kayhan.ir

رمز الخبر: 189834
تأريخ النشر : 2024June25 - 20:18

لننظر الى التحالف من هذه الزاوية !

 

حسين شريعتمداري

1 ـ ان لم يخض بعض زعماء واصحاب الفتنة والعديد من سيئي الصيت بماضيهم الملطخ بالعديد من الوثائق الدامغة عن علاقتهم وخدمتهم للاعداء البينين للجمهورية الاسلامية الايرانية، ولم ينبروا بدعم مرشح لرئاسة الجمهورية، ما كان لمدونتي ضرورة، او اذا تقدم المرشح المذكور بشخصيته المعروفة الى الساحة وهو عالم بالهوية الحقيقية للتيار المذكور، كذلك ما كان لمدونتي المجملة بين ايديكم اي ضرورة.

الا ان التيار المشبوه في تبعيته والمعني في اشارتي ليس مجرد عنوان تيار سياسي ـ ولو سيئ الصيت ـ عديم الحضور في الساحة، وانما هو مسئولٍ على جميع الشؤون الانتخاباتية والبرامج المعلنة للمرشح المذكور. من هنا لم يدعني هذا الحدث المشين، ولو كان احتماله ضئيلاً، ان اقف مكتوف الايدي وان امر من امامه مرور الكرام. اذ ان جميع الوثائق والادلة تعكس بوضوح ان فتنة 2009 والتي حصيلتها؛ اعداد مباشر من اميركا وبريطانيا واسرائيل، وتبنى دور المنفذ وصار بيدق رقعة المثلث المشؤوم، اصحاب الفتنة وقادتها.

والجدير ذكره ان أدلة تلك الخيانة الكبرى قد امررناها بمصادرها في الصحيفة ولم يكن لاعمدة الفتنة اي رد قبالها ولا يملكون الاجابة. فان كان لهم الرد فحيّ على كلمة الحق.

2 ـ ودققوا لهذه الالتفاتة الحكيمة التي تفضل بها سماحة قائد الثورة في ذكرى رحيل الامام ـ رضوان الله تعالى عليه ـ قائلا:

"ان الانتخابات الحماسية في الثامن من "تير" هي المكملة لحماسة توديع شهداء الطيران في "ارديبهشت" (سقوط مروحية الرئيس رئيسي) فبحجم الحضور في حماسة التشييع بما إحتوته من رسائل مفهومية وتعددية سواء للاصدقاء أم لمن يريدون السوء للجمهورية لاسلامية و الشعب الايراني، كذلك تسجيل حماسة اخرى عند صناديق الاقتراع تحتوي رسائل هامة جدا وتاركة بصماتها... ان حماسة الانتخابات مكملة لحماسة توديع الشهداء، فهذا العمل يكمل عملا قد انجزتموه في توديع الشهداء".

فالشعب قد اكد خلال تشييع جثمان الشهيد رئيسي على طريق ونهج ذلك الشهيد الكبير والاستمرار في خطه وهكذا هي الانتخابات هي مكملة للتشييع الحماسي. ومن البديهي ان لم تكن هذه الانتخابات هي ذات الجوهر لذلك التشييع فلا يمكن ان تكون مكملة لها.

3 ـ ان تحقق مطالب سماحة قائد الثورة والتي هي مطالب الفئات العظيمة والمليونية لمشيعي شهداء الطيران في ارديبهشت هي ليست غير ممكنة التطابق مع اصحاب الفتنة وحسب وانما تكون على النقيض منها. فالذين كانوا للامس يجاهرون العداء للشهيد الكبير، ويتأبطون ماض من الخدمة لاعداء الاسلام والثورة في الخارج، كيف يمكنهم ان يتحرقوا للنظام والشعب ويسيروا في درب الرئيس رئيسي العزيز؟!

ان احتمال نجاح هذا التيار رغم تصاغره الا انه لما كان الموضوع يحمل الاهمية الوفيرة، يوجب العقل والشرع والمنطق ان نكون يقظين حذرين حيال هذا الاحتمال ـ رغم تصاغره ـ ولا نسقط مبادرة الحيطة. ولنلق نظرة الى هذا الجانب وذلك الجانب، فان جميع اعداء ايران والاسلام العزيز، في الخارج، وبجميع الامكانات الاعلامية والدعائية المصبوبة في دعم هذا التيار المذكور قد اصطفت اليوم. الا ترون ذلك؟! وان كان الشعب اكثر ذكاءاً من ان لا يفرقوا الاصلح عن المفسد والسراب عن الماء، الا انه لابد من تهيئة الاستعدادات لمواجهة مكائد العدو وان نعد العدة لذلك.

4 ـ وكنا اوردنا في مقال سابق ان، "الكثير من القوى الثورية والملتزمة، لديها تساؤل مشترك تتداولها الالسن تبحث عن اجابة، والسؤال هو: لاي من مرشحي الجبهة الثورية ندلي بأصواتنا؟

وكانت اجابتي على السؤال كالآتي: ان نصوت للمرشح الذي يفرزه التحالف. ويتساءلون: واذا لم يتوصلوا لتحالف ما العمل؟ والاجابة هي:

في تلك الحالة لا نجد فرقاً لاي ندلي بأصواتنا!... اذ لو لم يتحدوا فسيستقطب كل واحد منهم قسما من اصوات الشعب، ومن البديهي في هذه الحالة عدم تنافس مجموعة اصوات عدة اشخاص بيسر مع مجموعة الاصوات المتفقة في سلة واحدة!".

5 ـ ولما لا نعتبر السيد بزشكيان، بمعزل عن الملتفين حوله، بالمرشح الخارج عن الجبهة الثورية، فمن المؤكد ان نقول؛ ان تحالف مرشحي الجبهة الثورية، بغض النظر عن كيفية إنجازه بحيث تستحصل الأهلية البارزة والضرورية بتقييم سلة الاصوات و.... لهي ضرورة حيوية لا سبيل لسواها، فيما اذا وضعنا في الحسبان بعض الاحتمالات التي تصب في هذا الاتجاه او ذاك، والتي لا يمكن مقارنتها أبدا مع ضرورة التوفر على التحالف فضلا عن ان تكون حائلا عن التوصل الى تحالف.

6ـ ونحن نعيش هذه الايام عيد الغدير الاغر عيد تنصيب أميرالمؤمنين للناس عَلماً، لابد من الاشارة الى حادث ـ كما تعلمنا ان يكون درساً وعبرة لنا ـ ينقل عن المولى بحيث نستحصل منه الاسوة والقدوة كأمر مصيري. والقضية كما نقلت أن امرأتين حضرتا مع طفل بمحضر أمير المؤمنين علي عليه السلام، وكلٍّ تدعي ان الطفل وليدها!

ولما لم تنفع نصيحة أمير المؤمنين للمرأتين، تظاهر الامير انه عازم على شق الطفل الى قسمين بسيفه ليعطي كل واحدة نصف، في هذه الاثناء سحبت الام الاصلية للطفل عن ادعائها لما رأت وليدها في خطر، قائلة: ان الطفل هو للمرأة الاخرى، فقال امير المؤمنين، بلى ان الطفل هو للمرأة التي تنازلت عن الطفل خوف الحاق الاذى به. ولست مستوفياً على مدى حقيقة وتفاصيل الحادثة الا انه من البديهي ان الام الحقيقية هي التي قلقت على الطفل و...

7 ـ ومع الابقاء على المكانة التي يتمتع بها كل مرشح، ينبغي القول: اذ كان ضروري حضور واستمرار حوار الشهيد رئيسي العزيز والذي هو ترجمان آخر لحوار الامام والثورة والقائد، وتعتقدون بذلك اعتقاداً راسخاً ـ ونعلم انكم كذلك ـ فينبغي ان تلجأوا للتحالف، وفي غير ذلك، فمع الاعتذار ولا سامح الله فان الخوض في الاستمرار على طريق الشهيد رئيسي بشكل مكرر، لهو مما يزيدظ ريناً على الثلم.