ما هي دوافع الـ "بي بي سي" من انتاج برنامج "اثير الكراهية"؟!
هل يعقل ان الانكليز يعيرون اهمية للوحدة الاسلامية؟!
عرضت قناة الـ " بي بي سي " البريطانية قبل فترة برنامجاً وثائقياً حول الفضائيات التي تدعو الى التطرف المذهبي بين المسلمين وقامت بتحليل الاحداث الطائفية بطريقة توهم المشاهدين بحرصها على الوحدة الاسلامية!
شاهد متابعوا قناة الـ " بي بي سي " مؤخراً برنامجاً وثائقياً تمحور حول واقع القنوات الفضائية المتطرفة المنسوبة الى السنة والشيعة على حد سواء والتي تدعو المسلمين الى انتهاج النزعة الطائفية. وكما نقل في القول الماثور "حدث العاقل بما يعقل" فهل يا ترى تغيرت رؤية القائمين على هذه القناة واصبحت الوحدة الاسلامية هاجساً لهم؟!
وكما يشهد العالم اليوم فالمتطرفون المنتمون الى طائفة معروفة للجميع وللاسف فهي محسوبة على المسلمين قد اججوا الخلافات بين السنة والشيعة في سوريا والعراق وكل يوم تشهد الساحة انفجارات من منطلقات طائفية فقام هؤلاء الحمقى باحراق الحرث والنسل، والمؤلم ان بعض البلدان الاسلامية هي التي تقدم لهم الدعم المادي والمعنوي والعالم يعرفهم اليوم باسم " التكفيريين " لكن قناة الـ " بي بي سي " جعلت عنوان برنامجها " اثير الكراهية " دون ان تقيده بتلك الطائفة التكفيرية التي هي اساس كل هذه الخلافات.
وهناك ثلاث نقاط تجدر الاشارة اليها في هذا المضمار، وهي:
1 ) الاسلاموفوبيا هي مشروع يتناغم مع زرع الخلافات المذهبية، ولو اننا القينا نظرة على الاوضاع قبل عقد من الزمن للاحظنا ان الغرب جعل الرهاب الاسلامي - الاسلاموفوبيا - هدفاً له لكن وعي المسلمين وانطلاق الشرارة الاولى لصحوتهم اعقمت مساعي الغربيين مما جعلهم يشعرون بالقلق من تراص صفوف الدين الواحد ولم يجدوا بداً من زرع النعرات الطائفية ولم يألوا جهداً في التسريع بنشرها.
وبالطبع فان احداث سوريا والعراق هي جزء من هذا المشروع الشيطاني الذي له وجه آخر ألا وهو عكس صورة بشعة للاسلام لدى الشعوب الغربية بعد ان تنامت النزعة الاسلامية لديهم بشكل ملحوظ.
2 ) خطاب قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي الذي اتهم فيه الغرببين وعلى راسهم بريطانيا بدعم هذه الفتنة الطائفية يمكن اعتباره سبباً آخر لانتاج هذا البرنامج الوثائقي لان الغرب يخشى من الفضائح التي تطاله جراء هذه المخططات الخبيثة، فلو تأمل المسلمون قليلاً بما يجري حولهم وعرفوا واقع القنوات الراعية للفتنة الطائفية التي تتخذ من البلدان الغربية مقراً لها والتي تحظى بدعم غربي وتكفيري من بعض البلدان الاسلامية، لغيروا مواقفهم بكل تأكيد وقطعوا دعمهم لهذه القنوات المنحرفة ولعرفوا عدوهم الحقيقي.
وعلى هذا الاساس فان قناة الـ " بي بي سي " قد استبقت الاحداث وحاولت تشويش الصورة لدى المشاهد وتضليل الراي العام كي لا تقع في هذا المحذور.
3 ) الجميع يعرف بان السياسة البريطانية هي سياسة ماكرة وهذا الامر ينعكس بوضوح في وسائل اعلامها ولا سيما قناة واذاعة الـ " بي بي سي " وقد نجحت في هذه السياسة لدرجة ان بعض المتابعين المنصفين ينخدعون احياناً باعلامها المضلل والطريف ان الفرق بين هذه القناة وبين قناة الـ " سي ان ان " الامريكية هو ان الاخيرة تصرح بمواقف الادارة الامريكية بينما الاولى تلقن المخاطب بمواقف الراي الرسمي البريطاني بشكل غير مباشر.
أما على الساحة العربية فان قناة الجزيرة تحاول تقليد قناة الـ " بي بي سي " ولا تمتلك مواقف اعلامية واضحة كما هو الحال في قناة " العربية " ولربما هذا السبب وراء كثرة مخاطبيها كما انها دائماً ما تخوض في مسائل مثيرة للشك والشبهة كي تلقن المشاهدين بأهداف مموليها.
وعلينا الاذعان الى ان هذه القنوات الخبرية التي تثير مشاعر المشاهدين قد بدات برامجها الموجهة قبل انطلاق الصحوة الاسلامية التي شهدتها الساحة مؤخراً وذلك بالتحديد عندما ادرك الغرب بانه عاجز عن السيطرة على النزعة الاسلامية المتنامية لذلك عمل على زرع النعرات الطائفية البغيضة وحرك مثيري الفتن ودعمهم دعماً لا محدوداً.