kayhan.ir

رمز الخبر: 18931
تأريخ النشر : 2015May08 - 21:47

جرائم السعودية في اليمن أكبر من أن يغطيها أخطبوطها الإعلامي

جعفر صادق

يتحدث المحيطون بمحمد بن سلمان أنه اشترى مئة ألف حساب في "التويتر” ووظف عدداً كبيراً من الكوادر في تشغيل هذه الحسابات لأجل الترويج لنفسه”، هذه المعلومة نقلها المغرّد السعودي الشهير في موقع "تويتر” المعروف باسم "مجتهد”، تعكس مدى اهتمام وولع زعماء السعودية بالاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تخصيص مبالغ ضخمة في هذا المجال تتجاوز كل تصور.

اهتمام السعودية وبعض الدول الخليجية الأخرى مثل قطر، بالاعلام جاء كحاجة ضرورية بهدف التغطية على قبح الانظمة الحاكمة في هذه الدول، والتي لا تشبه أي نظام آخر في العالم، فهي انظمة ليست قبلية حتى، بل أسرية، لا مكان فيها للانسان وحريته معنى ، وتقوم على فكرة "الدم الازرق” للاسر الحاكمة، الذي يختلف عن دماء باقي أبناء الشعب.

البريطانيون والامريكيون، هم من أرشد الانظمة الاسرية والقبلية المتخلفة في الخليج الفارسي، الى الاستعانة بالاعلام لتجميل صورهم القبيحة والمنفرة، وهو ما دفع هذه الانظمة الى تخصيص ميزانيات بارقام فلكية، حتى انهم سيطروا على اكثر من 80 بالمائة من الاعلام المرئي والمسموع والمقروء، واشترت هذه الانظمة جيوشا جرارة من الاعلاميين العرب والاجانب، للمساهمة في عملية التغطية على قبحها.

رغم كل هذه الهيمنة على الاثير من قبل الاخطبوط الاعلامي الخليجي لاسيما السعودي ، ظلت الانظمة الخليجية وفي مقدمتها السعودية تخشى من 3 الى 5 بالمائة المتبقية من وسائل الاعلام التي لم تتمكن السعودية وشقيقاتها من شرائها، هذا اذا ما استثنينا ال 10 بالمائة المتبقية ومن وسائل الاعلام التي تتخذ موقفا محايدا بين الحق والباطل.

يبدو ان السعودية تعرف جيدا ان قبح نظامها السياسي لا يمكن التغطية عليه حتى لو هيمنت على اكثر من 80 بالمائة من الاعلام العربي، وهذا بالضبط ما يفسر خوفها الدائم من بعض القنوات التلفزيونية والتي تعد على الاصابع ، ومن هذه القنوات، قناة العالم الاخبارية ، التي اصابها النصيب الاعظم من الغضب السعودي، لانها نقلت عبر كاميراتها جانبا من الوجه الحقيقي للنظام السعودي دون رتوش، وشاهد العالم اجمع عبر هذه الكاميرا العالم، مدى بشاعة هذا الوجه، كما ظهر جليا في اليمن.

السعودية لم تكتف بقرصنة حساب قناة العالم الاخبارية على موقع تويتر وبث أخبار كاذبة، وأوعزت إلى القنوات التي تدور في فلكها بنشر تلك الأخبار والمناورة عليها ، قامت مؤخرا باطلاق قناة تنتحل صفة قناة العالم وتبث برامجها وأخبارها ممهورة بشعار قناة العالم ، في اجراء يكشف مدى بؤس وعجز السعودية على اقناع المخاطب العربي ، بالعدوان الوحشي الذي تشنه على الشعب اليمني، وكذلك يكشف عن فشل كل اخطبوطها الاعلامي، وذلك التابع لقطر وباقي الانظمة القبلية المتخلفة ، في مهمتها في التستر على قبح هذه الانظمة ، وعجزها عن مواجهة قنوات قليلة ، ومن بينها قناة العالم ، نجحت في استقطاب اهتمام المشاهد العربي الذي وجد فيها ضالته.

انه لا يمكن القياس بين قناة العالم ، والقنوات الاخرى القليلة التي تعمل على نقل الواقع كما هو ، وبين الاخطبوط الاعلامي الخليجي ، وخاصة السعودي ، من ناحية الامكانات والموارد المالية ، الا ان السبب الذي جعل كل الجيوش الاعلامية والقنوات الفضائية السعودية والقطرية والخليجية، تتراجع امام عدد قليل من القنوات ومن بينها قناة العالم ، يكمن في النقل الموضوعي للحدث دون زيادة او نقصان من قبل قناة العالم وشقيقاتها ، ويكمن ايضا في ان جرائم السعودية في اليمن هي اكبر من ان يمكن التستر عليها ، فما تقوم به السعودية في اليمن هو عدوان سافر على بلد ذي سيادة وليس بهدف اعادة الشرعية الى اليمن ، وان من يقاتل ابناء الشعب اليمني على الارض هم القاعدة ومرتزقة السعودية من حزب الاصلاح وليس ابناء القبائل والمقاومة اليمنية، وان السعودية تعمل على قتل وتجويع وتشريد الشعب اليمني لدفعه الى الاستسلام وليس لانقاذه وتحريره ، ان السعودية قتلت وجرحت الآلاف من ابناء الشعب اليمني ومعظمهم من الاطفال والنساء وعجزت عن مواجهة مقاتلي اللجان الشعبية وجنود الجيش اليمني، ان السعودية تمنع عن اليمنيين الماء والغذاء والدواء ، وتفرض عليهم حصارا ظالما، ودمرت البنى التحتية للشعب اليمني، واستخدمت الاسلحة المحرمة دولية كالقنابل الفسفورية والعنقودية ، وو.. ، هذه الصور هي ما نقلته "قناة العالم” الى العالم اجمع، والتي عجز الاخطبوط الاعلامي السعودي والقطري والخليجي من التستر عليها ، وهذه الحقيقة بالذات هي التي جعلت من قناة العالم ، هدفا رئيسيا للسعودية والدول المتحالفة معها في العدوان على الشعب اليمني المظلوم.