أردوغان العثماني … وغزوة إدلب
يونس أحمد الناصر
تسلل العنصر العثماني إلى الدولة الاسلامية عبر هارون الرشيد وأولاده الأمين والمأمون الذين مكنوا أخوالهم العثمانيين من السيطرة على الحكم وانتقاله إليهم ليحكموا العرب 400 عام مارسوا خلالها أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ فانتهكوا الأعراض ونهبوا الخيرات وشغَّلوا المسلمين بالسخرة ونقلوهم إلى بلاد لا يعرفونها , ليقاتلوا تحت راية الخلافة ويغزو شعوبا آمنة كالبلغار والروس واليونان عبر ما يعرِّفه المؤرخون باسم " سفربرلك " ليموتوا غرباء في أراضي الآخرين ويتركوا بلادهم نهباً للعثمانيين الغزاة , وكل ذلك تحت شعارات الجهاد وبناء دولة الخلافة والتي يحاول اليوم أردوغان إحيائها بعد مائة عام من اندحار السلطنة>
الزائر لمتحف السلاطين في اسطنبول والمسمى " توبكابي " من العرب يدرك حجم الخديعة التي عاشها أجدادنا العرب مئات الأعوام في خدمة " دولة الخلافة " ويرى الثراء والبذخ التي كان يعيشها السلاطين وحريمهم اللواتي يُجلبن كالسوام من أرجاء السلطنة لتلبية رغبات الخليفة " السلطان " الجنسية كما سيرى أواني الذهب والفضة التي كان يأكل بها " ولي أمر المسلمين " في حين كان يبحث المسلمين في روث خيول السلطان عن حبة قمح لإطعام أطفالهم الجياع , كما ورد في رواية سفربرلك لممدوح عدوان , ويرى جناح الحريم والجواهر التي كانت تتزين بها " السبايا " في قصور القهر والذل والاستعباد وأعنى قصور السلاطين .
لنعد من التاريخ المظلم لهؤلاء الطغاة عبيد شهواتهم ونزواتهم إلى ما يحدث منذ بدايات الكذبة الكبرى المُسماة بـ” الربيع العربي " تماماً كالكذبة الكبرى التي انطلت علينا تاريخياً بدولة الخلافة في ظلال " الباب العالي " سواء بسواء , وجنود الخلافة هم أنفسهم مع فارق الزمن سواء بسواء أيضاً, الجنود المخدرين بالجنس والمال والدين " الجهاديين ".
فكما كان السلطان بيبح لجنوده مال وأعراض المسلمين ودمائهم , ها هو التاريخ يعيد نفسه في غزوات جنود الخلافة اليوم , مع فارق بسيط بأن السابقون كانوا يركبون الخيول بينما جنود الخلافة اليوم يركبون سيارات الدفع الرباعي , أما الموت فهو واحد مهما تعددت الأسباب على أيدي هؤلاء الظالمين الغزاة المتوحشين من الخازوق العثماني وصولاً إلى سكاكين الجزارين مجاهدي نكاح " الربيع العربي " يحاولون إعادتنا إلى عصر الحريم والسبايا والغزو, وكأن التاريخ توقف قبل ما يزيد عن المائة سنة كي لا أعود أكثر إلى الخيول الأموية.
يقول ابن خلدون " إذا أردت تسويق فكرة باطلة , فأسدل عليها ستار الدين " ……. أليس هذا ما يحدث اليوم ؟
و كما كانت الفتاوى الحامدية تستبيح الدماء ها هي الفتاوى القرضاوية تسبح في أنهار الدماء التي يسفكونها على مساحة العالم العربي , وكما كان للسلطان أعوانه وشيوخه الذين يبررون له الظلم والعسف فمشروع الربيع العربي له أعوانه الوهابيون الذين يسوقون أكاذيبه على الجهلة من الناس سواء بسواء .
المهم بأن خيول – عفواً – سيارات الغزاة باتت تهاجم القرى وتستبيح الأعراض والدماء تحت شعارات الدين والجهاد وتحت رايات المسلمين الأوائل ويهددون بأنهم سيفتحون الدنيا وهم لا يفتحون كتاب .
و كي لا أستغرق كثيرا نعود إلى غزوة إدلب التي سمُّوها غزوة " جيش الفتح " ربما تيمناً بالسيء الذكر محمد الفاتح العثماني , ليستبيحوا أرضها وأهلها كما فعل جدَّهم السفَّاح " السلطان سليم " وتحت نفس العنوان وهو قتال المسلمين العلويين الذين ينطقون الشهادتين ويقتدون بابن عم رسول الله ووزوج ابنته فاطمة وأعني علي بن أبي طالب .
في تلك الحقبة المظلمة من التاريخ أباد العثمانيين آلاف مؤلفة من الأنفس البريئة ونهبت قراهم وبيوتهم وفر من تبقى منهم إلى الجبال ليحتموا بها من ظلم سلاطين العثمانيين ويحافظوا على عقيدة الولاء للرسول وأهل بيته الأطهار فما الذي نراه اليوم ؟؟
أليس التاريخ يعيد نفسه بنفس الحجج والمسوغات والتي ارتكبوا فيها جرائمهم سابقا ً ؟؟
و كي لا أطيل فإن العثمانيين لم يستطيعوا رغم جهدهم إبادة لا العلويين ولا الأرمن ولا الكلدان ولا الآشوريين وبقيت جريمتهم تقض مضاجعهم والدماء البريئة تطالب بالقصاص من هؤلاء المجرمين والذي اعتقد بات قريبا مع الاعتراف بمجازر الأرمن التي ذهب ضحيتها مليون ونصف أرمني.
و كما فشلوا سابقا سيفشلون اليوم مع فارق رئيسي هو بأن الناس أصبحت أكثر وعياً من كل الطوائف وأما مرتزقتهم الجهلة فهم قلة مهما تكاثروا , وسيندحرون بأسرع مما اندحر أسلافهم .
و أحفاد الأحرار الذين طردوا العثمانيين قبل مائة عام , سيدحرون مرتزقة أردوغان اليوم , وهذه هي ثقتنا بجيشنا البطل الذي أبهر العالم ببطولاته وانتصاراته على مدى أعوام العدوان على سورية .
و النصر لسورية ……. شعباً وجيشاً وقائداً مقداما