kayhan.ir

رمز الخبر: 189790
تأريخ النشر : 2024June23 - 20:43

المنتصر هو من يحدد اليوم التالي للحرب

 

يتساءل اليوم الكثيرون من اصحاب الشأن في المنطقة والعالم عن سبب التركيز المكثف هذه الايام اسرائيليا واميركيا عن "اليوم التالي" للحرب في غزة في وقت ان جيش الاحتلال غارق في رمالها ولا يستطيع الخروج من مستنقعه وهو يقدم الخسائر تلو الخسائر ولن يحقق اي من اهدافه وهو في الشهر التاسع من عدوانه الغادر وحرب الابادة التي يشنها بوحشية مفرطة ضد ابناء غزة.

هذا التركيز الغير منطقي على "اليوم التالي" للحرب على غزة نوعا من المغالطة والهروب الى الامام بهدف الايحاء الى المجتمع الصهيوني والرأي العالم العالمي والاقليمي بان الكيان الصهيوني هو من يتحكم بالميدان وهو من يمسك بزمام الامور وبالتالي هو من يقرر مصير الحرب في يومها التالي.

والامر الثاني الذي يسعى اليه عبثا الاحتلال هو تقريب الاذهان وكأنه قضى على حماس كما وعد بذلك نتنياهو وكأنه حقق النصر المطلق الذي يصر عليه.

والامر الثالث الذي يتحدث به الاحتلال بصفاقة وبلاهة ومعه الاميركي بانه مطمئن من وجود مجموعة لها ثقلها في غزة يستطيع التعامل معها لادارة هذا القطاع بعد الحرب.

فالترويج الاميركي الاسرائيلي لمثل هذه الخزعبلات ما هي الا تمنيات خائبة لم تشهد النور مطلقا لان الصمود الاسطوري والبطولي لابناء غزة وشعبها المقدام وفي المقدمة فصائل المقاومة التي تتقدمها حماس هي من تقرر اليوم التالي للحرب وهذا امر بديهي لان المنتصر هو من يرسم المستقبل وخارطته لا المهزوم.

فطروحات لما يعرف باليوم التالي للحرب هي زوبعة اعلامية لا اكثر لانها لا تعكس حقيقة الميدان في غزة ولا موازينها ولا ما يدور فيها من معارك شرسة لازالت حماس وباقي الفصائل تتحكم بانفاقها ووفقا لمجلة "فارين افيرز" الاميركية بان 80% هذا على صعيد غزة اما على صعيد جبهات الاسناد فحدث ولا حرج.

فما تسدده هذه الجبهات من ضربات ماحقة وعلى طول الخط للعدو الصهيوني ومنشآته بدءا من اليمن والعراق وانتهاءا بالجبهة الشمالية التي تتحكم بها المقاومة الاسلامية في لبنان وضعت الكيان في منحدر السقوط الحتمي والنهائي.

ولحسن الحظ ان جيش الاحتلال وقادته من سياسيين وعسكريين قد تورطوا في حرب استنزاف هائلة ومهلكة خاصة في الجبهة الشمالية التي خرجت من سيطرتهم وهم يعترفون بان فتح معركة واسعة مع حزب الله مآلها الهلاك العاجل والاكيد. وقد اعترف "يسرائيل زيف" احد جنرالات العدو الصهيوني بان: "الحرب باتت تنتقل الى اخطر مراحلها."

فالخطاب الاخير للسيد المقاومة كان وقعه على الكيان الصهيوني مدمرا لانه رفع سقف المواجهة الى ابعد الحدود فيما اذا فرضت الحرب على لبنان فلن تبقى بعدها اية خطوط حمراء وستتوالى المفاجآت التي لم تصدم العدو فقط بل ستصل الى حماته ونموذجها تحذير سماحته الى قبرص التي سرعان ما رفعت الراية البيضاء رغم علاقاتها الوثيقة الامنية والعسكرية مع الكيان الصهيوني ناهيك عن بريطانيا التي سارعت للاتصال ببيروت لطلب التهدئة.