لقرار 2216: تغاضٍ عن الجرائم السعودية ودعم للقاعدة وانصياع للرغبات الخليجية
علي إبراهيم مطر
يستمر العدوان السعودي على اليمن، وسط تواطؤ واضح من قبل المجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن قتل السعوديين لأطفال البلد السعيد.
مجازر عدة ترتكبها السعودية لم ينظر اليها مجلس الأمن الدولي الذي ذهب الى اتخاذ قرار تحت الفصل السابع، يمكن وصفه بالخطير كونه سيؤدي إلى تأزيم الأوضاع أكثر مما هي عليه.المجلس تغاضى بشكل مؤسف عن جرائم يند لها الجبين ترتكبها الة حرب ال سعود، وفيها من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني الشيء الكثير.
مجلس الأمن و شرعية للعدوان
من خلال قراءة في شكل القرار وأهدافه يمكن أن نقول أن مجلس الأمن لم ير ما تفعله السعودية، بل ذهب إلى مطالبة انصار الله بوقف القتال وفرض حظر تسلح على الشعب اليمني الذي لا حول له ولا قوة في مواجهة الات القتل اليومية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية.
حاول مقدمو القرار 2216 الذي تبناه المجلس تحت الفصل السابع بتأييد 14 من أعضاء المجلس وامتناع روسيا عن التصويت، الحصول على شرعية للحرب السعودية، لكنهم لم ينجحوا في اعطاء العدوان شرعية فقدها منذ بدايته ليقتل المدنيين و جلهم من الأطفال الابرياء. فالمجلس وإن وقف في قراره إلى جانب السعودية ضد الشعب اليمني إلا أنه لم يقل صراحة ولا بأي إشارة ان هناك شرعية في هذا العدوان بل دعا كافة الاطراف الى الحوار وعدم تقويض وحدة اليمن وسلامة اراضيه.
معايير مزدوجة في نص القرار
وفي قراءة المضمون يمكننا الإشارة إلى مطبات عديدة وخطيرة وقع فيها المجلس الأممي وأصحاب نظريات حقوق الإنسان.يؤكد مجلس الأمن على ضرورة استئناف عملية الانتقال السياسي في اليمن بمشاركة جميع الأطراف اليمنية وفقاً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، علماً أن هذه المبادرة انتهت ولم يلتزم بها اصلاً الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، كما أنه من المعيب الزام طرف محلي بالقوة المشاركة في حوار في دولة هي اصلاً تقتله وتدمره، وهنا نسأل لماذا لا يتم الزام المعارضة السورية بالحوار للوصول إلى حل سياسي للأزمة، اليس في ذلك معايير مزدوجة من قبل المجلس.
يؤكد المجلس من جديد التزامــه القــوي بوحدة اليمن وســيادته واســتقلاله وســلامته الإقليمية، و الوقوف إلى جانب الشعب اليمني. وهنا أيضاً يحق لنا أن نسأل كيف يكون هذا الحرص على استقلال اليمن في ظل التغاضي عن عدوان يدمر مؤسسات الدولة ومديرياتها وجيشها وعمرانها؟ وكيف يكون الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في ظل قتل المدنيين وإبادة الشعب اليمني
تهديد دول الجوار
المجلس يدعو كــل الأطــراف والــدول الأعضاء أن تمتنع عن اتخاذ أي إجــراءات من شأنها تقويض وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الاقليمية، دون أن أن يسمي هذه الدول صراحة، في حين نرى أن السعودية هي من يقوض سيادة اليمن واستقلاله دون أن يحاسبها.القرار يطالب انصار الله بعدم تهديد دول الجوار، علماً أن ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺃﻱ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻛﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺰﺍﻋﻢ تهديد الحرمين الشريفين ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ، ﻭﻣﺰﺍﻋﻢ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻ ﺗﻌﺪﻭ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺑﺎﻃﻠﺔ، لا بل أن المجلس ترك اصل الخطر المتمثل بالقاعدة وداعش وذهب نحو جلد شعب هو ضحية التكفيريين.
خطر القاعدة في اليمن
كذلك يدين المجلس في حيثيات القرار تزايد عدد ونطاق الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. كما يعرب عن القلق إزاء مقدرة تنظيم القاعدة على استغلال تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن اخذاً في الاعتبار ان اي من اعمال الارهاب هي اعمال اجرامية وغير مبررة بغض النظر عن الدوافع اليها، ووقت ارتكابها، مكان ارتكابها، وأيا كان مرتكبها، وهنا نشير إلى أن المجلس لم يوضح الدوافع لارتكاب الاعمال الارهابية؟ وإذا كان المجلس يتخوف من القاعدة واعمالها في اليمن فلماذا يغض الطرف عن السعودية التي ترمي الأسلحة والذخيرة للارهابيين لمقاتلة ابناء اليمن؟ في حين انه يدين سيطرة انصار الله التي تقاتل القاعدة لتحرير البلاد من الارهابيين الذين يدعمهم المجتمع الدولي عبر السعودية.
تدهور الحالة الإنسانية
يتحدث المجلس بشكل مؤسف عن تدهور الحالة الإنسانية في اليمن سواء في حيثيات القرار او في فقراته ومتنه، ويشير الى حرمان اليمنيين من وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع، وعدم احترام القانون الإنساني الدولي، لكن من الذي يقتل الأطفال والنساء؟ هل هي طائرات حركة انصار الله ؟!
من يرتكب المجازر التي لا تنقلها قنوات العدوان؟ ومن يمنع وصول المساعدات هل هي حركة انصار الله التي تمثل الشعب اليمني ام هي السعودية التي تقتل الشعب اليمني؟ ومن لا يحترم القانون الانساني الدولي ويشن حرباً من خارج الشرعية الدولية ودون احترام القانون الدولي؟
اتهام انصار الله بالتدخل في عمل السلطة
يتهم مجلس الأمن، انصار الله باتخاذ اجراءات تدخل في نطاق السلطة الحصرية للحكومة اليمنية الشرعية؟ فهل قرأ المجلس ما يجري في اليمن بشكل صحيح؟ هل اطلع على تفاصيل الأمور وتعقيداتها؟ أم أن قراره فقط اتى من أجل إرضاء دولة تعودت على السلطوية والدكتاتورية وقمع شعوبها؟
ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﺎً ﺑﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺴﺎﻧﺪﺍً ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴح.
كان من الواضح أن هادي هو الذي ﺘﻨﺼﻞ من ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ.
ويدعو المجلس في نص القرار الأطراف اليمنية وخاصة انصار الله الى تطبيق قراراته السابقة التي تنص على حل النزاع عن طريق الحوار، لكن هل هذا ممكن في ظل رمي السعودية للصواريخ التي تدمر احياء باكملها في اليمن؟
وقف استخدام العنف
لا يمكن أن يقوم أي طرف في أي بلد بعنف دون عنف مقابل، فالعنف يولد العنف، وقد ذهب المجلس نحو مطالبة انصار الله بالتوقف فوراً عن استخدام العنف، والانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها، لكن عن اي عنف يتحدث؟ هل العنف المتمثل في تقديم انصار الله الشهداء لحماية اليمن من تنظيم القاعدة؟ يبدو أن المجلس يريد من انصار الله ان تترك تنظيم القاعدة يسرح ويمرح في اليمن ويرتكب جرائمه بحق اليمنيين.
اما العقوبات الاقتصادية التي فرضها مجلس الأمن فهي عقوبات جائرة بحق الشعب اليمني، وهذا المجلس إنما يريد عبر القرار الخليجي الذي يمنع توريد السلاح إلى اليمن وتوقيف ارصدة مالية غير موجودة اصلاً جعل اليمن ساحة سهلة لإحتلالها من إرهابيي القاعدة وداعش.ويبقى الأخطر في هذا القرار الجائر، إمكانية تحويل العقوبات من اقتصادية إلى زجرية عسكرية هدفها اخضاع الشعب اليمني.
من الواضح أن مجلس الأمن الدولي انساق بشكل مؤسف وراء اهواء خليجية سعودية لفرض السيطرة على بلد عربي وقتل شعبه دون أن يهتم بالقانون الدولي، وقد عودنا هذا المجلس بشكل مستمر على استخدامه المعايير المزدوجة والانسياق لرغبات الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.