kayhan.ir

رمز الخبر: 1853
تأريخ النشر : 2014June10 - 21:38

هستيريا الاحتلال من التوافق الفلسطيني

أحمد مصطفى علي

مع إعلان تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية، يكون الفلسطينيون، قد بددوا كل الشكوك حول قدرتهم على طي صفحة الانقسام المعيب، الذي لطخ تاريخهم النضالي بوصمة تحتاج إلى سنوات حتى تتلاشى آثارها الكارثية.

حكومة التكنوقراط الانتقالية هذه التي انهالت عليها التهاني من كل أصقاع العالم، بما فيها الولايات المتحدة، شكلت صدمة كبيرة للكيان الذي كان أشد حرصاً على إدامة وتغذية التفرقة الفلسطينية بكل وسائله الخبيثة، لأنه رأى فيها مصلحة حيوية لفرض سياساته الاستيطانية على أرض فلسطين المحتلة، متخذاً من مهزلة ما تسمى عملية السلام ستاراً لعدوانه الهمجي.

منذ انطلاق عملية المصالحة، والارتباك الشديد يبدو على "إسرائيل" التي أطلقت حملة حاولت تأليب المجتمع الدولي على القيادات الفلسطينية، إلا أن مصيرها كان الفشل الذريع، حتى من واشنطن نفسها، لأنها هي التي سدّت كافة الطرق نحو تحقيق تسوية مع الفلسطينيين، خاصة أن الرئيس الفلسطيني أعلن أكثر من مرة أن المصالحة ليست على حساب المفاوضات.

الحكومة الفلسطينية المستقلة أصابت "إسرائيل" بحالة من الهذيان وأفقدتها صوابها وباتت تتخبط يميناً وشمالاً، ولا تعرف كيف ترد على هذه الخطوة التي أعادت اللحمة إلى أبناء الشعب الفلسطيني، فما كان منها إلا أن شنت غارات همجية على غزة، وأن تعلن عن سرقة المزيد من أراضيهم في الضفة وتوسيع الاستيطان، فضلاً عن نيتها فرض عقوبات اقتصادية على الشعب المنهك أصلاً من سياساتها العدوانية.

السؤال البديهي الذي يطرح نفسه: لماذا يتخذ الكيان كل هذه العدائية تجاه الحكومة الجديدة؟ طالما أنها لا تتبنى سياسات حماس التي كثيراً ما اشتكى منها، بل هي تتبنى رؤية منظمة التحرير، والجواب عن هذا السؤال يكشف لنا إلى أي مدى كانت "إسرائيل" تتحجج بحماس وحكومتها في غزة للتهرب من التزامات واستحقاقات عملية التسوية وسعيها لمحاولة فرض رؤيتها للسلام والقائمة على ممارسة عدوانها الأعمى على الشعب الفلسطيني الأعزل ومصادرة أراضيه وتهويد قراه ومدنه، ولو أنها كانت جادة بالتسوية مع شريك فلسطيني حقيقي لما هاجت وماجت، على هذا النحو الفاضح.

عملية استكمال المصالحة الفلسطينية والوحدة، يجب أن تتم بأقصى سرعة ومن دون أي عقبات، وعلى حركتي فتح وحماس الاتعاظ من ممارسات الاحتلال إبان فترة الانقسام التي استمرت سبع سنوات، وتفويت الفرصة عليه بإعادة العجلة إلى الوراء، من خلال تصعيد عدوانه على القطاع ومحاولة جر الفصائل الفلسطينية إلى حرب، بهدف خلط الأوراق والتشويش على متطلبات المرحلة، الأمر الذي يتطلب درجة عالية من اليقظة والوعي والتصميم على إنجاح المصالحة مهما كان الثمن، بالترّفع عن الخلافات الثانوية لمصلحة القضية المحورية.