kayhan.ir

رمز الخبر: 188306
تأريخ النشر : 2024May25 - 21:22

دواعي التعجيل في احياء المفاوضات

بعيد الاجتماع الثلاثي المفاجئ التي شهدته باريس خلال اليومين  الماضيين مدير الاستخبارات الاميركية ورئيس الموساد ورئيس الوزراء القطري بهدف احياء المفاوضات للوصول الى اتفاق لوقف مستدام لاطلاق النار في غزة، اعلن مسؤولون اسرائيليون ان هذه المفاوضات ستبدأ خلال الايام  القادمة دون الدخول في التفاصيل.

هذا التطور المفاجئ للعودة لاحياء المفاوضات حول الوصول لاتفاق لوقف اطلاق النار، بعد ان تملص نتنياهو سابقا من الاتفاق السابق الذي انجزه الوسطاء طرح تساؤلات عديدة عن مغزى العودة السريعة لاحياء هذه المفاوضات او ما الذي جرى من احداث متسارعة وخطيرة حملت اميركا بايفاد "وليم بيرنز" مدير الـ "سي آي أية" وكذلك الكيان الصهيوني برئيس الموساد وهكذا الدوحة ورئيس الوزراء القطري الى باريس لعقد هذا الاجتماع على وجه السرعة واتخاذ ما يلزم لململة الموقف قبل ان تفلت الامور من زمامها ويتصدع اركان الكيان الصهيوني الذي بات محاصرا داخليا وخارجيا نتيجة الفشل والاخفاقات المتتالية التي واجهه خلال ما يقارب الثمانية اشهر من حرب غزة.

ومما لا شك فيه ان هناك دواعي عديدة ومستعجلة وراء هذا التطور المفاجئ في الموقفين الاميركي والاسرائيلي  لعقد اجتماع باريس والتاكيد على ان الوفد الاسرائيلي سيذهب الى المفاوضات بصلاحيات اكبر للتوصل الى اتفاق لوقف مستدام لاطلاق النار والعمل على تحرير الاسرى.

هذا التحول في الموقف الاسرائيلي لم يأت من فراع بل هناك ضغوطا متزايدة وتطورات متلاحقة باتت تضييق الخناق على الكيان الصهيوني واولها واهمها فشل الاحتلال بتسجيل اي انجاز على الارض خلال ما يقارب الثمانية اشهر من معركة "طوفان الاقصى" رغم كل الخسائر الكبيرة التي تحملها الكيان في الارواح والمعدات في غزة، وهذا ما ادى الى اتساع رقعة المعارضة الداخلية وخاصة عوائل الاسرى الذين يضغطون باتجاه تحرير ابنائهم. ومن الامور الاخرى التي كانت وراء اندفاع الكيان للذهاب الى مفاوضات باريس تزايد العزلة عليه  في الساحة الدولية وهكذا قرار مدعي عام محكمة الجنايات الدولية باصدار مذكرة اعتقال لرئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو ووزير دفاعه غالانت.

اندفاع الدول الاوروبية الوحدة تلو الاخرى الاعتراف بدولة فلسطين زاد الطين بلة وزاد من غضب الكيان الصهيوني تجاه هذه الدول التي لم تتحرك من موقف انساني او اخلاقي بل انها احرجت امام شعوبها  بسبب حمايتها المستمرة للارهاب والمجازر الصهيونية ضد ابناء غزة فواجهت ضغوطا متزايدة في الشارع الاوروبي خاصة الطبقة الطلابية المطالبة بانهاء حرب الابادة ضد القطاع.

لكن ما اقلق الكيان الصهيوني بشكل اكبر هو القدرة المتعاظمة لجبهات اسناد محور المقاومة وخاصة اليمنية التي باتت تدك الاهداف الاسرائيلية حتى في المتوسط، الا ان خطاب سيد المقاومة السيد نصر الله وضع النقاط على الحروف بتهديده الكيان الصهيوني: "انتظروا مفاجآت المقاومين" وهذا يدلل عكس ما كان يتوقعه الاعداء بان ضربات المقاومين مبعثرة وغير مبرمجة لكن الاحداث وقادم الايام سيبرهن على ان التصعيد في جبهات اسناد محور المقاومة مزمن ومنسق وممنهج.