الداعية الباكستاني مرتضى بويا: 95% من الشعب الباكستاني يضمر الكراهية لآل سعود
حول مستجدات الاوضاع في اليمن وما سيطرأ من تغيير في المنطقة، تحدثت الداعية الباكستاني والمحلل السياسي الاستاذ "مرتضى بويا"، مساعد المركز الثقافي الديني، والرئيس السابق للمركز الستراتيجي الباكستاني، ومدير مؤسسة"بيت ابراهيم" التي تعنى بتقريب وجهات النظر حول الاديان التوحيدية. نقتطف جوانب لهذا الحوار:
الاستاذ "بويا"، وكما تعلمون انه بعد الاعتداء العسكري السعودي على اليمن طالبت السعودية من الحكومة الباكستانية ان تشارك في هذه العمليات، وفي بداية الامر وافقت الحكومة الباكستانية على الطلب، ولكن يبدو انها تراجعت عن رأيها الاول، ما هو رأيك؟
كان واضحا منذ البدء، ان تضطر الحكومة الباكستانية للتراجع، اذ ان رأي الشعب الباكستاني في تضاد مع هكذا قرار، فالغالبية العظمى من الشعب يعارض الاشتراك في حرب اليمن دعما للسعودية، وان 95٪ من الشعب الباكستاني يمتعض من آل سعود.
وكان الشعب يطالب منذ البداية بالحكومة الاسلامية، وحين حصلت الحكومة الاسلامية تزامنت بتدخل آل سعود، من هنا فان غالبية الشعب الباكستاني منزجر من آل سعود.
وخلال الحرب الايرانية العراقية كان للسعودية دور في دعم العراق، وقتلوا الحجاج الايرانيين في مكة.
كما وعمدت السعودية لقتل اكثر من 600 الف مواطن كانوا يريدون الاسلام الحقيقي. واساسا في كل منطقة يحالف المسلمون التوفيق ولو 1٪ تدخلت السعودية وواجهتهم. ان الشعب الباكستاني هذه الحقيقة. وحتى مسلمي الهند الذين يتجاوز عددهم المائتي مليون نسمة هكذا يرون، وهم منزجرون من آل سعود ويريدون التخلص من شرورهم.
ان رئيس الوزراء نواز شريف كان قد قال "نحن ندعم هجوم السعودية على اليمن بكافة الوسائل" الا ان الشعب الباكستان لم يسمح له، وتراجعت الحكومة امام غضب وضغط الشعب. كما واتخذ البرلمان هذا القرار نزولا عند ارادة الرأي العام، فاعلن معارضته ارسال قوات برية الى اليمن. وكذلك كان رأي الجيش الباكستاني ، فهو سبق وعبر عن عدم تأييده لآل سعود. فقبل ستة اشهر زار قائد الجيش الباكستاني الرياض، وقال للمسؤولين السعوديين ان اوقفوا لعبة الارهاب في باكستان، ودعم الارهابيين. وبعد ذلك شاهدنا هبوطا في معدل الجرائم الارهابية في باكستان.
نحمد الله على عدم مجاراة الشعب الباكستاني لآل سعود، وان الكثير في باكستان يقولون انه مادام آل سعود يحكمون في السعودية فلا نؤدي فريضة الحج. وبالتزامن مع عزم آل سعود تخريب مقبرة البقيع وحسب ما يقولون كسر "الصنم الاكبر"! تظاهر مسلمو الهند وخرجوا الى الشوارع منددين بما قصده آل سعود.
ان السعودية قد هددت بشكل مباشر وغير مباشر بان باكستان ستدفع ثمن عدم مماهاتها للرياض في اليمن، ما رأيكم بهذا الامر؟
ان الشعب الباكستاني ليس فقط لا يخضع لاملاءات آل سعود وحسب وانما ازداد امتعاضا من السعودية. وسمعنا ان الرياض قد منعت من هبوط طائرة باكستانية على الاراضي السعودية، وكذلك هددت الحكومة الاماراتية باكستان يوم السبت الماضي، الا ان هذه الاجراءات لا تفت بعضد الشعب الباكستاني.
سيادة الاستاذ بويا، الى اي حد يمكن للسعودة ان تضغط على باكستان لتستجيب لاملاءاتها؟
لا تستطيع الرياض اخضاع الشعب الباكستاني وجره لمشاريعها. وان كل ما يفعلونه سيزيد من كراهية الشعب الباكستاني لآل سعود وستفشل مخططاتهم.
*كيف تنظرون الى ما ستؤول اليه اعتداءات السعودية على اليمن؟
ــ ليست المرة الاولى التي يتعرض لها الشعب اليمني لاعتداء خارجي. فقد حاول المصريون سابقا ان يسيطروا على اليمن الا انهم فشلوا. وقد برهن هذا الشعب عدم استسلامه امام اي اعتداء. والان كذلك نشهد تكرار نفس الظروف، ولا تملك السعودية اية فرصة للنجاح في اليمن، وان النصر حليف الشعب اليمني.
ان السعودية تطلب الان من باكستان الاسلحة، والحكومة الباكستانية قد اوعدتهم بالمساعدة. انه لامر مضحك اذ ان السعودية قد ابتاعت من اميركا اسلحة بمليارات الدولارات، والان يطلبون من باكستان ارسال الاسلحة والجنود.
كما تعلم ان تركيا كذلك قد تراجعت وغيرت من مواقفها. ويبدو ان مصر بسكوتها تريد ان تفحم السعودية عدم مشاركتها حرب اليمن، فهل ترى ان السعودية قد بقيت لوحدها في اليمن؟
نعم هي بقيت وحيدة. ان آل سعود كانوا يعولون على مصر، غافلين عن ان الشعب المصري يضمر لهم الكراهية. فهم لم ينسوا ان حكومة "محمد مرسي" المنتخبة من قبل الشعب المصري، قد اسقطت بتدخل من آل سعود. وان كنا ننتقد عمل حكومة مرسي ولكنها كانت منتخبة من قبل الشعب، وان اول دولة ايدت الانقلاب على محمد مرسي هي السعودية. ولذا فان اكثرية الشعب المصري منزجر من الحكومة السعودية، ولا يقدمون اي دعم لهم في اليمن.
ان آل سعود قد اوجدوا الارهاب في باكستان، وحتى في فترة الغزو الروسي سابقا لافغانستان، سعت حكومة ضياء الحق لحل مشاكل افغانستان وتوصل الى نتائج جيدة، الا ان السعوديين بتدخلهم في افغانستان قلبوا الامور واوجدوا الارهاب هناك، الا انهم قد ووجهوا بعزلة في احداث اليمن، وليس في اليمن وحسب وانما في كل العالم الاسلامي، وسيأتي اليوم الذي تتحرر مكة والمدينة من قبضتهم ان شاء الله.