ضربات "القسام" تجبر جيش الاحتلال على التراجع من عدة محاور في غزة
*"القسام" يكشف مشاهد لتدمير دبابات والإجهاز على العدو وجنوده واغتنام عتادهم
*الاعلام الصهيوني يكشف : نتنياهو لا يتوقف عن الصراخ والاحتلال الإسرائيلي "سقطت في حفرة عميقة"
غزة – وكالات : تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، من عدة محاور من مدينة غزة وشمالي القطاع، بعد معارك مع الفصائل الفلسطينية.
وبحسب وسائل إعلام، فإن الآليات العسكرية الإسرائيلية تراجعت، لمسافة 3 كيلو مترات باتجاه الغرب، من مناطق الخضرا وحي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وأشارت وكالة "الأناضول" إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تراجع أيضا من مناطق مفترق "السرايا" ومفترق "ضبيط" في وسط مدينة غزة، كما تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية من حي تل الهوا باتجاه شارع الرشيد أقصى غربي مدينة غزة.
كما تراجعت القوات الإسرائيلية من منطقة مفترق "أبو شرخ" في بلدة جباليا شمالي القطاع، باتجاه شمال الغرب إلى مفترق "الصفطاوي" في شمالي القطاع، بحسب المصادر نفسها.
وجاء تراجع الجيش الإسرائيلي على وقع اشتباكات عنيفة بين قواته وأفراد المقاومة الفلسطينية، في منطقة حي النصر ومحيط مجمع الشفاء الطبي ومحيط منطقة السرايا وفي حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، امس تدمير 29 آلية بعدة مناطق في قطاع غزة، وقتل "عدد كبير" من الجنود الإسرائيليين كانوا متحصنين داخل مبنى جنوب شرق مدينة غزة.
ولم يصدر من الجانب الإسرائيلي تعليق على إعلان الكتائب.
وكانت القوات الإسرائيلية، امس عمقت توغلها في مدينة غزة وشمالي القطاع، بحسب شهود عيان.
وقال شهود العيان؛ إن "الآليات العسكرية الإسرائيلية تقدمت من منطقة مفترق "التوام"، في بلدة بيت لاهيا، باتجاه مفترق "الصفطاوي"، شمال مدينة غزة، ومنه توجهت إلى مفترق "أبو شرخ" في شمالي المدينة، وهذا الطريق يوصل مباشرة إلى منطقة الفالوجة، وبلدة جباليا، ومنطقة معسكر جباليا".
ولم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي بشأن مستجدات العملية البرية في غزة امس لكنه أعلن مقتل 5 من جنوده شمالي القطاع، ليصل إجمالي العدد إلى 383، لاسيما أن الجيش أعلن مساء أمس ارتفاع عدد قتلاه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم إلى 378 عسكريا.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ44 شن حرب مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألف شهيد فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، بحسب بيانات رسمية فلسطينية، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
من جهتها كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن مشاهد قوية لبطولات مجاهديها في ميدان المعارك في محاور التوغل في قطاع غزة.
وأظهر فيديو بثته قناة الجزيرة، استهداف مجاهدي القسام لدبابات الاحتلال وجنوده من مسافات قريبة جدًا، وتمكن أحدهم من الوصول لدبابة وإلصاق عبوة عليها وسط هتافات التكبير.
وبيّنت المشاهد تفجير عدد كبير من الدبابات والآليات الثقيلة، إضافة لصور تشير لسيطرة كتائب القسام على عتاد عسكري لجنود الاحتلال، وقلادة شخصية لأحد الجنود.
وتواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني، في محاور التوغل المختلفة في قطاع غزة، وخوض ملاحم بطولية واشتباكات من مسافة صفر، تخللها استهداف وتدمير المزيد من الدبابات والآليات المتوغلة.
وكشف مدير مقبرة عسكرية إسرائيلية أن عدد قتلى قوات الاحتلال الإسرائيلي في المعارك التي تدور في قطاع غزة أكبر من المعلن عنه رسميا، مؤكدا أن 50 جنديا دفنوا في المقبرة التي يعمل فيها خلال اليومين الماضيين.
وقال باروخ: “نحن نمر الآن بفترة صعبة جدا، هناك جنازة كل ساعة، أو ساعة ونصف الساعة. يفترض مني أن أفتح عددا هائلا من القبور. فقط في مقبرة جبل هرتسل دفنا 50 جنديا خلال 48 ساعة”.
من جهتها أكدت وسائل إعلام عبرية أن “الحفرة العميقة التي دخل فيها الاحتلال الإسرائيلي” – في إشارة لهجوم 7 أكتوبر من قبل المقاومة وما تلاها من الحرب على غزة وخسائر الاحتلال المستمرة – يصعب الخروج منها يوماً بعد آخر بسبب الخلافات السياسية والعسكرية التي تعصف بين مسؤولي الحكومة.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية أنه بعد حالة الذعر والصدمة التي انتابت الإسرائيليين عقب عملية “طوفان الأقصى” لوحظ وجود مجموعات داخل حكومة نتنياهو تتصارع فيما بينها رغم الكارثة التي تعاني منها إسرائيل.
وأوضح تقرير الصحيفة أن مجلس الحرب يمكن تقسيمه إلى مجموعتين رئيسيتين هما “مجموعة الجنرالات” و”مجموعة الأمريكيين”.
وتضم المجموعة الأولى عضو حكومة الحرب لدى الاحتلال وزير الدفاع السابق بيني غانتس، وغادي آيزنكوت رئيس هيئة الأركان الأسبق، ويوآف غالانت وزير دفاع الاحتلال.
أما مجموعة “الأمريكيين” تضم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الحالية، وكلاهما من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية ويحملان جنسيتها أيضاً.
وبين المجموعتين هناك زعيم “حزب شاس” أرييه درعي الذي يعد أحد أبرز حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم، ويلعب دور الوسيط.
ولفت المصدر إلى أن الصراع داخل معسكر بنيامين نتنياهو أو مجلس الحرب الذي يقوده طفى على السطح بصورة أكثر وضوحاً هذا الأسبوع.
وتحولت الخلافات إلى ما يشبه المواجهة المفتوحة بين الأطراف جميعاً، بسبب صفقة تبادل الأسرى المقترحة مع حركة حماس، وكان لا بدَّ من اتخاذ قرار.
ويقف غالانت ضد آيزنكوت بينما يبدو غانتس في أرض وسط بينهما. أما نتنياهو متردد ونادم ويصرخ في الجميع ثم يعود ويحتويهم حسب صحيفة “معاريف” وموقع “والا العبري“.