السعودية بين الهزيمة الحتمية والمكابرة المفضوحة
ما ان غيّر صمود الشعب اليمني ولجانه الثورية موازين القوى في الساحة اليمنية رغم شراسة العدوان السعودي الآثم وبربريته الشنيعة في استهداف المدنيين العزل وتدمير المنشآت المدنية والخدمية في هذا البلد بشكل مهول، الا ان السعودية اضطرت وتغطية لهزيمتها المنكرة وعدم تحقق أي هدف من اهدافها ان تنهي "عاصفة الحزم" وكأنها تنتقل الى المرحلة الثانية في عملية تضليل فاضحة للرأي العام الداخلي والخارجي في وقت يعلم الجميع انه ورغم سيطرة الطيران السعودي الطاغية على الاجواء اليمنية وقصفه المتواصل والوحشي واستمرار الحصار البحري ووجود قواتها التي تحارب بالوكالة المتمثلة بالقاعدة وداعش وبقية التكفيرين وميليشيا منصور هادي المتواجدة على الارض اليمنية الا انها فشلت في تحقيق حتى هدف واحد اللهم الا الايغال في سفك دماء ابناء اليمن وتدمير ما يملكون حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى الخمسة آلاف وفي المقابل منيت بهزيمة كبرى امام اللجان الثورية المتشكلة من كافة الاحزاب اليمنية بقيادة انصار الله التي سيطرت على الاوضاع في اغلب المدن اليمنية وكنست انصار السعودية رغم كل الدعم المقدم لها اضافة الى ان الرئيس الشرعي بامتياز!! والفار من انتقام الشعب اليمني ماكثا في ربوع السعودية حتى توافيه المنية.
فالخطأ الفادح الذي ارتكبه نظام آل سعود في عدوانه السافر على اليمن لاعادته الى عباءته المتعفنة هو غباؤه المطلق وحساباته السرابية سواء على حلفائه الاقليميين او سيده الاميركي لتحقيق اهدافه السلطوية، لذلك نراه اليوم يتخبط في الوحل اليمني ولايعرف كيف يخرج منه وهذا ما انسحب على الادارة الاميركية التي تتخبط هي الاخرى في قراراتها فمن جهة تقدم المعلومات الاستخبارية واللوجستية للنظام السعودي ومن جهة اخرى تمارس الضغوط عليه لوقف عدوانه وقصفه الجوي على اليمن.
ورغم دخول العدوان السعودي الغاشم والاجرامي بكل ما لهذه الكلمة من معنى اسبوعها الخامس ورغم كل الدعم المقدم له اميركيا وصهيونيا باعتراف احد القادة العسكريين الصهاينة فان السعودية فشلت في تحقيق أي من اهدافها وهذا باعتراف حتى الاوساط الاميركية ودوائر مخابراتها لان تمدد اللجان الثورية بقيادة انصار الله في المدن اليمنية اصبح كاسحا وهذا ما كان ان يتم لولا تعاون ابناء الشعب ومن كافة الاحزاب السياسية ما عدا الاصلاح والتكفيريين واعوان منصور هادي وهذا ما ارعب النظام السعودي الذي اضطر ان يوحي ويوهم الرأي العام الداخلي والخارجي بانه حقق اهدافه في عاصفة الهزيمة ويبدأ مرحلة "اعادة الامل" الى نفسه وليس للشعب اليمني الذي واصل عليه القصف بنفس الوحشية املا بان يحقق مكسبا سياسيا واحدا وهو الضغط على انصار الله بواسطة انهار الدم والدمار للجلوس معه ومحاورته ليعود الى اليمن من الشباك بعد ان طرده الشعب من الباب لينهي حقبة سوداء اذ وطويلة من التبعية العمياء والمذلة لبلاده التي انتهجها حكامه العملاء ويصبح سيد نفسه بلا منازع وهذا ما تحقق اليوم على ارض الواقع. واليوم بات نظام آل سعود في حيرة من امره لا يعرف كيف يتصرف وهو يغرق في مكابرته المفضوحة ويشهد في نفس الوقت هزيمته الحتمية التي باتت تطرق الابواب.