kayhan.ir

رمز الخبر: 17935
تأريخ النشر : 2015April19 - 21:54

اين دور مصر في توحيد الامة

هاني قاسم

فاجا العدوان السعودي الامريكي على اليمن الدول العربية الحليفة للسعودية، لانها لم تستشر احداً منهم, وهي بذلك تكون قد تجاوزت تحفظات البعض على هذا العدوان، لانه قد يحرجها بسبب ظروفه الخاصة، ومنها مصر التي كانت ترغب في ان يتم التشاور معها.

دخلت مصر في عاصفة الحزم، وطلب السيسي اثناء اجتماع القمة للقادة العرب في شرم الشيخ بانشاء قوة عسكرية مشتركة للتصدي للاخطار الامنية التي تواجههم، وقد وافقت السعودية من حيث المبدأ، ووافق الآخرون، فتكون مصر قد استفادت من مشاركتها في مواجهة اليمن ، للحصول على مشروعها في القوة العربية المشتركة.

هل اصبح الشعب اليمني يشكل خطرا على هؤلاء القادة ؟ وهل اصبح طلبه للاصلاح ومحاربته للفساد جريمة ضد الانسانية، تتطلب سفك دماء اليمنيين وتهجيرهم وتدمير بيوتهم؟ الا يستحي هؤلاء القادة من جريمتهم النكراء في اليمن؟ اين حزمهم في قتال اسرائيل التي اذلتهم بسبب خنوعهم وجبنهم، بل وتآمرهم على القضية الفلسطينية؟

اين هو دور مصر العروبة التي استفاقت من سباتها بعد ثورة يناير 2011 ضد نظام مبارك؟ أين هي العروبة التي تجمع ولا تفرق؟ اين هي اولويات السيسي تجاه القضية الفلسطينية, ومشاكله الاقتصادية، ومحاربته للارهاب؟

نقدر موقف السيسي من الازمة السورية، لانه رفض التدخل العسكري فيها وايد الحل السياسي، وكنا نتوقع ان يتخذ الموقف نفسه في اليمن.

ولكن ما الذي دفع بالسيسي الى المشاركة في هذا العدوان ؟ وهل صحيح، بان الامن القومي في خطر لان باب المندب اصبح تحت سلطة الحوثيين؟ الايعلم بان الدول صاحبة النفوذ في هذه المنطقة الاقتصادية ومنها ايران، قد ابقت باب المندب بعيدا عن اية تجاذبات؟ الم يطمئن الحوثييون السيسي بانهم لن يعطلوا الملاحة البحرية فيه؟

ماذا عن الموقف الرسمي الباكستاني الذي رفض المشاركة في هذه الحرب ؟ وماذا عن الموقف التركي الذي ربط اعادة العلاقة مع مصر باطلاق سراح مرسي من السجن وكذلك الاخوان المسلمين؟ اليس الاعتماد الاساس للسعودية في هذه الحرب على باكستان وتركيا ومصر؟ اليست دول الخليج الفارسي عاجزة عن الاستمرار في هذا العدوان من دون هذه الدول الثلاث، وان الدعم الغربي له هو لوجستي فقط؟

لا نعرف متى ستتوقف هذه الحرب ، لأن الشروط السعودية لوقفها تعجيزية، ولن يقبل بها انصار الله وغالبية الشعب اليمني.

ما الذي ستفعله مصر إذا ما اتسعت دائرة الحرب لتشمل الدخول البري الى اليمن ؟ هل ستشارك فيها، فتقع في الخطأ الذي وقع فيه عبد الناصر، في حربه على اليمن من العام 1962 الى العام 1967، وكان احد اسباب هزيمته ضد اسرائيل في العام 1967 ؟ وهل يقبل الشعب المصري بان يقاتل جيشه الشعب اليمني، ليكون امام فيتنام مصرية جديدة؟ الا تكفي مصر المشاكل الامنية ضد الاخوان المسلمين، وضد التكفيريين في الداخل وعلى الحدود مع ليبيا؟ الايعلم السيسي بان الطائرات الامريكية ترسل السلاح من الجو الى المجموعات التكفيرية على الحدود المصرية الليبية؟

اين هو الدور المصري في توحيد العرب والمسلمين لمواجهة العدو الصهيوني، واين هو دوره في التخفيف من الاحتقان المذهبي بين السنة والشيعة الذي اسست له السعودية من خلال مناهجها التكفيرية ورعايتها الكاملة للمجموعات التكفيرية، ومساهمة امريكا الكبيرة فيها.

لم تفت الفرصة بعد، فبامكان السيسي ان يعيد النظر في مشاركته بهذه الحرب ، وان يلعب دوراً مهماً في ابعاد شبح الحروب والفتن عن المنطقة, فيكون في ذلك صادقاً مع نفسه وشعبه ومع الامة العربية والاسلامية التي تاملت به خيراً.