kayhan.ir

رمز الخبر: 17873
تأريخ النشر : 2015April18 - 21:31

باكستان ولعبة القفز على حبال المصالح

جاويد ايوب

بعد يومين من صدور قرار البرلمان الباكستاني بعدم التدخل في الحرب ضد اليمن والتزام الحياد، قام وزير الشؤون الدينية السعودي صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بزيارة مفاجئة لباكستان، حيث التقى زعماء الجماعات الدينية المحظورة في باكستان ومدراء المدارس الدينية المعروفة بتشددها، لتتعالى الأصوات وتخرج المظاهرات بعد هذه الزيارة، مطالبة بانضمام باكستان للتحالف العسكري ضد اليمن، و مساندة السعودية ضد اليمنيين.

وهنا يتساءل المراقبون عن سبب زيارة وزير الشؤون الدينية السعودي، في وقت كان الأولى أن يقوم وزير الخارجية بهذه الزيارة حسب الأعراف الديبلوماسية وأطر العلاقات الباكستانية -السعودية، فالأزمة اليمنية أزمة سياسية و قرار البرلمان شأن سياسي .

في سياق متصل ، تجدر الإشارة إلى أن الوزير السعودي لم يلتق بأية شخصية رسمية بل أكتفى بلقاء القيادات الدينية المحسوبة على السعودية في باكستان. وحسب المتابعين فإن الزيارة تأتي في سياق مواصلة الجهود الهادفة إلى تغيير موقف باكستان من المشاركة في عملية ما أطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وحث السعودية لحلفائها من الباكستانيين للتحرك على غير صعيد للضغط على الحكومة والجيش الباكستاني.

الجيش الباكستاني

هذا ورجَّح مراقبون أن بوادر أزمة سياسية بدأت تتشكل بين الطرفين، فقد اعتبر الإعلامي والمتخصص بشؤون الشرق الأوسط ثاقب أكبر "أن الاتفاق النووي بين ايران ودول "خمسة زائد واحد" له انعكاساته على كل المنطقة وكذلك باكستان، فالأخيرة لا تريد تدخلا عسكريا في بلد خارج حدودها الإقليمية يحول إيران لعدو ".

وأضاف "الرد الباكستاني أيضا لم يكن أقلّ حدة على تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش والتي انتقد فيها بشدة قرار البرلمان الباكستاني، ولعله لأول مرة في تاريخ العلاقات الباكستانية – الخليجية ، تتبادل باكستان مع دولة من مجلس التعاون الخليجي التصريحات والتهديد والوعيد".

بينما يؤكد آخرون أن العلاقات الخليجية - الباكستانية أعمق وأمتن من ذلك، خاصة مع السعودية، وقال مختصون أنه يجب التمييز بين قراري البرلمان والحكومة، والأهم برأيهم هو رأي الشارع والجيش الباكستاني الذي كان له الدور الأساس في بناء الجيش السعودي .

لكن اللافت بعد الزيارة السعودية صمت الجيش المطبق الذي لم نعهده من قبل، فلطالما كانت للجيش كلمته في القرارات الإستراتيجية والمهمة، بيد أن الجيش لم يصدر اي بيان ولم يسرب للإعلام - كعادته - حول قرار البرلمان الباكستاني بعدم المشاركة، ما ترك الباب مفتوحا للتكهنات حول موقف الجيش من الطلب السعودي الرسمي الذي أفصح عنه وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف في الجلسة الأولى من جلسات البرلمان الخمس التي بحثت الطلب السعودي.

يعتقد البعض أن الصمت سببه إحراج الموقف الباكستاني وخشية الجيش من الانزلاق بحرب طويلة تستنزف قدراته بينما الجبهة الشرقية مع الهند مهددة وتشهد مناوشات صغيرة من وقتٍ لآخر، أضف إلى ذلك أن الجيش الباكستاني يشن عمليات عسكرية واسعة على الجبهة الشمالية على حدود أفغانستان، والجبهة الغربية مع ايران متوترة أيضا، حيث قامت مجموعات ارهابية تنشط من داخل باكستان بقتل 8 جنود وضباط من الحرس الثوري الايراني الأسبوع الماضي وقد يزيد التوتر تدخل باكستاني في اليمن، وهذا ما لا تريده باكستان حتما، التي كان واضحا بالنسبة إليها ما بين سطور الرسالة الايرانية لباكستان التي حملها وزير الخارجية محمد جواد ظريف عندما قال: "المشاركة العسكرية في اليمن خطيرة جداً وستجلب الويلات لكل دول المنطقة " .

بالتالي، نتفهم حساسية الموقف الباكستاني والسر وراء الخطاب المزدوج الذي لا مناص منه في لعبة القفز على حبال المصالح بين الدول، وما زاد الموقف حرجاً هو تراشق التصريحات الايرانية – السعودية ما يضع باكستان في موقف حرج بين فكي كماشة، لكن يبقى الأهم أن باكستان لن تشارك في "عاصفة الحزم" ، وحسب مصادر مطلعة عدم مشاركة باكستان فرصة للمملكة السعودية للخروج من مستنقع اليمن وهذه هي الرسالة التي حملها الوفد الباكستاني خلال زيارته للرياض في الأسبوع الأول للعملية العسكرية.