عشرات آلاف البحرينيين يتظاهرون في"جمعة كلّا لفورمولا الدّم" مطالبين باسقاط آل خليفة
كيهان العربي - خاص:- استجابة لدعوات قوى المعارضة الوطنية والثورية في البحرين، نظم ابناء الشعب البحريني الأبي أمس الجمعة تظاهرات شعبية حاشدة تحت عنوان "جمعة كلّا لفورمولا الدّم" في انحاء البلاد احتجاجا على اقامة سباق السيارات الفورمولا واحد، وذلك رغم السياسات القمعية التي يمارسها نظام ال خليفة ضد ابناء الشعب البحريني .
وتزامناً مع انطلاق سباق الفورمولا واحد أمس الجمعة في البحرين بدأ الشعب البحريني تصعيد احتجاجاته الشعبية العارمة رغم إصرار سلطات آل خليفة القمعية الطائفية على تجاهلها، لا بل قمعها وإسكات أي صوت مناهض لها دون تحقيق أي مطلب لشريحة واسعة من الشعب.
وقبيل بدء السباق (عند الساعة الثانية ظهراً) على حلبة البحرين الدولية، شهدت مناطق متفرقة من البحرين مسيرات رافضة ومنتقدة بشدة للفورمولا واحد وسلطة آل خليفة البربرية، ولا سيما في سترة والمصلى ومقابة.
وأحرق المحتجون في الجفير (بالقرب من القاعدة الأميركية في البحرين) مجسما لسيارات السباق.
وكانت جميع أرجاء البحرين قد شهدت خلال الأسبوعين الماضيين، تظاهرات واسعة تحت شعار "أوقفوا فورمولا الدّم" والتي دعا إليها ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير رفضاً لإقامة سباق السيارات في البلاد، حيث قام المتظاهرون بحرق تذاكر السباق، مردّدين شعارات "كلّا لسباق الظُلّام"، "أوقفوا فورمولا الدّم"، وأكدوا أنّ موقفهم نابع من مواجهة توظيف النظام لهذه البطولة للتغطية على الانتهاكات والقمع والتعذيب الذي يمارسه بحقّ الشعب، على خلفية الآراء والمواقف السياسية المناهضة للحكم الخليفي الديكتاتوري.
وعلى الصعيد ذاته، تساءل المرجع الديني الكبير في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم، عن مدى اعتراف الحكومات في أمّتنا بشعوبها، في ظل ما تدعيه هذه الحكومات من أنها تحظى بالولاء الشعبي.
وقال الشيخ عيسى قاسم في بيان له: وما من حكومة من حكومات الأمَّة إلَّا وتسمع فيها أنها تحظى بولاء شعبها، والمفروض ألّا يكون المعنيّ هو ولاء العبودية وإنما الولاء القائم على رضا الأحرار، والأحرار لا يكون لهم رضا ولا ولاء لمن يسلب منهم حريتهم وإرادتهم في مصادرة قهرية ويُحكم إرادته في واقعهم ومصيرهم.
وأكد أنّ الواقع المقام على الأرض يتحدث بلغة أخرى فلا مرجعية إلا للسلطة حتى بالنسبة لأنظمة قامت على كتف ثورات تطالب بالديمقراطية فمسألة الانتخاب إذا وجدت عندها فهي صورية احتيالية تعتمد التزوير والدعاية الكاذبة والتهديد والوعيد والمال السياسي وشراء الذمم لتأتي العملية الانتخابية بما يضمن لها تبوأ السلطة وتثبيتها لصالحها.
وقال الشيخ عيسى قاسم: للبحرين حظّ ضخم من هذا الواقع المرير الذي نعيشه على مدى الأربع والعشرين ساعة كل يوم، مؤكداً أن هذا الواقع لا ينعكس على الأوطان إلّا بالتمزق الداخلي والضعف والحاجة إلى الاستجداء وطلب الحكومات الحماية من الخارج من سخط شعوبها وظاهرة الإرهاب وتغذيتها وانشغال كل من طرفي الحكومة والشعب باستهداف الآخر.
وختم بيانه متسائلاً: متى يكون عقل؟ ومتى تكون حكمة ؟! ومتى تكون بصيرة ؟! متى تسمع كلمة الدّين، ومتى يستيقظ الضمير ؟! ومتى يحسب لمصلحة وطن وحق مواطن ويحترم الإنسان ؟! .
دولياً، قالت منظمة العفو الدولية إنّ البحرين تستضيف سباق "الفورمولا 1"،ولكن خلف السّيارات السّريعة البرّاقة، وقناني الشامبانيا الكبيرة، هناك حكومة غير مستعدة للتوقف عند أي شيء لمعاقبة أولئك الذين يتجرأون على انتقاد الوضع المأساوي لحقوق الإنسان في البلاد".
وفي بيان للمنظمة، قالت: "إليكم خمسة أمور يجب أن تعرفوها عن المملكة الخليجية قبل بدء أحد الأحداث الرّياضية الأكثر شهرة في العالم".
أولًا: التّظاهر ممنوع، وقوات الأمن تستخدم الغاز المسيل للدموع ورصاص الشّوزن لإبعاد أي شخص يتجرأ على التّظاهر.
ثانيًا: انتقاد السّلطات على تويتر أو أي من وسائل التّواصل الاجتماعي قد يؤدي بك إلى السّجن.
ثالثًا: في حال لم يعجب عمل منظمة ما السّلطات، فإنّها تستطيع إغلاقها.
رابعًا: التّعذيب أمر معتاد بالنّسبة للنّشطاء الكثيرين الذين ينتهي بهم الأمر في السّجن.
خامسًا: في حال لم يُجدِ أي من الأمور السّابقة نفعًا، ستُسقط الحكومة جنسية شخص ما.
كما أطلقت العفو الدولية عريضة إلكترونية موجهة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة تطالبه فيها بالإفراج عن جميع سجناء الرأي في المملكة.
ودعت العريضة لإسقاط التهم الموجهة لجميع الذين يحاكمون في الوقت الراهن بتهم تتعلق بحرية التعبير من قبيل: انتقاد بلدان أجنبية، أو الملك أو المؤسسات الوطنية.
وقالت: إن "إهانة الملك وعَلَمِ البلاد والمؤسسات أو حتى بلد أجنبي، كل هذه تهم يمكن أن تؤدي إلى السجن لمدة سبع سنوات في البحرين"، مشيرة إلى أن انتقاد رؤساء الدول ليس جريمة وفقا للقانون الدولي.