كيف يخمد الخليجيون نارا أشعلوها !!
مهدي منصوري
الوقائع على الارض تؤكد ان الخليجيين اليوم يدورون في حلقة مفرغة وان حالة الدوار التي اصابتهم لم تعد تفسح لهم مجالا للتفكير لانهم وبأموالهم وبما يملكون من امكانيات حشدوا الطاقات وجندوا الافراد من اجل اقلاق وضع او بالاحرى محاولة منهم لازالة بعض الحكومات وبالقوة لان وجود هذه الحكومات يشكل خطرا عليها، لذلك فانهم التجأوا الى اتخاذ طريقة او اسلوب لازالة ما يزعمون هذا الخطر ولذلك اشعلوا نارا اخذت تأتي على الاخضر واليابس وهو ما لاحظه العالم ومنذ اربع سنوات ونيف في سوريا وها هي اليوم تشعلها وبصورة همجية في اليمن والتي خرجت عن كل الاطر الانسانية والاخلاقية.
لما تقدم والمضحك في الامر او المستهجن هو ان دول مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي التي لم تتفق على رأي واحد لان الانقسامات الداخلية قد اخذت منه مأخذها بحيث لم يخلوا اجتماع من اجتماعات هذا المجلس الا وتبرز هذه الخلافات على السطح بحيث يدعو الى زعل بعض الدول او خروجها من الاجتماع، هذا المجلس اليوم يجتمع ويا للسخرية ليناقش موضوع اليمن وسوريا ولا ندري عماذا سيتحدثون، وهل انهم واقعا يبحثون عن الحل؟، فمن الطبيعي ان يكون الجواب بالنفي، لانهم هم الجزء الاكبر والاساس في ما حدث ويحدث في اليمن وسوريا وهم الذين اشعلوا هذه النار فكيف يصدق انهم يسعون لاطفائها لانه وكما اسلفنا يعتبرون الحكومة السورية الحالية وكذلك الحوثيين في اليمن يشكلون خطرا كبيرا يتهدد أمنم، فهل يعقل اويصدق ان يتقدموا خطوة نحو الحل لهاتين الازمتين او بالمعنى الادق والواضح وهوعندما يعتبرون كلا الحالتين خطرا. فهل يفتحوا أبوابهم لاستقبال هذا الخطر بايجاد الحل؟.
وكذلك والذي لايمكن النقاش حوله ان الحل الذي يأتي من مجلس التعاون الذي يتلقى اوامره المباشرة من واشنطن والذي يرعى مصالح الكيان الصهيوني اكثر من مصالح شعوبه، لابد ان ينسجم مع هذا التوجه وهو اخضاع واركاع كل من اليمن وسوريا لارادة الارهابيين والقتلة الذين اوغلوا في الدماء ودمروا البنى التحتية وبصورة وحشية، وهذا مما ترفضه شعوب هذين البلدين جملة وتفصيلا، لان الظلم قد وقع عليهم ولايمكن ان يقبلوا ان يركعوا ويكونوا أسرى لارادات القتلة والمجرمين.
اذن فان الاجتماع الخليجي في الرياض مع وجود الاميركان والفرنسيين الذين جاؤوا ليفرغوا خزائن هذه الدول بدعوى بيع الاسلحة من طائرات وغيرها لن يكتب له النجاح، وستبقى في اطار المظاهرة الاعلامية كالمؤتمرات السابقة التكرارية التي لا تخرج الا بقرار مقولب ومعلب قد أعد مسبقا بارسال التهم للاخرين من أجل تبرئة انفسهم من الجرائم التي ترتكب اليوم في اليمن وسوريا بأموالهم وارهابييهم.