kayhan.ir

رمز الخبر: 183558
تأريخ النشر : 2024February12 - 20:44

على الغرب الاستعداد لدفع فاتورة غزة

 

ما كان لافتا وشاذا في التصريح الذي ادلى به المستشار الالماني في زيارته الحالية للولايات المتحدة الاميركية وشد المراقبين اليه هو مطالبته "اميركا وسائر الدول الغربية الحؤول دون اقتدار ايران"، وهذا يعتبر  في الاعراف الدولية تدخلا سافرا في الشأن  الايراني متذرعا في توجيه ذلك بان "ايران تحولت الى الدولة الاكبر والاكثر اقتدارا في المنطقة وهذا بحد ذاته يشكل خطرا كبيرا علينا"!

هذا التصريح الوقح والاستعماري ينم عن انانية الرجل وامثاله من القادة الغربيين الذين يريدون الاقتدار والقوة حصرا بيدهم لفرض هيمنتهم وسطوتهم على الاخرين بهدف ابتلاع خيراتهم وثرواتهم وهذه هي المشكلة الرئيسية في نظرتهم للقوة على انها مكمن خطر عليهم لايسمحون للاخرين امتلاكها ولو كانت الاخلاق والأسس الانسانية والمعنوية سائدة في اوساطهم لتغيرت نظرتهم للعالم واذا ما قبلنا جدلا برؤيتهم الاستعمارية الخبيثة فانهم هم اول من يشكل خطرا على العالم ولابد من انتزاع هذه القوة من ايديهم ولا يطالبون الاخرين بان يبقوا ضعفاء ليبتزونهم على طول الخط. فمن يحترم حقوق الانسان ويلتزم بمبادئه وينادي بالعدالة والحق ويرفض الظلم واستعباد الاخرين ولايمكن ان يشكل خطرا على بني نوعه ومشكلة الغرب هو فقدانه لهذه الخصوصيات الاخلاقية والانسانية لذلك يعتبر بزوغ اية قوة في العالم هو خطر عليه.

فايران بموقعها الجوسياسي وامكاناتها وقدراتها البشرية والمادية هي في الاساس دولة مقتدرة ولا يمكن لاية قوة في العالم ان تسلب منها هذه القوة واذا تصور المستشار الالماني المتخلف والجاهل بحقائق الامور والمعادلات الدولية ان يحصر ايران في الاقليم فهو واهم وواهم جدا، لان ايران وبعيد انتصار ثورتها الاسلامية اصبحت رقما عالميا من خلال ما طرحه الامام الخميني رضوان الله عليه من شعارات اسلامية وانسانية ونهج قويم ومستقل بعيدا عن المدرستين الليبرالية والماركسية مؤسسا لمدرسة جديدة "لا شرقية ولا غربية" شكل بحد ذاته تحديا كبيرا وندا لما هو موجود في الساحة الدولية بعد انتصار الثورة الاسلامية التي لم تكن تمتلك يومها  الا الاقتدار المعنوي فكيف اليوم وبعد 45 عاما من انتصار ثورتها فان ايران الاسلامية تمتلك اليوم الاقتدارين المعنوي والمادي معا وهذا ما جعلتها ان تكون قوة رادعة عظيمة لا تتجرأ اية قوة على الارض  من المساس بها او الاعتداء عليها. اضافة الى انها اليوم الركن الاساس في محور المقاومة الذي بدأ ينقذ المنطقة من مخالب الاستكبار العالمي ويطرد قواته الغازية منها.

وخلال الـ 45 سنة الماضية من عمر الثورة الاسلامية لم تألوا الدول الغربية وفي مقدمتها اميركا والدول السائرة في ركبها اي جهد للوقعية بهذه الثورة او اسقاطها لكن كل جهودهم ومؤامراتهم باءت بالفشل واصطدمت بحائط مسدود. مسكين هذا المستشار الالماني الابله الذي فاق اليوم من سباته  ليستشعر بخطر اصبح واقعا يداهمهم داخل حصونهم بسبب الصحوة التي تعم اليوم الشباب الغربي كرد فعل على اثر مشاركة حكوماتهم في حرب الابادة على غزة، فعليه وعليهم تسديد هذه الفاتورة الباهظة جدا التي ستقصم ظهورهم في القريب العاجل ان شاءالله.