kayhan.ir

رمز الخبر: 189252
تأريخ النشر : 2024June12 - 20:15
الثورة العلمية والامام الباقر(عليه السلام)

عظم الله أجورنا و إجوركم بذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر عليه السلام

 

 

في ذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، علينا التعرف قليلا على شخصية وسيرة وعلم هذا الإمام الهمام. هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) المشهور بباقر العلوم وهو الإمام الخامس لدى الشيعة، وقد شهد واقعة كربلاء وهو صغير، كما أنه يعتبر المؤسس للثورة العلمية الشيعية الكبرى التي بلغت ذروتها في زمن نجله الإمام الصادق (عليه السلام).

روي عنه (عليه السلام) روايات كثيرة في مجالات شتي كالفقه، والتوحيد، والسنة النبوية، والقرآن، والأخلاق، كما بدأت المعتقدات الشيعية تتبلور في فترة إمامته وذلك في مختلف الفروع كالفقه والكلام، والتفسير.

واعترف علماء أهل السنة بفقه الإمام الباقر (عليه السلام)، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علَمه وأنّه عمّر أوقاته بطاعة الله وكان يحظى بمراتب عالية في مقامات العارفين.

ولد الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في المدينة في يوم الجمعة الموافق للأول من رجب سنة 57 هـ، وذهب البعض إلى أنّ ولادته كانت في الثالث من صفر من نفس السنة، وسمّاه جده رسول الله (صلى الله عليه واله و سلم) بمحمد، ولقّبه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، ورواية جابر بن عبد الله الأنصاري وغيرها من الروايات تشير إلى هذه الحقيقة.

لقد قضى الإمام الباقر (عليه السلام) طفولته في المدينة في أحضان والده وجدّه لمدة أربع سنوات، وقد شهد واقعة عاشوراء في كربلاء حيث يشير الإمام نفسه في إحدى رواياته إلى هذا المعنى بقوله (عليه السلام): "قتل جدي الحسين (عليه السلام) ولي أربع سنين وإني لأذكر مقتله وما نالنا في ذلك الوقت".

لقد قاد الإمام الباقر (عليه السلام)، حركة علمية واسعة استمرت على طول فترة إمامته (94 إلى 114 هـ)، حتى بلغت ذروتها في إمامة ابنه الإمام الصادق (عليه السلام)، فقد حصل بعد ظهور الإمام الباقر(عليه السلام) تقدّم واسع في هذا الصعيد، وظهرت حركة علمية ثقافية جديرة بالإكبار في أوساط الشيعة كسرت حاجز التقية إلى حدّ ما، وأزالت حالة الانحسار الذي مني به الفكر الشيعي في دوائر خاصة، ففي ذلك الوقت بدأ الشيعة بتدوين علومهم الإسلامية كالفقه والتفسير والأخلاق و... وقد بلغت من الوفرة حدّاً لو قورن بما نقل عن ابناء الحسن والحسين (عليهما السلام) قبله لكان ما نقل لا يساوي معشار ما نقل عن الإمامين الباقر والصادق (عليهم السلام).

رغم ابتعاد الإمام الباقر (عليه السلام) ومن قبله والده الإمام السجّاد (عليه‌ السلام)، عن كل ما يمت بصلة إلى السلطة ورموز بلاطها، إلاّ أنّه يمثل بالنسبة للسلطات الأُموية هاجساً من الخوف المشوب بالغيرة والحقد ونصب العداء، ويدخل ذلك ضمن الثقافة التي توارثها الابناء عن الآباء من رجالات السلطة، ذلك لأنّهم يدركون خطورة النشاط الذي يمارسه عليها، لكونه مصدر الوعي الإسلامي الصحيح ورائد الحركة الاصلاحية في الأُمّة، التي تكنّ له التبجيل والاحترام فعملت السلطة على تصفيته جسدياً، ولجأت إلى سلاحها المعهود فاغتالته بالسم في زمان هشام بن عبد الملك، الذي نقل أنّه كان شديد العداوة والعناد لأبي جعفر الباقر (عليه‌ السلام) ولأهل بيته.

ولم تذكر الروايات تفاصيل أسباب دسّ السم إليه وكيفية شهادته، ومهما يكن فإنّ بعض المصادر ذكرت أنّ سبب موته مرض، بينما اكتفت بعض المصادر أنّ الإمام الباقر (عليه‌ السلام) استُشهد مسموماً كأبيه، ولم تذكر من الذي باشر ذلك في حين ذكرت بعضها أنّ هشام بن عبد الملك هو الذي سمّه، وذكرت أُخرى أنّ إبراهيم بن الوليد هو الذي سمّه.