رئيس منظمة بدر هادي العامري: الشعب العراقي استلهم جهاده من الامام الخامنئي
تقدمة: الاستاذ هادي العامري والمعروف بـ (ابو حسن) اكتسب كنيته منذ ايام الحرب الصدامية على الجمهورية الاسلامية الايرانية. وهو من الابطال الذين تخلوا عن زيه الرسمي كوزير في حكومة المالكي ليلبس الزيتوني منذ مهاجمة داعش على سورية ومن ثم على العراق.
شاحذا همم اخوته في "منظمة بدر" ليدحروا "داعش" عن مهاجمة بغداد والتهديد بتخريب العتبات المقدسة وتقتيل الشيعة، كما وتمكن بموازرة اخوته في الدين في ايران ان يحرر اجزاء كبيرة من المناطق السنية من ايد التكفيريين بالرغم من عدم انصاف البعض.
انه محبا للشباب والقوى الشعبية كما ويبادله المجاهدون هذا الحب، ويخاطبونه بشيخ المجاهدين، ومما يهيج مشاعر الود عندهم حضوره في خطوط ا لنار الامامية فيتبركون به ويتفاءلون بالنصر على الاعداء.
للاستاذ العامري ولدان وبنت، قد اكملوا جميعهم الدراسات العليا، وفي جبهات القتال يرافقه ولداه في حله وترحاله لمقاتلة عصابات "داعش" والتكفيريين.
اجرينا اللقاء هذا معه يوم الخميس الحادية عشرة ليلا حسب توقيت العراق في مدينة سامراء الى جوار حرم العسكريين الشريفين عليهما السلام.
كان يوما صعبا على العامري اذ وزعه بين التواجد في خطوط القتال الامامية وبين اللقاء بزعماء العشائر السنية من مدن الحويجة، وكركوك، والموصل، اذ جاؤوا يلتمسونه العذر لما اشيع ضده وضد قوات بدر والحشد الشعبي، مطالبين استمرار العمليات لتحرير سائر المناطق السنية من عصابات داعش، فكان متعبا شديد التعب ورغم ذلك طاوعنا لاجراء لقاء مع الصحيفة لاكثر من ساعة، مجيبا على سيل اسئلتنا.
*في البدء اود ان اقدم جزيل شكرنا لجنابكم لهذه المقابلة رغم انشغالكم في جبهات الحرب، وانتم تذكرونا بايام الدفاع المقدس. والسؤال الاول يختص بسبب تخليكم عن منصب وزارة الطرق في الحكومة السابقة، في انتخابات المجلس الا انكم ورغم فوزكم العام الماضي لم تحضروا جلساته؟
ـ العامري: ان سقوط محافظة نينوى من قبل "داعش" تسبب في ازمة كبيرة على الساحة السياسية العراقية، واقلق الشعب والحكومة، بحيث انعكس على الظروف السياسية السيئة. وكنت قد توقعت قبل هذه الحادثة المرة ان عصابات داعش ستهاجم العراق بالتزامن مع سورية او بفترة زمنية قصيرة، بحيث سيهددون العراق كله بعد احتلال الموصل وجنوب كركوك وديالى. ولذا عقدت عزمي على اخذ الموضوع على محمل الجد غير ملتفتا لمنصبي الرسمي، فلا يمكن محاربة العدو من وراء الطاولات.
من هنا واقتداءا بمقولة الامام الخميني في الحرب الدفاعية امام "صدام"، حين اوعز بان الاولوية للحرب. وهكذا توصلت الى هذه النتيجة ان لا اخلع لباس الحرب حتى دفع الفتنة.
*هل كان لفتوى سماحة آية الله السيستاني تأثير في قرارك هذا، ام كانت هنالك اسباب اخرى؟
ـ العامري: كنت قد شخصت قبل عام من فتوى آية الله السيستاني بان المنطقة حبلى الحوادث المرة، ولذا شجعت اخوتي في منظمة بدر، ليتوجهوا الى سورية للحؤول دون اتساع رقعة السيناريو والذي أؤمن جازما بانه من تخطيط اميركا وربيبتها اسرائيل. وقد شددت في كلمة بمناسبة استقبال الشهداء الذين ضرجوا بدماءهم في سوريا، على انه اذ لم ندافع اليوم عن الساحة المقدسة للعقيلة زينب سنضطر غدا للدفاع عن كل المنطقة.
وقد جاءت فتوى السيد السيستاني في وقت كان الشباب المجاهد ومنهم قوات قوات بدر قد فتحوا جبهة ضد داعش اطراف بغداد والى الانبار. ان فتوى آية الله السيتاني اتت متسقة ومنسجمة مع التوجيهات الصريحة لقائد الثورة الاسلامية، بحيث لبى جميع الشباب المؤمن فتوى الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات.
*شاهدت اليوم لقاءك في تكريت بالعديد من زعماء العشائر السنية من حويجة وكركوك وحسب الظاهر من الموصل.
ـ العامري: ان من جاء للقائي هم زعماء عشائر حويجة وكركوك، مطالبين باستمرار العمليات الى تحرير كل المحافظات السنية وقد وافقنا ضمن شروط. فحين تحرير محافظة صلاح الدين اتهموا قواتنا بالتعدي على اموال المواطنين بعد التحرير، كما واتهموا قوات بدر بنيتها احتلال المحافظات السنية. في الوقت الذي لو كان لهذه الاشاعات صحة فلماذا يعود الناس زرافات ووحدانا الى بيوتهم ومزارعهم؟
ولذا جاء زعماء العشائر كي يفندوا هذه الادعاءات امام وسائل الاعلام، وليقدموا مطالبهم، وقد احضروا معهم سيفا مرصعا كرمز للسلم والمحبة بين الشيعة والسنة،وقد تسلمتم هديتهم.
*هل يمكن القول ان فتوى آية الله السيستاني تمثل ثورة بحد ذاتها، وما هي آثار هذه الفتوى في الخارج؟
ــ بالطبع كانت الفتوى ثورة، اذ لو لم تكن هذه الفتوى صادرة من هكذا مرجع كبير فلا يعلم ما كان مصير بلدنا وحتى المنطقة. ان فتوى آية الله السيد السيستاني كان لها التأثير المطلوب على صعيد الداخل والخارج. ففي الداخل كان اثرها في حركة الجماهير للتطوع مطيعة للمرجعية وفي الخارج عملت على تلبس القلق والخوف للاعداء لاسيما "داعش".
*بالنظر لما تفضلت به من ان الحرب تستمر حتى رفع الفتنة فهي لا تنتهي بهذه العجالة، ولذا تحتاجون لحفظ قواتكم الى ثقافة التعبئة، ثقافة تدفع الى عدم التخلي عن السلاح حتى وان لم تصلهم اجورهم، وانما الاستمرار في القتال في سبيل الله؟ ما الذي قدمتموه بهذا المجال.
ـ العامري: ان قواتنا التعبويين لم يحضروا الجبهة لاجل المادة والراتب، وهم مستعدون لاستمرار الحرب في ظل أي طرف، حتى وان لم يحصلوا على مستحقاتهم، فالملاك الاساس لديهم فتوى آية الله السيستاني والايمان بقائد الثورة المعظم، والراتب يمثل فرعا لهذه القضية.
ان اشاعة ثقافة التعبئة بين شبابنا من ضرورات هذه الحرب، ولذا أمرنا، كخطوة اولية، ان يكون محل تواجد القادة الى جانب القوات، كي يكون الارتباط مباشرا مع القادة وليعتبروه واحدا منهم، وان الاطاعة تعني طاعة الولي، والتأسي بنهج الرسول في حروبه مع الاعداء. كما ويدفع هذا الامر الى حصول علاقة مودة بين القوات والقادة.
*ما هي نظرتكم بخصوص ولاية الفقيه، وما هو رأيكم بالولاية المطلقة؟
ـ العامري: لقد كنت منذ البدء اؤمن بولاية الفقيه وكنت مقلدا الشهيد محمد باقر الصدر وفي بعض المسائل ارجع الى تقليد الامام الخميني، وبعد رحيله والى الان انا اقلد سيدي سماحة آية الله الخامنئي، وكلي فخر باني قلدت سماحته في الوقت الذي لم يقلده اخوتي وزملائي في منظمة بدر، فانا اعتقد بمرجعية وقيادة سماحة السيد علي الخامنئي وولايته المطلقة، اعتقادا راسخا.
*ما هي الخصوصية التي اوجدت هذه العلاقة بسماحة قائد الثورة الاسلامية، وجعلتكم متمسكين به؟
ـ العامري: اشير بهذا الخصوص الى حادثة حصلت قبل رحلة الامام (ره) في حوار مع احد الاحبة في ايران، حول من سيحل محل الامام، فاجبت بالدليل بان الشخص الوحيد الذي يستحق هذاا لمقام وتحمل هذه المسؤولية هو السيد علي الخامنئي اضافة الى خصوصيات مؤكدة من قبيل التدين والتواضع والتعهد والشجاعة والمقدرة وكلها شروط ضرورية للقيادة، وهي تنحصر في سماحته.
*علمت ان لديك ولدين اكملا الدراسات العليا، وهما يقاتلان جنبا الى جنبك، هل هذا صحيح؟
ـ العامري: ان ولدي من انصار قوات بدر، فولدي الاصغر (علي) يتواجد في الجبهات اثناء القتال وبدء العمليات، والاكبر (مهدي) قد شارك في جميع العمليات وان علي لكونه مهندسا فهو يتواصل في العمليات لامور هندسية.
*كيف استطعت ان تجعل ابناءك يتبنون ما تعتقده؟
ـ العامري: كنت منذ نعومة اظفارهم اسنح لهم الفرصة للنقاش وابداء الرآي، والان كذلك، نعالج الامور سوية، وهم يقلدون سماحة الامام الخامنئي ويكنون له الحب الشديد، ويؤمنون بالجمهورية الاسلامية في ايران، ويعتزون بقوات بدر، واشكر الله على هذه النعمة.
*ما رأيك بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله؟
ـ العامري: السيد حسن نصر الله اخي الاكبر وعزيزي واكن له الحب العميق، رغم اني اكبر منه سنا.
ولقد قلتها مرارا انه اذا صرح السيد حسن نصر الله بحديث واعطى امرا فهو واجب علي اطاعته.
انه رجل شجاع وابي الضيم، ويتمتع بايمان قوي واعتقاد راسخ تجاه قائد الثورة، بحيث اذا تفضل القائد بامر، فانه يؤمن بتنفيذه دون ادنى تأمل.
*سؤالي الاخير هو اذا ارادت قوات حزب الله ايران ان تأتي وتقاتل تحت امرتك ضد داعش، هل تسمح بذلك؟
ـ العامري: لم لا اسمح بذلك؟ فحين تصدر فتوى الجهاد فهي تشمل الجميع. الا اننا لا نرى الصلاح في ذلك لكثرة المتطوعين لدينا.
وقد استفدنا في هذه المرحلة الحرجة في العراق من اخوتنا الايرانيين. واقسم ان لوجود اخوتنا الايرانيين بيننا يبعث على مزيد من البركة والفضل. وارى ان مهنة الصحافة اكبر جهاد، اذ حين تكون الوسيلة الاعلامية قريبة من الحدث ستملأ الفراغ الاعلامي في هذه الحرب غير المكتافئة.
فدعاة محاربة "داعش" زورا قد شكلوا ائتلافا بهذه الذريعة، والى الجانب الاخر نجد جميع اعلامهم قد وظف خدمة لـ"داعش" وفي الحقيقة قد فتحوا جبهة مع "داعش" ضد قواتنا والمجاهدين العراقيين والسوريين، فلماذا لا يقدم الاعلام المقاوم بهذه المهمة آمل ان تكون صحيفتكم فاتحة خير بهذا المجال.