مقال رائع لكاتب صيني شهير يدعى سيما نان:
بعد أن هاجمت قوات الحوثيين حاملة الطائرات الأمريكية مرتين في ثلاثة أيام أعلنت عن هجومها ع أهداف في ميناء البحر الأبيض المتوسط الإسرائيلي هذا الخبر جعل جميع القوى العسكرية الكبرى والصغرى في العالم في حالة ذهول
قوة صغيرة من المسلحين القبليين تتحدى القوة الكبرى، وكأنها تحاول أن تكسر الحجر ببيضة لكنهم فعلو ذلك مرة بعد مرة يتحدون القوة الكبرى فماذا ستفعل؟
الجميع يعلم أن الولايات المتحدة هي القوة العسكرية الأولى في العالم، وقوتها العسكرية تُعادل مجموع القوى العسكرية لجميع الدول الأخرى وأساطيل حاملات طائراتها لاتُقهر ولكن ما الذي لدى الحوثيين ليجرؤو ع مهاجمة حاملة طائرات أمريكية مرتين في ثلاثة أيام؟ هل هذا كمثل هجوم البعوضة ع الفيل؟ أم كنحلة تلسع الأسد؟
إسرائيل هي الطاغية الصغير في الشرق الأوسط تحت حماية العملاق الكبير، ولعقود من الزمن قامت بإرهاب دول الشرق الأوسط وعاقبت وقتلت كل من حاول مقاومتها لكن الحوثيين لم يخشو ذلك وقررو مواجهة إسرائيل فقامو بحصار البحر الأحمر والعرب، ومنعو السفن المتجهة لـ إسرائيل وصادرو بعضها وغرقو أخرى والآن قامو بضرب أهداف في ميناء البحر الأبيض المتوسط الإسرائيلي دعمًا للشعب الفلسطيني المكافح
حقآ إنه تصرف عنيف رجولي مثير وملفت وصعب التصديق
كيف يمكن للولايات المتحدة أن تتحمل هذا؟
حتى الآن ومع انتشار الأخبار عن هجوم الحوثيين ع حاملات الطائرات الأمريكية التزمت القوات الأمريكية الصمت دون أي رد فعل أو نفي هذا أمر غير معتاد بتاريخ الجيش الأمريكي
وكيف يمكن لإسرائيل أن تتحمل هذا؟
إسرائيل التي لاتتغاضى عن أي هجوم ضدها تصمت وكأن شيئآ لم يحدث
في 6يونيو بعد الظهر بالتوقيت المحلي أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن الحوثيين بالتعاون مع تنظيم المقاومة العراقية شنو عمليتين عسكريتين ضد إسرائيل الأولى استهدفت سفينتين تحملان معدات عسكرية في ميناء حيفا والثانية استهدفت سفينة متجهة إلى الميناء نفسه وقال يحيى سريع إن العمليات نفذت بواسطة طائرات بدون طيار وأصابت الأهداف بدقة
هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الحوثيون عن هجوم على أهداف إسرائيلية ع ساحل البحر الأبيض المتوسط وأكد يحيى سريع أن الحوثيين سيواصلون تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق لدعم الفلسطينيين حتى تتوقف العمليات العدائية ضدهم ويتم رفع الحصار
الحوثيون لايتصرفون بأسلوب مشاهير الإنترنت لايضربون مرة واحدة أويتظاهرون بالضرب ثم ينشرون ذلك لإثبات وجودهم. وأعلن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي أنه في الثلاثين يومًا الماضية، نفذو 38 عملية في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط ضد السفن الداعمة لإسرائيل، وأطلقوا 91 صاروخًا باليستيًا وطائرة بدون طيار.
الحوثيون ليسوا عصابة صغيرة، بل قوة سياسية عميقة الفهم، ماهرة في تعبئة الجماهير والتأثير على الرأي العام، محدثة تأثيرًا عالميًا، وتسبب إحراجًا لأمريكا وإسرائيل.
لماذا أضربك؟
لأنك غزوت فلسطين، ولأنك تمارس احتلالاً مسلحاً لعقود طويلة، واستعباداً قاسياً وإبادة جماعية.
لماذا أضربك؟
لأنك تبكي وتتذمر عن ما حدث لأجدادك في الحرب العالمية الثانية على يد هتلر، ثم تتحول إلى شيطان، وتقتل الأبرياء بوحشية، وتتجاوز هتلر والنازيين في فظائعك.
أما بالنسبة للهجمات على السفن الأمريكية وحاملات الطائرات الأمريكية، فالسبب الواضح هو دعمكم غير المشروط لإسرائيل ومساعدتها في قتل الناس
لايزال البعض يستخف بالحوثيين ويعتقد أن فرق الكفاح الصغيرة ليست ذات أهمية وأن عمليات الحوثيين العسكرية ذات قيمة دعائية فقط ولاتشكل تهديدآ قاتلآ لحاملات الطائرات الأمريكية أوالجيش الإسرائيلي
هذا الرأي مفهوم ولكنه يعبر عن سوء فهم خطير لخصائص الحروب الحديثة فالحروب اليوم هي حروب مختلطة تشمل عناصر القتال العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي والمالي
تخيل القوة العسكرية الأولى في العالم تتلقى دروساً متكررة من الحوثيين، وتخيل أن الطاغية الصغير في الشرق الأوسط يتعرض للضرب من الحوثيين، ما الذي يعنيه هذا بالنسبة للشعب الفلسطيني المضطهد والمستعبد والمضطهد والمذبوح؟ هل سيزيد هذا من معنويات الشعوب في جميع أنحاء العالم في نضالهم ويكبح الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية؟
للأسف، قليلون هم من يتعمقون في جماعة الحوثي ويعكسون حقيقتهم بشكل عميق. أصبح لدي اهتمام متزايد بهذه القوة المسلحة، كيف يحققون كل هذا؟
كم من الناس ينحنون عند رؤية الجندي الأمريكي وهناك بعض الثرثارين الذين يتصرفون بشكل طفولي إما بالمجازفة والقول بما يحلولهم أويتراجعون خوفآ من الخسارة ويظهرون علنآ تسوية وتملقآ
تحية لروح الحوثيين الذين لايخافون من العدو القوي، والذين يجرؤون على القتال والنصر ويجيدون القتال والنصر