kayhan.ir

رمز الخبر: 189783
تأريخ النشر : 2024June23 - 20:22

عيد الغدير الأغر... أفضل أعياد آل البيت عليهم السلام

 

عيد الغدير الأغر؛ هو من أكبر أعياد اتباع اهل البيت (عليهم السلام)، وفي الثامن عشر من شهر ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة قام النبي (صلى الله عليه وآله) وبأمر من الله سبحانه وتعالى بالإعلان عن تنصيب الإمام علي (عليه السلام)  خليفةً وإماماً للمسلمين وذلك في مكان يُسمى غدير خم، ومن هنا اقترنت الواقعة باسم هذا المكان، وعُدّت إحدى الأعياد الإسلامية الكبرى.

وقد عبّر عن تلك الواقعة بعدة تعابير، فسمّيت تارة بـ عيد الله الأكبر وعيد أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) تارة أخرى، وأشرف الأعياد. وقد اعتاد اتباع اهل البيت (عليهم السلام) في شتّى بقاع الأرض على إحياء تلك المناسبة والاحتفاء بها وإقامة مجالس الفرح والبهجة تعظيماً لتلك المناسبة الكبرى.

واقعة الغدير

حينما همّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأداء فريضة حج الوداع، أذّن في الناس، وبلغت دعوته  كل المسلمين، فتجهّز الناس، وتأهبوا للخروج معه، وحضر أهل المدينة وضواحيها وما يقرب منها خلق كثير - بلغ 120 الفاً- وتهيئوا للخروج معه؛ فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) بهم لخمس بقين من ذي القعدة.

فلما أتمّ  مناسك الحج قفل راجعا إلى المدينة وكان معه المسلمين، فوصل في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة إلى منطقة تدعى (غدير خم)، وتقع في مفترق طرق، وذلك بموكب كبير من الحجيج، وقبل تفرّق الحجاج إلى بلدانهم نزل عليه الوحي يأمره بتبليغ تلك المسألة المصيريّة المتمثّلة بتعيين الإمام والخليفة من بعده، فأمر الناس بتجهيز مقدّمات ذلك الأمر مثل الإعلان بتريّث المسلمين الحجّاج وتوقّفهم في ذلك المكان، وأمر  بإرجاع الّذين سبقوا الآخرين بالذهاب وإيقاف القادمين، حتى تجمّع ذلك العدد الغفير من الحجاج.

فأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) الحجيج أن يصنعوا له منبراً من أحداج الإبل حتى يراه الحاضرون جميعاً، ويسمعون كلامه، فارتقى النبيّ (صلى الله عليه وآله) ذاك المنبر وخطب الناس خطبة غرّاء وقال فيما قاله : أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ - ثلاثا- وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف، ثم رفع يد علي (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله... ثم قال: فليبلّغ الحاضر الغائب.

وعن رسول الله  أنّه قال: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب عَلماً لأمتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً.

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: أَعظم الاعياد وأَشرفها يومُ الثامن عشر من شهر ذي الحجَّة وهو اليوم الَّذي أَقام فيه رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) أَميرَ المؤمنين (عليه السلام) ونصبهُ للنَّاس علماً. وعن الامام الرضا (عليه السلام) في بيان قيمة ذلك اليوم: إِنَّ يومَ الغدير في السَّماءِ أَشهرُ منهُ في الأَرضِ... واللَّه لو عرف النَّاسُ فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهمُ الملائكةُ في كلِّ يوم عشر مرَّات‏.

هذا وما زال المسلمون وخاصة شيعة أهل البيت (عليهم السلام) يعظّمون يوم الغدير، ويعتبرونه من الأعياد الكبيرة، وقد عرف في أوساطهم بعيد الغدير الأغر.