(عليه السلام) بكلّ قسوة وجفاء، فضيّق عليه في مأكله ومشربه، وكَبّله بالقيود، ويقول الرواة: إنّه قيّده(عليه السلام) بثلاثين رطلاً من الحديد.

استشهاده: استُشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، في الخامس والعشرين من رجب 183ﻫ بالعاصمة بغداد، ودُفن بالكاظمية المقدّسة.