في قراءة متأنية للاوضاع في الارض الفلسطينية المحتلة اليوم نستطيع ان نستخلص الكثير من المعطيات والمعاني الكبيرة في حالة مواجهة المقاومة الفلسلطينية الباسلة مع العدو ونستطيع ايضا تشخيص لمن الكفة الراجحة فيما يجري على الارض الفلسطينية.
ومما لايمكن الشك والريب فيه ورغم كل التعتيم الاعلامي والسياسي على مايجري الا ان مسؤولي الكيان الغاصب السياسيين والعسكريين منهم تبرز الصورة الحقيقية وهو ماتخرج من تصريحات وتحليلات لخبراء وسياسيين عن وضع الكيان الغاصب اليوم الذي يعيش في حالة من الهشاشة والضعف والتمزق بحيث لايمكن ان يقوى على الاستمرار والبقاء وذلك بسبب ان ابناء المقاومة الفلسطينيية الباسلة وبمواجهاتهم اليومية والتي تزهق فيه ارواح الجنود الصهاينة بحيث وصل الامر الى امتناعهم من الاستجابة والتمرد على اوامر قادتهم خوفا من الموت، وماجاء اخيرا وعلى لسان قائد سلاح الجو الصهيوني من تهديد للطيارين الذين لايستجيبون للاوامر فسيطردون من الخدمة .
وامام هذه الصورة السوداوية التي يعيشها الكيان الغاصب والتي يلفها الخوف والهلع تجد ان هناك بعض الدول يتزلف ويحاول التطبيع معه من اجل استمرار بقائه .
الا ان قائد الثورة الاسلامية وببصيرته الوقادة وادراكه للاوضاع عن كثب قد دحض هذا التصرف الاهوج معتبرا أن الرهان على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني رهانا خاسرا. وذلك في خطابه الاخير الذي استقبل فيه سفراء الدول الاسلامية في طهران وضيوف مؤتمر الوحدة الاسلامية بمناسبة ذكرى مولد النبي الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) والامام جعفر الصادق ( عليه السلام).
وقد وضع النقاط على الحروف عندما اكد ان موقف الجمهورية الاسلامية القاطع يتمثل بأن الحكومات التي تضع موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني على رأس أولويات عملها، ستتضرر، ومآلها الفشل وهي مخطئة وكما يقول الاوروبيون "يراهنون على الحصان الخاسر". فاليوم وضع الكيان الصهيوني ليس بوضعية تحفز التقارب معه ولا يجب إرتكاب هذا الخط، ووصف هذا الكيان بانه مملوء حقدا وغضبا، ليس ضد الجمهورية الاسلامية فحسب بل على البلدان الاخرى ايضا، مما يعكس ان الكيان الصهيوني غير راض عن الدول التي أطرافه. فلذلك فان الصهاينة يحقدون على مصر والعراق وسوريا لأن هدفهم هو من النيل الى الفرات وهذا لم ولن يتحقق لهم .
واشار المراقبون وتعليقا على تصريحات الامام الخامنئي في مؤتمر الوحدة الاسلامية من انها جاءت لتؤكد حقائق مهمة خاصة في هذا التوقيت الحساس التي تمر به قضية القدس المحتلة والقضية الفلسطينية، من انها تصريحات محور المقاومة الذي يراهن على لغة القوة ولغة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، في مقابل الانظمة المنبطحة التي رضيت بالذل والهوان مع الكيان المحتل، وبالتالي فان كل من يراهن على مشاريع التطبيع بالتأكيد هو يراهن على حصان خاسر وخائب، وان المستقبل هو لمحور المقاومة وللشباب الثائر الفلسطيني الذين يتصدون للاحتلال.