كنعاني: عرقلة واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة تؤدي إلى ردود الافعال
*إيران تجري مشاورات مستمرة مع مختلف الدول لايقاف جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني
*بامكان الدول الإسلامية اتخاذ العديد من الإجراءات من أجل غزة، لكن للأسف لم تتمكن من اتخاذ إجراءات عملية
* اتهامات الکیان الصهيوني ضد ايران باطلة وهو لا يقبل فشله الاستراتيجي على يد مجموعات المقاومة
*الطريق الوحيد للخلاص من الحرب الدائرة هو الوقف الفوري للعدوان على الشعب الفلسطيني
طهران-إرنا:- قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر کنعاني، إن قوى المقاومة في المنطقة مستقلة وتتحرك لمصالح بلادها وشعوبها وأضاف: عرقلة واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة تؤدي إلى ردود فعل من قوات المقاومة في المنطقة.
وقال ناصر کنعاني في مؤتمره الصحفي امس الإثنین ردا على سؤال مراسل وكالة إرنا بخصوص اتهامات الکیان الصهيوني فيما يتعلق بتورط إيران في احتجاز سفينة الکیان في اليمن، قال: إن اتهامات الکیان الصهيوني باطلة وسببها الظروف الأليمة التي يمر بها الکیان الصهيوني.ولقد قلنا مرارا أن قوى المقاومة في المنطقة مستقلة وليست وكيلة عن إيران وتتحرك لمصالح بلادها وشعوبها.
وأکد المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن هذه التصريحات تأتي في إطار الإسقاط والهروب من الأوضاع السيئة التي يعيشها الکیان الصهيوني. و الكيان الصهيوني لا يمكنه قبول فشله الاستراتيجي على يد مجموعات المقاومة في المنطقة.
وصرح أن استمرار الصراعات في المنطقة هو نتيجة الدعم الشامل الذي تقدمه السلطات الأمريكية للأعمال الإجرامية للکیان الصهيوني. وتابع: إننا نشهد الاعتداءات البرية والبحرية والجوية المستمرة لهذا الکیان ضد شعب غزة الأعزل في ظل دعم الغرب وخاصة أمريكا.
وأضاف: لقد واجه الدعم الأميركي اللامحدود لجرائم الكيان الصهيوني ردود فعل جادة من دول المنطقة وشهدنا إصدار قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري ونهائي لإطلاق النار ردا علی الوضع الإنساني المتردي في غزة . ومن هذا المنطلق فإن تصرفات الكيان الصهيوني تدفع فصائل المقاومة في المنطقة إلى الرد وكانوا قد حذروا أمريكا والكيان الصهيوني مرات عديدة من أنه إذا استمرت هذه الهجمات فإن فصائل المقاومة لن تلتزم تصمت حيالها.
وتابع: إن المظاهرات الواسعة في مختلف دول العالم احتجاجا علی جرائم الکیان الصهيوني واستمرار دعم الولايات المتحدة لهذه الجرائم، تدل على أن شعوب العالم غير راضية عما يحدث في غزة وترید أن تتوقف الحرب.
وقال كنعاني: لتعلم أمريكا والكيان الصهيوني أنه لا يمكنهما التخلص من هذا الوضع إلا من خلال الوقف الفوري للحرب والسماح بإرسال المساعدات الإنسانية وإنهاء التهجير القسري لشعب غزة. وإن شعوب المنطقة لن تبقى صامتة في حال استمرار الجرائم و إن لم يتوقف العدوان فلن تبقى قوى المقاومة وشعوب المنطقة مكتوفة الأيدي وتم تحذير الكيان الصهيوني وأميركا في هذا الشأن مراراً.
وفيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة لبعض نواب الكونغرس الأمريكي بشأن التطورات في غزة وقال: لقد أثبت نواب الكونغرس الأمريكي على مر السنين أنهم المدافعون عن الکیان الصهيوني أكثر من كونهم مدافعين عن حقوق ومصالح الشعب الأمريكي. وهم يضحون بمصالح الشعب الأمريكي من أجل مصالح الکیان الصهيوني.
وتابع: من الأفضل للادارة الأمريكية أن تهتم بالأمن والسلام العالمي وتتوقف عن دعم جرائم الکیان الصهيوني بدلاً من مطالبة الآخرين بفعل شيء ما أو عدم القيام به.
وحول التحركات الدبلوماسية الإيرانية من أجل اتخاذ إجراءات عملية لوقف الحرب في غزة، قال: إن إيران أجرت مشاورات مستمرة على مختلف المستويات مع مختلف الدول، وخاصة الدول الإسلامية في إطار نهجها المبدئي والداعم للشعب الفلسطيني وفي إطار نشاطها الدبلوماسي من أجل وقف جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف كنعاني: "إن قطع العلاقات السياسية والاقتصادية للدول الإسلامية مع الكيان الصهيوني هي إحدى القضايا المهمة التي طرحناها دائمًا، وهذا من حق الشعب الفلسطيني أن يتوقع من الدول الإسلامية استخدام كافة إمكانيات وقدراتها وعقدت اجتماعات في هذا الشأن، وهو أمر ضروري ولكنه غير كاف.
وصرح أنه مع الأسف لم تتمكن المنظمات الدولية، بما فيها مجلس الأمن، من القيام بواجباتها كما ينبغي وقال: يمكن للدول الإسلامية أن تتخذ العديد من الإجراءات من أجل دعم شعب غزة، لكن للأسف حتى الآن لم تتمكن من اتخاذ إجراءات عملية كما يتوقع الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اتخذتها إيران لتقدیم شكاوى ضد الکیان الصهيوني إلی المحاكم الدولية، أوضح: لقد ارتكب الکیان الصهيوني العديد من جرائم الحرب في الأربعين يومًا الماضية. وإن جرائم الإبادة الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان والتهجير القسري لجزء من الشعب الفلسطيني وارتكاب جرائم جماعية ضد الأهالي والمواطنين دون أي تمييز بين جندي ومدني، وتجاهل التناسب في مبدأ الرد، كلها تشير إلى ارتكاب جرائم حرب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال كنعاني: هناك قضايا مفتوحة في المحاکم ضد هذا الکیان منذ عدة سنوات. ولحسن الحظ، تقدم عدد من الحكومات في الأيام الأخيرة بشكاوى ضد السلطات الصهيونية في المحكمة.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن إيران تؤيد فكرة تقديم الشكاوى من قبل الدول إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف: لقد طرحنا هذا الطلب مرات عديدة وننتظر من المحكمة أن تقوم بواجبها. ويعتقد جميع خبراء القانون الدولي والحكومات أن الکیان الصهيوني ارتكب جرائم حرب .
وقال: نأمل أن تثبت هذه المحكمة عمليا أنها تتصرف بحیادیة، وقد أشار وزير الخارجية الإيراني إلی هذا الأمر لمسؤولي الأمم المتحدة خلال زيارته إلى جنيف.
وفيما يتعلق بالتقرير المزعوم للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن كمية احتياطيات اليورانيوم المخصب في إيران والتهديد النووي من قبل الکیان الصهيوني، قال: إن أنشطة إيران السلمية تعتمد على التعاون مع الوكالة وتأتي في إطار الضمانات ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.ويستمر هذا التعاون. إن طرح مثل هذه الإدعاءات يتم بدوافع أخرى، ولا نعتبرها مواقف بناءة.
و شدد أن إيران ملتزمة باستمرار التعاون مع الوكالة، وإيران لم تتقاعس يوما عن القيام بمسؤولياتها، والوكالة أيضا عليها مسؤوليات وعليها القيام بواجباتها، فالعلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمرة.
وأوضح أن المنظمات الدولية مسؤولة عن الأنشطة النووية غير القانونية التي يقوم بها الکیان الصهيوني، وقد أثبت هذا الکیان أنه يتجاوز الخط الأحمر في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وتابع: إن تهديد وزير حكومة هذا الكيان ضد شعب غزة لم يترك مجالا للشك في أن الكيان يمتلك أسلحة نووية ولا يضع لنفسه أي حدود، ويجب أن نشير إلى أن الكيان استخدم أسلحة محظورة وغير تقليدية في الأيام الأخيرة، وما زلنا نأمل أن تهتم المحافل الدولية بهذه القضايا.
وحول تصريحات وزير الصحة بشأن إرسال مساعدات إنسانية إيرانية إلى الشعب الفلسطيني، أوضح: أرسلنا مساعداتنا لشعب غزة المظلوم بالتنسيق مع الحكومة المصرية. ولكنه لم يتم إرسال العديد من المساعدات نتيجة لعدم تعاون الكيان الصهيوني مع الحكومة المصرية والمنظمات الدولية.
وقال: ربما يكون تبادل الرسائل بين إيران والهلال الأحمر المصري مستمرا بشكل يومي، لكن الكيان الصهيوني لم يقم بمسؤولياته ويمنع إرسال المساعدات.
وفيما يتعلق بتصريحات الأميركيين بشأن العلاقات بين إيران وجمهورية أذربيجان، قال كنعاني: ليس الأميركيون في موقع يخولهم التعلیق علی هذا الأمر لأنه لا يحق لأميركا التدخل في علاقات إيران الودية مع جيرانها. ومن الأفضل لأميركا أن تتوقف عن التدخل في شؤون المنطقة.
وحول التوقعات من الصين بشأن التطورات في غزة، قال: الصين بوصفها عضو دائم في مجلس الأمن تعتبر دولة مهمة، وليس لدي رغبة في الحديث عن توقعات إيران. لكن الشعب الفلسطيني يتوقع من الصين أن تدعمه في مواجهة عدوان الکیان الصهيوني.
واضاف: "للأسف، منعت الولايات المتحدة باستخدامها حق النقض تبني قرار من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار ومن المتوقع أن يقوم أعضاء مجلس الأمن بواجباتهم.
و شدد أنه سواء كان الکیان الصهيوني قادراً على تحقيق ما أعلنه أم لا، فقد أثبت هذا الکیان أنه بإمكانه أن یفسك الدماء ويذبح الأبرياء، وأنه يستطيع شن العدوان علی المستشفيات. کما لقد أثبت الکیان الصهيوني أنه قادر على قصف المدارس ومحاصرة المستشفيات ومنع إيصال المياه والدواء.و لقد أظهر الکیان الصهيوني أنه قادر على حصار سكان غزة لمدة 16 عامًا، لكنه لم يتمكن أن یتتصر على الشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن الکیان الصهيوني لم يستوعب الدرس من الماضي و من هزائمه والآن، بحسب التقارير، يقول سكان الأراضي المحتلة إن نتنياهو ليس رجل حرب ولا رجل سلام. ما حدث هو نتيجة لإرادة هذا الشخص. ويمكن القول إن هذا الکیان ارتكب جرائم مختلفة، لكنه لم يسجل أي انتصار عسكري حتى الآن.
وعن اللقاء بين وزيري خارجية إيران وفرنسا على هامش زيارة الوزير إلى جنيف قال كنعاني: إن وزيري خارجية البلدین ناقشا تطورات الأوضاع في فلسطين وبعض القضايا الثنائية مضیفا أن وجهات نظر البلدين تختلف في بعض المجالات، ولكننا نعتبر هذا الحوار ناجحا.
وقال: أجرینا محادثات بشأن فلسطين خلال اللقاء ، ومن الطبيعي أن وجهات نظرنا لا تتطابق مع فرنسا، ولكن لدينا أيضا قضايا مشتركة.