kayhan.ir

رمز الخبر: 187018
تأريخ النشر : 2024April30 - 20:27

مشروع بلينكن التفاف على انتصار غزة

 

بداية من يصرخ اولا قد بدأت تظهر ملامحه في الافق من خلال جولة بلينكن وزير الخارجية الاميركي السابعة للمنطقة منذ انطلاقة عملية "طوفان الاقصى" التي هي في شهرها السابع وقد حمل في جعبته طرحا جديدا قديما عفى عليه الزمن وهو ان المشكلة ايران وعلى دول المنطقة وخاصة دول مجلس التعاون الانضمام لناتو عربي بقيادة اميركية لمواجهة ايران الى جانب الكيان الصهيوني، بدل ان يجند نفسه الى وقف حرب الابادة التي يشنها الكيان الصهيوني بالنيابة عنه لوقف نزيف الدم ووقف المجازر في غزة، ووضع حد لتفاقم ازمتها الانسانية.

هذه الفكرة البالية التي طرحتها اميركا قبل سنتين لم تجد اي صدى في دول مجلس التعاون يوم كانت اميركا اميركا والكيان الصهيوني لم يمس بعد، لكن اليوم وبعد عملية "طوفان الاقصى" وضربة ايران الاستراتيجية التي غيرت جذريا موازين القوى ليس في المنطقة فقط بل في العالم اجمع يطرح هذا التساؤل ما قيمة هذه الخزعبلات الاميركية التي ردت عليها دول مجلس التعاون بان مشكلتنا اليوم هي غزة ووقف العدوان عليها وان هذه البضاعة لاتباع الا في سوق النخاسة.

فمن التفاهة والصفاقة والغباء الاميركي ان يهرول بلينكن الى المنطقة ليطرح موضوعا من الماضي السحيق وهو خارج السياق بان المواجهة بين ايران واسرائيل تظهر الحاجة الى تكامل دفاعي اكبر" وهو طرح ارعن يستخف بالعقل العربي ويحاول عبثا خلط الاوراق والخروج بنتائج سرابية تخدم اميركا والكيان الصهيوني.

بلينكن الاهبل والارعن لم يستوعب بعد لا هو ولا بلاده تداعيات ضربة ايران في الليلة الكبرى الاستراتيجية في الرابع عشر من نيسان التي لم تكسر هيبة الكيان وحده بل كسرت هيبة اميركا والغرب معا وهذا مثل قمة التحدي للاستكبار العالمي.

وقد تناسى بلينكن ان العرب وخاصة دول مجلس التعاون يريدون وقف العدوان على غزة ووقف حرب الابادة الجماعية وحل الدولتيين وان كان شعارا براقا تحدث به كل الرؤساء الاميركيين على مر العقود الماضية ولم يشهد النور مطلقا، الا انه هذه المرة لم يتحدث بذلك ولم يطالب بوقف العدوان بل كل ما تحدث به هو ايجاد هدنة موقتة وتبادل للاسرى!

وبالتاكيد فان بلينكن سيعود بخفى حنين من جولته السابعة للمنطقة وقد صمت دول مجلس التعاون اذنيها تجاه خداعه ونفاقه ولم تهتم بما قاله لانها خبرت السياسة الاميركية وألاعيبها المزيفة ولم تذهب ثانية اي بعضها للتفريط بعلاقاتها مع ايران التي تحسنت مؤخرا ودخلت مرحلة جديدة من التعاون المشترك لصيانة المنطقة من التدخلات الاجنبية.

واليوم فقد تأكد وبالضرس القاطع للعرب جميعا ولدول مجلس التعاون خاصة انه ليس هناك اي خطر مزعوم من الشرق كما كانت تغذيها اميركا وتكررها اليوم انما الخطر هو من الكيان الصهيوني الذي يفتك منذ سبعة اشهر وبدعم اميركي مفتوح بشعب غزة المحاصر ويرفض بغطاء اميركي أي وقف حرب للابادة ضده.

ان طرح الادارة الاميركية المشبوه الذي جاء به بلينكن الى المنطقة هو عملية التفافية نفاقية لحرف الانظار عن الانتصار الحتمي الذي ستخرج منه غزة قريبا وباذن الله.