لعبة الفرار بين الكونغرس واوباما
لم تقع الادارة الاميركية في مأزق كالذي اوقعته فيها ايران الاسلام اليوم، اذ تمكنت وبفعل سياستها الحكيمة وادارتها القديرة ان توصل ليس فقط واشنطن بل كل دول العالم الى قناعة طالما كانوا يخادعون فيها انفسهم للوصول اليها الا وهي انتزاع الاعتراف لايران باستمرار التخصيب وان نشاطاتها النووية لم ترق الى التسليح، وبذلك استطاعت طهران ان تحقق انتصارا معنويا كبيرا طالما كافحت من اجله طوال فترة المفاوضات وبالعكس من ذلك وبالطرف المقابل يعني انكسار لارادة الغطرسة والهيمنة.
واليوم والذي تتسارع فيه الايام من اجل الوصول الى التأريخ المحدد الذي ينبغي على واشنطن ودول مجموعة (5 + 1 ) ان يوقعوا الاتفاق مع طهران ليأخذ طريقه للتنفيذ والوفاء بالتعهدات التي قطعوها، نجد انه بدأت في الافق لعبة جديدة يراد منها التخلص او الفرار من الوصول الى هذا الهدف، وذلك للتناقض في التصريحات التي تصدر من اوباما احيانا ومن الكونغرس احيانا اخرى، ووضع بعض الشروط التي لم تطرح في أي من المناقشات والمباحثات وعلى مدى اكثر من عقد من الزمان، ومن الملاحظ ان اوباما الذي يعلن بين الفينة والاخرى من انه ملتزم بتوقيع الاتفاق الا انه وعندما يمارس الكونغرس الضغوط عليه نجده يتراجع او يحاول قدر الامكان ان يكسب رضاه من خلال اطلاق تصريحات تنسجم او تتفق مع التوجهات المطروحة.
الا ان طهران قد اعلنتها وبوضوح وعلى لسان رئيس الجمهورية الاسلامية الشيخ روحاني عندما قال ان "طرف المفاوضات معنا هي مجموعة دول (5+1 ) وان التوقيع سيتم معها وضمن ماتم الاتفاق عليه ولا يعنينا ما تجري من مناورات كاذبة تدور بين اوباما والكونغرس" ، مما يعني ان طهران لديها اتفاق مع مجموعة دول (5+1 ) ويجب على هذه الدول ان تفي بتعهداتها، وان تقف عند التزاماتها، وان لعبة شد الحبل بين اوباما والكونغرس ما هي الا محاولة منها للضغط على ايران الاسلامية من اجل انتزاع نصر كاذب يخرجهم من الازمة الخانقة التي اوقعتهم فيه.
لذلك فعلى اوباما والكونغرس معا ان يدركا جيدا ان طهران ولحد هذه اللحظة ثابتة على موقفها ولايمكن ان تتزعزع عنه او يناله التغيير مهما كانت المحاولات والضغوط، ولذلك فعليهما ان يثبتا للعام مصداقيتهما من خلال الوفاء بوعودهما التي قطعوها على ا نفسهما. وان يستمرا الى نهايته المطاف.
والا فان طهران وكما اعلن وزير الخارجية بالامس القريب محذرا واشنطن ومجموعة دول (5+1 ) من انه وفي حالة التملص او الفرار عن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، فان طهران ستكون في حل مما اتفقت عليه وستستمر في عملية التخصيب وحسب المنوال المتبع، ولايمكن ان تصغى بعد ا ليوم لأي صوت يتعارض او يقف بالضد من هذا الامر، وبذلك فانه قد رمى الكرة في ملعبهم، لان طهران وفي كل الحالات هي المنتصرة في الميدان.