kayhan.ir

رمز الخبر: 179949
تأريخ النشر : 2023December02 - 20:32

سدّدوا فتسديدكم بارع !

حسين شريعتمداري

1 ـ بعد الاعلان عن الهدنة لاربعة ايام قال "غيورا آيلند" الرئيس السابق لمجلس  الامن القومي للكيان الصهيوني والقلق ينتابه من استمرار الحرب على غزة:

"ان اليمن تشكل تهديداً ستراتيجياً  بالنسبة لاسرائيل ... اذ ان مشكلتنا مع اليمنيين تكمن في موقعهم المطل على فوهة البحر الاحمر الجنوبية، وهذا بحد ذاته الخطر الاكبر والمشكلة الاهم من صواريخهم... فالمشكلة الاكبر حين يقرر اليمنيون ايقاف كل سفينة اسرائيلية تمر من باب المندب او البحر الاحمر".

2 ـ ان حركة انصار الله اليمنية قد شددت الخميس الماضي، وفيما كانت الهدنة او اسئتناف  القتال في حالة ضبابية، شددت على استعدادها لتجديد الهجمات على الاراضي الفلسطينية المحتلة،  وبالامس وبعد تجدد الحرب مرة اخرى، وفي معرض التاكيد على "سنستأنف هجماتنا على الصهاينة". اعلنت حركة انصار الله "ان عملياتنا على اليابسة وفي البحر ستشمل اهدافاً لا تخطر في بال  الكيان الصهيوني". فلطالما كان امن باب المندب  والبحر الاحمر واحدة من اساسيات قلق الكيان الصهيوني ومازالت.

3 ـ ان ثوار اليمن لهم السيطرة الكاملة على بحر عمان، وباب المندب، والبحر الاحمر والتي تمر منها السفن التجارية وناقلات النفط من غرب آسيا الى البحر الابيض المتوسط  ومن هناك الى القارة الاوروبية واميركا. وخلال حرب غزة اضافة على اطلاق عشرات الصواريخ الباليستية باتجاه ميناء "إيلات" جنوبي فلسطين المحتلة، كما وتم حجز  سفينتين تجاريتين تابعتين للكيان الصهيوني ومصادرة محتوياتها، اضافة الى اصابة سفينة اسرائيلية اخرى وتحميلها اضراراً  جسيمة.

4 ـ ان اميركا واسرائيل لا تملكان اي قوة رادعة لمواجهة ثوار اليمن. فقد كانت اميركا وحلفاؤها الغربيون والاقليميون اي السعودية والامارات وبالتنسيق المعلن مع الكيان الصهيوني، في صراع لما يقرب من ثماني سنوات ضد الثوار اليمنيين، ولم يرعووا عن ارتكاب اي جريمة ضدهم، الا انه على العكس من ما كان متوقعاً، ليس لم يصلوا الى هدفهم الاساس  بشطب  الثوار اليمنيين وحسب بل تحولت الحكومة الثورية اليمنية اليوم الى واحدة من القوى المحورية  المطروحة في المنطقة. وينبغي ان لا ننسى انه في اليوم الاول لشروع الحرب من قبل تحالف السعودية والامارات بدعم من اميركا واوروبا واسرائيل ضد اليمن، اعلن المتحدث باسم الجيش  السعودي بكل عنجهية وغرور انه خلال ثلاثة ايام واقصى شيء  خلال اسبوع سننهي امر اليمن!

5 ـ ولا ينحصر هلع الصهاينة من السيطرة المقتدرة لثوار اليمن على باب المندب والبحر الاحمر، على المعنيين في حكومة  الكيان الصهيوني الحالية. هذا القلق شكل كابوساً ملازماً للبلطجية  الحاكمة على فلسطين المحتلة، حتى ان "ديفيد بن غوريون"  مؤسس الكيان الاسرائيلي اللقيط لطالما اعرب عن قلقه من سيطرة الدول الاسلامية على باب المندب والبحر الاحمر ومضيق هرمز، وان حياة النظام يعتمد على ذلك.

6 ـ إن السيولة التجارية السنوية جراء مرور السفن من باب المندب ـ الدخول الى البحر  الاحمر والعبور من قناة السويس ـ يصل الى 750 مليار دولار. فكل يوم يمر من هذا المضيق  ما قرب من 4 مليون برميل نفط. وان عدد السفن التي تعبر من باب المندب  سنويا يتجاوز  25 الف ناقلة. وان ما يجني  الكيان الصهيوني سنويا من الربح التجاري عن طريق باب المندب والبحر الاحمر  ما يقرب 18 مليار دولار و...

فبجرة قلم لحساب الارباح التي يجنيها الكيان الصهيوني يمكن ان نعرف كم هو كارثي  الهجوم على السفن التجارية للكيان الصهيوني النظام قاتل الاطفال والمجرم بالفطرة وداعميها الاميركان والاوروبيين.

7 ـ ان اميركا وحلفاءها الاوروبيين والصهاينة والعرب ، وكما لم يغمض لها جفن  خلال ثماني سنوات في مقاتلة الثوار اليمنيين، هي كذلك عاجزة عن مواجهة الحكومة الثورية اليمنية بل ان خاصرتها الاضعف  اليوم.

فكما لم تتمكن (اميركا) حيال ايقاف ومصادرة سفينتين اسرائيليتين  ان تفعل شيئا، لا سيما وان للثوار اليمنيين معنويات ثورية وشجاعة يضرب بها المثل، وبما تملك من اسلحة متطورة، لا تخطر ببال الخصوم ـ حسب "يحيى سريع" المتحدث باسم الجيش اليمني.

وهنا لابد من القول، ان البنتاغون قد اعلن قبل اسبوعين، ان انصار الله عزم في خليج عدن على  ايقاف سفينة "سنتراك بارك"، فمنعتهم مدمرة اميركية! الا ان انصار الله كذبوا الخبر مما اضطر  البنتاغون ليخطئ الخبر السابق الذي  اعلنه، بعد 24 ساعة.

من المؤكد ان غرض  البنتاغون من وضع هذا الخبر هو اظهار ان القوة البحرية الاميركية قادرة على مواجهة الثوريين اليمنيين! وهذا الخبر المجعول دليل آخر على عجز الخصم.

والجدير ذكره ان المسافة بين اليمن والمدينة الساحلية  "ايلات" جنوبي فلسطين المحتلة والتي لطالما استُهدفت بالصواريخ الباليستية لثوار اليمن، تصل الى 1800 كيلومتر، فيما المسافة الى سواحل البحرين وفيها يستقر الاسطول الخامس الاميركي اقل من 1400 كيلومتر!...

وهنا نغتنم الفرصة لنخاطب الثوريين في اليمن:

سدّدوا فتسديدكم بارع!

8 ـ ومن غير الانصاف اذا لم نعتبر حضور السيد امير عبداللهيان، وزير خارجيتنا المحترم لدى السفارة اليمنية لتمجيد الاجراءات الثورية للحكومة اليمنية بدعمها لشعب غزة المظلوم، بانها خطوة ذكية واجراء ثوري ينبع عن شعو ر مرهف بالمسؤولية.