kayhan.ir

رمز الخبر: 189909
تأريخ النشر : 2024June26 - 20:18

عدم الاعتداد بالرأي دليل الفتوة

 

حسين شريعتمداري

1 ـ خلال انتخابات رئاسة الجمهورية عام 2013 كانت سوابق بعض ادعياء الاصلاح والذين حضروا في المقر الانتخابي لاحد المرشحين، تؤشر لتكهنات لما سيحصل لاحقاً من هنا كان لزاماً ان يتحد بقية المرشحين.

وكنا حينها قد اوردنا في مقال تحت عنوان "لماذا الجداول، فلتكن نهراً" نخاطب تلك الجهة من المرشحين؛ "إن معدل أصوات كل واحد منكم ايه الاخوة أشبه بجدول ماء. فحين يكون التباعد بين الجداول فهي وان كانت كثيرة العدد الا انه من السهل عبورها ولكن ان تقاربت وتجمعت كنهر واحد وهنا ليس من السهل عبور الماء المتجمع".

ولم يعر الاخوة الاعزة حينها بهذه التوصية الصادرة عن الاشفاق و...

2ـ كما ان التموضع الحالي لمشهد الانتخابات القادمة، تنذر مرة اخرى بضرورة تحالف العديد من المرشحين.

وسبق ان شددنا في مقال على "ان لم يخض بعض زعماء واصحاب الفتنة والعديد من سيئي الصيت بماضيهم الملطخ بالعديد من الوثائق الدامغة عن علاقتهم وخدمتهم للاعداء البينين للجمهورية الاسلامية الايرانية، ولم ينبروا بدعم مرشح لرئاسة الجمهورية ما كان لمدونتي ضرورة..."

مؤكدين على ضرورة التحالف ومخاطبين المرشحين المعنيين بالخطاب، بالقول؛

"أذا كان ضروري حضور واستمرار حوار الشهيد رئيسي العزيز والذي هو ترجمان آخر لحوار الامام والثورة والقائد وتعتقدون بذلك اعتقاداً راسخاً ـ ونعلم انكم كذلك ـ فينبغي ان تلجأوا للتحالف، وفي غير ذلك فمع الاعتذار ولا سامح الله، فان الخوض في الاستمرار على طريق الشهيد رئيسي بشكل مكرر لهو مما يزيد ريناً على الثلم".

3 ـ وفي هذه الايام قد جلب بعض ادعياء الاصلاح واعضاء حكومة السيد روحاني والذين يتحملون مسؤولية ادارة المراكز الانتخاباتية للسيد بزشكيان، جلبوا دائرة من العمليات النفسية الى المشهد الانتخاباتي، وفي دعايتهم الانتخاباتية للسيد بزشكيان يعلنون كناية انهم مرشحون متعددون للجبهة الثورية وقد برزوا للمشهد الانتخاباتي في لبوس مرشحون بالوكالة! ولاجل البرهنة على ادعائهم يقولون انهم سينسحبون من هذا المشهد في الايام الاخيرة التي تفضي ليوم الانتخابات!

فالمرشحون المذكورون ويعلمون انهم لم يحضروا وكالة، ولاجل البرهنة على مكانتهم يشددون على عدم عزمهم الانسحاب من المشهد الانتخاباتي!

هذه القراءة من الاخذ والعطاء قد تحققت خلال المناظرات الانتخاباتية. ولكن لابد من الالتفات الى ان هذا المقلب النفسي غرضه تجنب تحالف القوى التي أشرنا إليها مع الاخذ بنظر الاعتبار ان هؤلاء وبعد الاعلان عن عدم الانسحاب يكونون في حالة من اللاقرار وانعدام الجدية يمنع من تحالفهم وحتى من انسحابهم!

ان اللجوء لهكذا مقلب يدلل بوضوح كم هي حالة القلق المستولية على ادعياء الاصلاح المغربون حيال تحالف قوى الثورة.

4 ـ الا انه بعد كل هذه الايضاحات اللازمة لتقييم الحلقة الثورية للسيد بزشكيان بعيداً عن معتمديه سيئي الصيت لابد ان نقول: ان مقولة تحالف مرشحي الجبهة الثورية لهو امر اسلامي ثوري ضروري، وان عدم الاخذ بهذا الامر على محمل الجد من قبل ايٍّ كان فهو بمعنى ادارة الظهر عن هذه الاصول والمتبنيات بشكل بيّن.

من هنا فان اعلان بعض المرشحين خلال المناظرات بالتزامهم وتمسكهم بالترشح، ينبغي ان لا يتسبب ـ لا سامح الله ـ في فهم الانسحاب لصالح الآخر انه تنصل عن وعوده السابقة، اذ ان الاشخاص الملتزمين يعتبرون تغيير الآراء لاجل احراز النتيجة الفضلى لهو عمل يرضي الله وهو من الضروري القيام به.

وقد سُئل سماحة الامام ـ رضوان الله تعالى عليه ـ: "ما صحة العبارة يا سيدي والتي تُذكر، ان المرء ينبغي ان لا يحيد عن رأي قد أبداه"؟!

فاجاب الامام الراحل بالقول: "ليس الامر كما تقول بل ان من الفتوة ان يعود المرء عن ما قاله. فان هو كان قد ذكر مسألة وكانت غير صحيحة، فالفتوة في ان يصحح ما قد قاله سلفاً".