kayhan.ir

رمز الخبر: 180331
تأريخ النشر : 2023December09 - 20:40

السقوط الاخلاقي الفض لاميركا

 

تكشف بالامس القريب وللعالم اجمع خاصة المخدوعين فيها من بعض دول النظام العربي عندما كشرت عن انيابها من خلال استخدام "الفيتو" في مجلس الامن متحدية العالم باجمعه بعدم ايقاف حرب الابادة ضد غزة ، اذ ذكرت وسائل الاعلام ان 13 دولة من مجموع 15 دولة وافقت على مشروع القرار ولكن واشنطن وفي صلافتها المعهودة استخدمت حق النقض الفيتو بالاضافة الى  امتناع ذيلها بريطانيا من التصويت.

وقد اثار هذا الموقف الاميركي حالة من الغضب لجميع دول العالم والذي يمثل بحد ذاته سقوط اخلاقي فض ويعكس ان واشنطن وفي استراتيجتها بالتعامل مع الدول قائمة على خلق النزاعات والازمات ووصلت في بعض الاحيان الى اشعال الحروب وهذا ما شاهدته شعوب العالم على مدى عقدين من الزمان ونيف ناهيك عن سوابقها التاريخية السوداء.

وقد جاءت ردود الفعل على القرار الاميركي تحمل حالة الحنق على الادارة الاميركية خاصة وان ما يجري في غزة اليوم وكما اكدته كل المعطيات هو حرب ابادة جماعية للفلسطينيين من قبل الكيان الاسرائيلي المجرم ورغم كل النداءات والاجتماعات والتظاهرات وغيرها من النشاطات العالمية والاقليمية بالعمل على ايجاد سبيل تحفظ فيه قتل وازهاق الارواح البريئة من النساء والاطفال العزل الا ان واشنطن والكيان الغاصب قد صمتا اذنيهما واستمرا في عنجيتهما المعتادة.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة السوربون الدكتور برهان غليون: "إن وضع واشنطن فيتو ضد قرار يدعو لوقف النار في غزة بعد اكثر من شهرين من حرب لا يتردد الرأي العام العالمي عن وسمها بحرب الإبادة هو إدانة من قبل أكبر قوة عالمية بالموت على مئات آلاف من البشر، والتعبير عن روح الانتقام وإذلال شعب كامل والتنكيل به ودفع  حكومة الكيان إلى الاستمرار في نهج العنصرية والتشجيع على الكراهية". وقد أثبت الفيتو الأميركي أن الحرب هي بالأساس حرب الولايات المتحدة ضد الشعب الفلسطيني وما تبقى منه في الأراضي المحتلة، وأن "إسرائيل" ليست في النهاية سوى أداة تستخدمها واشنطن لتحقيق مصالحها الشرق أوسطية".

وواضح ان واشنطن توجه بهذا الفيتو طعنة قاتلة لمنظومة المجتمع الدولي وللقانون الإنساني وتضع السلام العالمي على كف عفريت وتقدم الدليل على انهيارها الأخلاقي وشرعية ادعائها باحتكار القرار الدولي والقيادة العالمية بذريعة الحفاظ على الأمن والسلام العالميين". وبنفس الوقت فانه جرس انذار لدول وشعوب المنطقة بان يفكروا مليا في التعامل مع واشنطن وتل ابيب تختلف عما كانت عليه قبل 7 اكتوبر وان توحد جهودها وطاقاتها بما يصب في الحفاظ على كياناتها لان اميركا وخلال هذا الموقف اثبت انه لا تلزمها المواثيق والمعاهدات الدولية بل الاهم لديها مصالحها في نهب ثروات ومقدرات هذه الشعوب ولذا لايمكن ان يؤمن جانبها او الثقة بها . وكذلك يفرض الموقف الاميركي اللااخلاقي واللاانساني على دول المنطقة ان تقف الى جانب الشعب الفلسطيني وان تقدم الدعم اللوجستي والمادي وكالة الامكانيات المتاحة للشعب والمقاومة الفلسطينية وبذل الجهود لافشال مشروعها في ابادة هذا الشعب وتهجيره من دياره عنوة . واي تاخير او تهاون في هذا المجال فانه سيتحملون الوزر الاكبر لما ستؤول اليه الاوضاع في فلسطين المحتلة، رغم ان وكما تشير الكثير من المعطيات ان المقاومة الفلسطينية الباسلة قد آلت على نفسها ان تستمر في مواجهة هذا الكيان المهزوز وانها استطاعت ان تخضع العدو في بعض المواقف لارادتها وتضعه في مواقف محرجة جدا بحيث وصلت قناعات القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية انه من الاستحالة الانتصار على المقاومة الباسلة وستبقى غزة قلعة الصمود للشعب الفلسطيني وان جميع المخططات الخبيثة ستسقط امام صمود وبسالة الشعب الغزاوي المقاوم .