تؤكد الكثير من التقارير الاستخبارية والاخبارية اليوم ان اميركا في حرب اوكرانيا وصلت الى طريق مسدود خاصة وان وقوفها الى جانب الحرب قد كلفها ثمنا باهضا جدا بحيث اوصل اميركا الى وضع اقتصادي متردي بعد حالة الانسداد التي وصلت اليها الا ان مجلس الشيوخ الاميركي بالامس وبقرار جديد صوّت على مشروع قانون الإنفاق المؤقت لتمويل الحكومة لمدة 45 يوماً لتجنّب الإغلاق، وجاء التصويت بالأغلبية الكبيرة 88 صوتاً مقابل 9، ثم أحيل مشروع القانون إلى البيت الأبيض، الذي أعلن مصادقة مكتب الرئيس الأميركي جو بايدن عليه.
ورغم ان القانون الذي جنب اميركا اغلاقا حكوميا هو الرابع خلال عقد والاول في عهد بايدن، وفّر تمويلا للحكومة الفدرالية لمدة خمسة واربعين يوما اخر، لكنه أسقط المساعدات لاوكرانيا المقدرة بستين مليار دولار، رغم تاكيدات بايدن أن واشنطن لا تستطيع تحت أي ظرف من الظروف التوقف عن دعم كييف.
وبرز اخيرا على السطح السياسي الاميركي حالة من الخلافا ت الكبيرة التي كان حجم المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا واحدةً من بؤر التوتر السياسية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، وأيضاً يعكس الانقسامات الداخلية بين الحزب الواحد أيضاً. ففيما تؤيد غالبية الحزب الديمقراطي استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا بالحجم نفسه، يبرز الحزب الجمهوري كرافض للأمر ومطالب بتخفيضه.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة CNN الانقسامات السياسية بين الحزبين حول دعم أوكرانيا إذ بيّنت نتيجة الاستطلاع أن 61% من الديمقراطيين طالبوا بالمزيد من الدعم لأوكرانيا، بينما قال 38% منهم إنّ الولايات المتحدة قدّمت ما يكفي. أما الجمهوريون فكان رأي 59% منهم أن واشنطن فعلت ما يكفي، بينما طالب 40% منهم بالمزيد من الدعم. بحيث ان مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، اعلن أنّ دعم واشنطن العسكري الإضافي لكييف يطيل أمد النزاع في أوكرانيا ويؤخر التسوية. وتعهّد ترامب في وقت سابق، بأنه سيطالب أوروبا بالتعويض عن تكاليف المساعدة العسكرية التي قدّمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومن الملاحظات المهمة التي لابد من الاشارة اليها في هذا المجال نجد ان اميركا بقيت وحدها في الميدان لان اغلب الدول الاوروبية قد سحبت ايديها من تقديم المسا عدات الى اوكرانيا بحيث وضعت زينليسكي في حالة من الهستريا وتعالت صرخاته مطالبا بتقديم المساعدات قبل ان يفوت الاوان ويذهب الى مزبلة التاريخ ، والاخفاقات الاوكرانية في المواجهة مع روسيا بدأت واضحة معالمها للجميع .
وكما اشارت بعض التقارير الاستخبارية ان زينلنسكي وبدلا من ان يلقى مصيره المحتوم بالهزيمة والفشل فانه ارسل رسائل عدة وعن طريق بعض الدول الاوروبية من انه مستعد للحوار مع روسيا من اجل انهاء هذه الورطة التي يعيشها الا ان المطرقة الاميركية التي تضرب على راسه هي التي منعت من تحقيق حلمه الوردي هذا.
واخيرا لابد من القول انه ورغم اصرار بايدن الذي اصابه الخرف على تقديم المساعدات لاوكرانيا من اجل ادامة امد النزاع قد لاتسعفه في ذلك ولابد ان تاتي الساعة التي يستسلم للواقع المر الذي يعيشه فيه عميلهم بزينسلكي ويدفعون به الى الحوار مع روسيا متسربلا بذل الهزيمة والفشل.