مصر في اليمن ، السيسى يشوه الثورة المصرية .
أحمد الحباسى
فشلت الثورة المصرية في أهم أهدافها ، استرجاع قرار مصر السيادي ، مصر اليوم تحولت إلى مزرعة سعودية وجمهورية موز ، رئيس مسافة السكة لم يكتف بالخضوع للضغوط الصهيونية الأمريكية بعد أن فشل في انتزاع الاعتراف به عالميا بل اجبر الشعب المصري على تجرع كأس المذلة والإذلال السعودي ، وخسر بذلك أحد أهم معاركه في مواجهة هذا الشعب وفي مواجهة الوجدان العربي الذي تقبل الثورة المصرية بكثير من علامات الارتياح والمساندة ، الحاجة الاقتصادية في مطلق الأحوال لا تبرر السقوط والتخلي عن شهامة ونبل الشعب المصري ، الحاجة للعمالة المصرية في السعودية لا تعطى صكا على بياض لهذه الانحناءة المذلة لهذا الكيان الذي بات أكثر صهيونية من العدو الصهيوني ، ورئيس الصدفة المصري قد تجاوز هذه المرة كل الخطوط الحمر وفاق في انحيازه لإسرائيل وسعودية إسرائيل الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك وعزيز شمعون بيريز محمد مرسى.
في كل جيوش العالم هناك شرفاء ، لكن الجيش المصري بتنفيذه القبيح والمذل لعدوانه الوحشي على شعب اليمن قد فقد كل شرفه العسكري ، فهناك عبر التاريخ لحظات يجب أن يقف الطيار والعسكري على وجه العموم أمام مرآة الضمير حتى لا تجره قيادته الدموية المتآمرة العميلة إلى انتهاك أهم المقدسات وهي الاعتداء الهمجي على شعب شقيق تحت أية ذريعة ، لكن الطيارين المصريين لم يلتفتوا هذه المرة إلى مرآة الضمير فتلطخت أعراضهم بدماء الشهداء الأبرياء من الأطفال والنساء من شعب اليمن المظلوم ، ولعل إشارات النصر التي يرفعها هؤلاء الطيارون المجرمون هي علامة سقوط أخلاقي وضمور في المشاعر نحو العروبة والقومية العربية وليست علامات نصر على الأعداء بقدر ما هي علامات مستفزة للضمير الإنساني .
هناك محطات تاريخية مهمة تتعلق بالشرف والضمير العسكري المفقود في هذه المجزرة الدموية التي ينفذها نظام الملل والعمالة الصهيوني السعودي ، هناك محطات رفضت فيها قيادات عسكرية تنفيذ أوامر عسكرية تمس بالضمير وبالمبادئ الإنسانية ، وحين نعلم ، رغم كراهيتنا لإسرائيل ، أن هناك من الجنود والطيارين الصهاينة من رفض تنفيذ بعض الأوامر لدواع تهم عدم اقتناعه بصحتها فمن العار اليوم أن يفاخر الطيارون المصريون بهذه المجزرة المرتكبة في حق شعب شقيق لم يعتد على مصر وكان أول المساندين لثورتها التاريخية ، والوجدان العربي الذي يتساءل يوميا عن سر هذا الذل الرسمي المصري الذي يتحمل الشعب المصري تبعاته القاسية أمام بقية الشعوب قد بدأ يتساءل بشيء من الاحتقان عن سر هذا الذل العسكري الذي دفع القوات المصرية لتنفيذ عدوانها الصهيوني على الشعب اليمني في حين أن إسرائيل تعربد على بعد أمتار من الحدود ، فعن أي ثورة نتحدث .
الأزهر الشريف صامت على العدوان الصهيوني المصري على اليمن ، صمت مهين تعودت عليه الشعوب العربية في محطات تاريخية ومهمة كثيرة ، الأزهر الشريف متعود على سيلان الدماء البريئة العربية دون أن تحركه مشاعر العروبة ، الطائرات المصرية تقصف وتميت الأبرياء بدون ذنب ، مع ذلك يصمت الأزهر المتعود على الصمت المثير للاشمئزاز ، فإذا لم تتحرك مشاعر الأزهر أمام هذه الأشلاء والدماء في اليمن ، سوريا ، العراق ، تونس وليبيا فأي مصيبة أو كارثة ستحرك مشاعر الأزهر الصامت الأخرس ؟ فعلماء الأزهر باتوا محل شبهة ، وتاريخ الأزهر بات محل شبهة ،فالأزهر ليس مقدسا بالشكل الذي يمنع عن الوجدان العربي أن يصفه بكونه صامت على جريمة دموية بحق شعب أعزل دون مبرر ، فما الذي يمنع الأزهر عن رفع الصوت أم أن الضغوط السعودية الصهيونية قد تنفذت في جسم الأزهر ، أم أن هذا الصمت هو صمت القابلين بالصمت مقابل المعونات النفطية السعودية المذلة للشعب المصري ، وهل أن دماء الشعب اليمنى قد هانت حتى سامتها الأموال السعودية المسمومة .
رغم مال النفط هناك عقول إعلامية شريفة بقيت متمسكة بمهنية القلم والرأي ، هناك أصوات شريفة رفضت وترفض وتوصف هذا العدوان الصهيوني المصري بكونه عدوانا همجيا لا مبرر له سوى استقطاب بعض المعونات المذلة التي تقدمها مملكة الشياطين بعد كثير من التصريحات المذلة ، هناك آراء تجمع على أن رئيس الهوان المصري قد فقد كل خيوط تواصله مع الوجدان والقضايا العربية ، هناك إجماع على فشل هذا الرجل داخليا وخارجيا ، هناك توافق شعبي عربي على أن رصيد الثورة المصرية قد تم تبديده دون مقابل ، وهناك إجماع وجداني عربي أن قصف اليمن سيمثل وصمة عار في جبين مصر خاصة بعد أن رفضت كثير من البلدان العربية الأقل وزنا الانخراط في هذه الفضيحة ، وهناك شعار واحد يرفع اليوم ، مصر كفى .