اسلموا يا آل سعود تسلموا
بعد موقف ايران الحاسم والمبدئي من العدوان السعودي الغاشم على اليمن وتاكيدها بانه لا افق للحل في هذا البلد سوى الحل السياسي والحوار بين الاطراف اليمنية انساقت باكستان وتركيا الى هذه الدائرة لئلا تغرق في الرمال اليمنية المتحركة ثم اضطرت مصر لاحقا ان تسلم بهذا الواقع لعوامل كثيرة لسنا بصدد التعرض لها. واليوم فان الجميع بات يسلم بالمبادرة الايرانية اقليميا ودوليا خاصة وان السعودية باتت تقترب من نهاية الطريق المظلم لاصدامها بالحقيقة المرة وهي بان القصف الجوي اعجز من ان يسعفها او يغير شيئا من الواقع على الارض ما لم يصطحبه تحرك برى.
اليوم يقترب العدوان السعودي البربري من نهاية اسبوعه الرابع وقد استنفذت الغارات الجوية السعودية اغراضها دون ان تحقق اي هدف ملموس يعود عليها بالفائدة بل على العكس ألبت العالم عليها وكشفت زيف دعاياتها لعقود متوالية بان السعودية مملكة الخير وتساعد الشعوب واذا بها اليوم تقوم با شرس عدوان بغيض واجرامي ضد شعب اعزل لا ذنب له سوى انه يريد ان يتخذ قراره بنفسه بعيدا عن وصاية الاخرين وتدخلاتهم.
ولم يبق ا مام النظام السعودي طريقا لتحقيق اهدافه سوى الحرب البرية التي لا يمتلك مقوماتها وهو اعجز من ان يخوضها باعتراف كافة مراكز الدراسات الاميركية والغربية ودوائر استخباراتها بسبب هشاشة جيشه وعدم امتلاكه لتجارب الحرب. لذلك باتت هذه الدوائر قلقة جدا من حماقة اشعال الحرب البرية وخروجها عن السيطرة بسبب استبسال القبائل اليمنية وتحركها السريع على الارض خاصة وانها ترتبط بوشائج القرابة مع القبائل في جيزان ونجران وعسير وهي ثلاث محافظات
اقتطعتها السعودية من ارض الام اليمن.
فالحرب البرية مكلفة للسعودية تجاه اليمن وخطيرة للغاية وقد تكلفها ما لا يحمد عقباها وتنتهي بتفكيك المملكة وهذا ما يدركه الاسيادة في الغرب قبل النظام السعودي لذلك فانهم لا يشجعون عليها فقط بل يحذرون الرياض من ارتكاب اية حماقة في هذا المجال.
وتحرك الملك سلمان تجاه روسيا ومهاتفة الرئيس بوتين قبل يومين لم يأت من فراغ بل هو استنجاء بها للخروج من الورطة الشائكة خاصة وان الملك السعودي قيّم عاليا الجهود التي تبذلها روسيا من اجل تطبيع الاوضاع المتأزمة في اليمن وهذا دليل على تشجيعها لايجاد مخرج للازمة اليمنية لان الرياض باتت تشعر بخذلانها من اقرب الحلفاء اليها عربا وغير عرب.
وعلى اية حال فالعدوان السعودي الفاشل على اليمن امام مفترق طاق ولم يعد امامه سبيل للاستمرار في العدوان لان السعودية ستقع في دائرة الهلاك الحتمي لذلك قد تضطر بقبول الهدنة تحت مبررات الواقع الانساني شبه الكارثي في اليمن وهذا ما دفع بطهران لمتابعة الموضوع حتى يأخذ طريقها الى التنفيذ والخروج من هذا المأزق الخانق للسعودية بما يحفظ ماء وجهها، لكن هذا لن يعفيها من الملاحقة والقصاص لما ارتكبته من مجازر مروعة وتدمير منهج للهيمنة التحتية في اليمن.