توالي الاخطاء السعودية يقرب نهايتها
الامين العام لمجلس التعاون في الخليج الفارسي "وعد بحل سياسي في اليمن اذا نجح التحالف السعودي بالسيطرة على اليمن وفرض على الجيش وانصار الله تسليم السلاح والثكنات والمرافق وغيرها". هذا التصريح الوقح، والفج يعد تدخلا سافرا وصارخا في شأن دولة عربية مستقلة لها شعب عريق واصيل له قراره الوطني والسيادي، مرفوض في كل الاعراف والقوانين الدولية والانسانية. أي منطق ارعن هذا الذي يتفوه به امين عام مجلس التعاون ان يخول السعودية ان تسيطر على اليمن من خلال العدوان واستباحة كل شيء في هذا البلد لفرض الاستسلام والهيمنة عليه عبر نزع سلاح الجيش واخضاعه في وقت ان هذا الجيش واي جيش في العالم له مهمة مقدسة هي الدفاع عن الوطن ومكاسبه واما حركة انصار الله فهي شريحة عريضة وجزء اساس من الشعب اليمني ولولا تعاون الاحزاب الرئيسة في البلاد وابناء اليمن بشكل عام لما استطاعت ان تتمدد بهذه السرعة وتطهر اغلب المحافظات اليمنية من الميليشيات السعودية كالقاعدة والدواعش والتكفيريين وانصار منصور هادي الذي شرع للرياض عدوانها البربري الهمجي في تدمير بلده وذبح ابناء جلدته خاصة النساء والاطفال الابرياء والعزل.
هذا التصريح ألتدخلي اللامسؤول لامين عام مجلس التعاون في فرض الوصاية على الشعب اليمني وتطويعه بالقوة لغة استعمارية مقيتة لفظها التاريخ ولن تستطيع اية قوة استكبارية في العالم فرضها من جديد وهذا ما شاهدناه بالامس القريب سواء في العراق او افغانستان فكيف لنظام هرم ومتهور مثل النظام السعودي الذي لم يعد يمتلك مقومات الوجود ناهيك عن شرعيته التي هي تحت طائلة التساؤل ان يفرض مثل هذا الواقع الفاسد على الشعب اليمني الذي اتخذ قراره التاريخي في الاستقلال والامساك بزمام اموره والعيش بعزة وكرامة بعيدا عن اية وصاية خارجية. واللافت في هذا التصريح الوقح والشنيع انه لم ليتطرق لوقف الحرب ونزيف الدم وحماية المواطنين الآمنين من القصف الهمجي البربري، املا بتغيير المعادلات على الارض من خلال حرب استنزاف طويلة تفرض واقعا دمويا وتدميريا على اليمن يدفع ثمنه ابناء هذا البلد بذريعة مزيفة هي انقاذه من الميليشيات؟!
حرب الاستنزاف التي تفكر بها السعودية هي خطأها التاريخي الثاني بعد شنها العدوان على اليمن وهذه لعبة قذرة وخطيرة للغاية ان ارادت ربط ذلك بما يجري في سوريا خاصة في الاونة الاخيرة التي شهدت تصعيدا غير مسبوق في محافظة ادلب وكذلك دخول الكيان الصهيوني مباشرة على الخط في قصف جبال القلمون والجولان فانه الاخطر وقد ينذر بعواقب كارثية لا يعرف مداها وقد تخرج عن السيطرة تماما.
لكن ليعلم آل سعود ان حرب الاستنزاف غير مضمونة النتائج وتحفها الكثير من المخاطر وقد تتدحرج الى دارهم اولا والى المنطقة ثانيا وعندها سيكونون هم اول الخاسرين واول ضحاياها.