"فوربس": ايران ثابتة وراسخة في مواقفها وتواصل حربها الاقتصادية مع اميركا
نيويورك – وكالات انباء:- اشارت مجلة "فوربس" الاميركة الاقتصادية الى الحرب التي خاضتها الجمهورية الاسلامية الإيرانية وأميركا خلال العامين الماضيين.
وأكدت المجلة الاميركية في تقريرها أن طهران وواشنطن خاضتا حربا اقتصادية شاملة خلال عامي 2012 و2013 وعلى الرغم من وجود الحظر الاقتصادي على ايران إلا أنها تواصل بثبات وقوة مواقفها السياسية وحربها الاقتصادية ضد اميركا دون أن تبدي أي تقاعس أوكسل أوملل.
واوضحت المجلة ان المحلل المالي الاميركي "جيمس ريتشارد" تطرق في كتابه الذي يحمل عنوان " سقوط المال: انهيار مستقبل النظام المالي العالمي" الى موضوع الحظر الاقتصادي المفروض على إيران الاسلامية.
وتابع قائلا: ان اميركا والاتحاد الاوروبي فرضتا في مارس/آذار 2012 حظرا اقتصاديا على ايران التي قطعت علاقاتها مع شبكة المدفوعات العالمية، الا اننا شاهدنا في المقابل تصاعد قيمة صادرات الذهب التركي الى ايران الى ضعفين مقارنة بشهر فبراير من العام 2011 حيث شهدت نموا هائلا بنسبة 37%.
ونوه المحلل الاميركي الى ان طهران تؤمن اكثر من 90% من وقود الغاز الطبيعي لتركيا من اجل انتاج طاقتها الكهربائية و18% من مجموع الاحتياجات الغازية التركية، وان قطع الغاز الايراني عن تركيا يعني اعتماد هذا البلد على روسيا لسد احتياجاته الغازية، ونظرا لقوانين الحظر الاوروبي على الجمهورية الاسلامية في ايران فان تركيا لاتستطيع تسديد مبالغ الغاز الايراني بالدولار ولهذا عمدت الى التسديد بواسطة الذهب.
وبينت مجلة "فوربس" ان الهند هي الاخرى تسدد مبالغ النفط الايراني بالذهب بدلا من الدولار، لهذا فان تستخدم هذا الذهب لتسديد مبالغ المواد الغذائية والسلع المصنعة المستوردة من روسيا والصين.
وكتب "جيمس ريتشارد" في كتابه ان اميركا وبقطع علاقة ايران مع شبكة المدفوعات العالمية،ادت الى انخفاض قيمة العملة الوطنية الايرانية، وبالتالي ادى الى نموالتضخم المالي وخلقت قيودا مالية على تعاملات المصارف والبنوك الايرانية مما اثر على اسعار المواد الغذائية في هذا البلد قلة السلع الاستهلاكية والبنزين، ولهذه الاسباب مجتمعة تحول الذهب الى الوسيلة الوحيدة لمواصلة ايران نشاطاتها الاقتصادية مع الخارج.
واضاف الكاتب، ان وزارة الخزانة الاميركية نفذت حتى عام 2013 مجموعة من القوانين المتعلقة بتسديد الذهب لايران لقاء صادراتها الى الخارج ، ومع إغلاق طريق الذهب عليها، اخذ هذا البلد في حربه الاقتصادية مع اميركا، بالتعامل مع البنوك التي لم تشملها الحظر وذلك لتسديد اواستحصال مبالغ تجارتها مع البلدان الاخرى ولكن هذه المرة كان التسديد بالعملة الوطنية لهذه الدول بدلا من الذهب، وهوما طبقته طهران مع كل من الهند وروسيا والصين على الخصوص.
ورأى الكاتب ان طهران اظهرت كيف يمكن ان تنتصر في معركتها السيبيرية الاقتصادية مع اميركا ايضا، حيث يعتقد الخبراء الدوليين، ان المتسللين الايرانيين استطاعوا بالدخول في نظام البرمجيات التي تسيطر على تصدير انابيب النفط والغاز في جميع انحاء العالم، ونجحوا في توجيه ضربة قوية لشبكات الإمدادات المالية وايضا باسواق بيع وتسويق مشتقات الطاقة والعرض والطلب على مصادر الطاقة في العالم وبالتالي تحديد اسعار استيراد هذه المشتقات.