kayhan.ir

رمز الخبر: 18533
تأريخ النشر : 2015April29 - 20:32

حلم اميركي لن يتحقق !!

مهدي منصوري

بدأ واضحا ومن خلال المعطيات على الارض ان اميركا تواجه في المنطقة حالة من الرفض وعدم القبول لم يسبق لها مثيل من قبل وذلك بسبب سياستها الهوجاء التي تعتمد على اسلوب واحد ومرفوض من الجميع ألا وهو فرض نفسها بالهيمنة والقدرة وهذه السياسة لم تلق قبول بعد اليوم لان القرار اليوم هو بيد الشعوب وهو التي يتصرف بمقدراته ومستقبله ولا يمكن لاي ارادة كانت ان تفرض نفسها على رأي الشعوب.

لذلك فان اميركا ومن خلال ما تقدم قد واجهت صفقة قوية افقدتها صوابها بحيث اخذت تتخبط تخبطا عشوائيا كما يقول المثل العربي.

وقد تكون صورة انحسار التأثير الاميركي قد بدا يتجلى في العراق بأقوى صوره اذ ان العراقيين الذين مسكوا زمام الامور خاصة في معركة مواجهة الارهاب المدعوم اميركيا وإقليميا اذ انهم وبهذا الامر قد اعتمدوا على قدراتهم وجهودهم الذاتية بحيث ث شمروا عن سواعدهم وتمكنوا وبصورة مذهلة ان يدحروا هذا الارهاب الذي كانت واشنطن تعتمد عليه اعتمادا كليا في تنفيذ مشاريعها في هذا البلد وجعلت منه ذريعة من اجل التدخل او في الواقع النفوذ لكي تعزز مواقعها في العراق ولكن الانتصارات التي حققها المجاهدون الابطال من ابناء الحشد الشعبي الذين استجابوا لنداء المرجعية العليا الرشيدة وضعت واشنطن في الزاوية الضيقة بحيث سجلوا بتلك الانتصارات وتحرير المدن فشلا كبيرا للمشروع واشنطن في العراق بحيث ادركت الادارة الاميركية ان الامور وفيما اذا سارت بهذا المنوال وتمكن العراقيون من تحرير بلادهم من دنس الارهابيين فان يدها ستقطع في هذا البلد والى الابد.

لذلك فلم يتبق لديها ومن اجل ان لا تصل الامور الى ما ذهبنا اليه لذلك فانها قد خرجت بفذلكة او في الواقع عادت الى الوراء قليلا لتحسين مشروعها الذي طالما عملت عليه وخلال عقد من الزمن أي منذ سقوط نظام الطاغية صدام وليومنا وهذا والتي ارادت تحقيقه من خلال عملائها السياسيين في الداخل العراقي الا انها فشلت فيه، لذلك فان الاخبار التي تواترت بالامس ان الكونغرس الاميركي سيبحث احياء موضوع تقسيم العراق على ان تعترف اميركا بالدولة السنية في الغرب العراقي ودولة كردستان في الشمال العراقي.

وبطبيعة الحال فان هذا التفكير الذي لاقى الكثير من الاستهجان خاصة في الاوساط العراقية لان مثل هذا الامر لايمكن ان يفرض من الخارج او في الواقع ان الشعب العراقي اليوم لم يكن اداة بيد واشنطن لكي تخطط له وتنفذ ما تريد ولم يكن العراق اليوم ولاية من ولايات اميركا حتى يفرض الكونغرس او غيره من الادارات الاميركية تخرصاته على العراقيين.

ان العراقيين قد اعلنوها وبصورة واضحة وشفافة ان العراق لا يمكن ان يخضع لارادات الاخرين ولا يمكن ان يكون قربانا لسياسات هوجاء تريد منه ان يكون نموذجا لمشروع اميركي صهيوني اكبر وهو تقسيم دول المنطقة الى دويلات صغيرة تعتاش على المساعدات و المعونات الغربية والاميركية. ومن الطبيعي ان هذا المشروع قد اقبر في مهده منذ الاعلان عنه على لسان المجرم بايدن عام 2007 عندما رفضه العراقيون جملة وتفصيلا.

لذلك فان المطلوب من ابناء الشعب العراقي الواعي والمنتصر ان يقف وقفة رجل واحد ويعلن من خلال التظاهرات والاحتجاجات السلمية رفضه للمشروع الاميركي. وان يمارس ضغطه على الحكومة العراقية ان تعلن وبوضوح موقفها من هذا لمشروع لإحباطه بمهده وان لا يسمح لاي بلد كان ان يتدخل في شؤونه الداخلية او ان يرسم له مستقبله وحسب ما يريد ويرغب لان العراق اليوم يعتبر من البلدان التي تتمتع بحريتها واستقلاليتها ولاتخضع لوصاية كائن من كان.

وفي نهاية المطاف فان العراقيين الذين استجابوا لنداء المرجعية الرشيدة العليا واصطفوا يدا واحدة في دحر الارهاب وقلعه من اراضيهم، فانهم سيكونون جنودا اوفيا لهذه المرجعية عندما تعلن رايها وبوضوح في مثل هذا الامر. لذلك فعلى اميركا ان تفكر الف مرة قبل ان تتخذ قرارها التعسفي هذا الذي لن يجد طريقه للتنفيذ وانما ستبقى احلام تراود اذهان الساسة الاميركيين والتي لم ولن تتحقق على ا رادة العراقيين الصلبة التي اخرجتهم اذلاء مهزومين.