kayhan.ir

رمز الخبر: 180396
تأريخ النشر : 2023December10 - 20:26

"اسرائيل" الولاية 53 لاميركا

 

بعد الفيتو الاخير للولايات المتحدة الاميركية  الذي هو الرابع من نوعه منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة ضد مشروع قرار وقف اطلاق النار تقدمت  به المجموعة العربية، هل بقي شك لدى الدول العربية المتخاذلة والتساومة بان قرار  الحرب واستمرارها  بيد اميركا لابيد الكيان الصهيوني الذي هو مجرد اداة لتنفيذ المخططات  الاميركية و الغربية في المنطقة وهذا ما ثبت في حرب تموز المجيدة عام 2006  يوما كانت واشنطن تضغط على الكيان الصهيوني للاستمرار في الحرب حتى ينبثق مشروعها "الشرق الاوسط الجديد" الا ان الكيان هو من صرخ اولا وبدأ يستغيث بانه على حافة الهاوية لذلك اضطرت الولايات المتحدة الاميركية الموافقة على وقف اطلاق النار وهذا ما سيتكرر باذن الله قريبا في غزة ومؤشرات ذلك اصبحت واضحة من خلال اليأس الذي بات يدب في صفوف  الجيش الصهيوني الغارق في رمال غزة من اطالة المعركة وعدم تحقيق اي انجاز وهذا ما اعترفت به صحيفة "يديعوت احرنوت" يوم امس حين كتبت تقول ان "القتال صعب وبطيء  وسيتطلب وقتا طويلا كي ينجز الجيش  مهامه"، وهي اشارة واضحة لاستحالة تحقيق  الجيش الصهيوني أي انجاز في غزة  لان هذا الكيان وحسب التجارب والحروب السابقة لا يتحمل اعباء الحرب الطويلة وهو في نفس الوقت يعترف بصعوبة الموقف وشراسة المعركة في غزة خاصة في الايام العشرة الاخيرة بعد الهدنة . هذا في وقت لم تبخل  الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية في ارسال المساعدات العسكرية السخية الى الكيان الصهيوني منذ بدء معركة "طوفان الاقصى" بل تضاعفت عدة مرات حيث ان اميركا تقدم سنويا 8/3 مليار دولار كمساعدات عسكرية لهذا الكيان الا انها وبعد "طوفان الاقصى" قدمت مساعدات عسكرية بقيمة 3/14 مليار دولار وهذا غير مسبوق في العقود السبعة الماضية اضافة الى ارسال حاملة الطائرات "جيرالد فورد" التي هي اكبر حاملة طائرات في العالم تحمل على متنها 90 طائرة مقاتلة الى المنطقة لاسناد العدو الصهيوني وهكذا حاملة الطائرات "دوايت ايزنهاور" التي تحمل على متنها 60 طائرة مقاتلة.

ورغم كل هذا الدعم والتواجد  الاميركي في المنطقة وداخل الكيان من مقاتلين ومستشارين الا ان الشكوك بدأت تلقى بظلالها سواء في واشنطن او "تل ابيب" بان اطالة أمد الحرب والعجز تشكلان خطرا كبيرا على الكيان اولا والمصالح الاميركية وتواجدها في المنطقة ثانيا.

واليوم فان الكيان الصهيوني يعيش حصارا بحريا قاتلا فرضه اليمن على السفن التجارية الاسرائيلية والسفن الاجنبية المتجهة الى الكيان الصهيوني الذي سيواجه مشاكل وصعوبات كبيرة تضطر سفنه الى الدوران حول افريقيا للوصول الى الكيان وهذا سيكون مكلفا له في المال والوقت حيث تتاخر هذه السفن لثلاثة اسابيع اضافية.

والامر الاخر الذي يحاصر الكيان ويستنزفه بشكل مريع هو ما يدور في الجبهة الشمالية حيث يرد حزب الله بشكل مستمر وعلى طول اكثر من 100 كيلومتر على الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الجنوب اللبناني بوتيرة متصاعدة شلت الحياة في المستوطنات في هذه الجبهة ودمرت مواقعه العسكرية والاستخباراتية.

ولاول مرة يعلن العدو الصهيوني خسائره بشكل رسمي حيث يعترف بحوالي خمسمائة قتيل  وما يقارب الخمسة آلاف جريح وهذه الارقام غير واقعية وهي اكثر من ذلك لان العدو اعتاد على عدم اعلان الارقام الحقيقية كما عهدناه في الحروب السابقة والتي تكشفت لاحقا بانها كانت اضعاف ما اعلنه خلال الحرب.

واليوم لم يبق ادنى شك لدى دول العالم وشعوبه خاصة في الغرب واميركا بان البيت الابيض هو المسؤول  الاول عن الجرائم الصهيونية واستمرار حرب الابادة الجماعية التي تخوضها ضد غزة والتي ذهب ضحيتها لحد الان اكثر من 18 الف شهيد واكثرهم من الاطفال والنساء، عبر دعمها المستمر بتزويد الكيان الصهيوني بمختلف انواع الاسلحة الفتاكة وكذلك استخدام حق الفيتو لاجهاض مشروع القرار الاخير لوقف اطلاق النار في غزة وهذا دليل على ان قرار وقف الحرب هو بيد اميركا وليس "اسرائيل" التي هي اليوم بمثابة الولاية الـ 53 لاميركا.