kayhan.ir

رمز الخبر: 176213
تأريخ النشر : 2023September27 - 20:28

 

حسين شريعتمداري

1 ـ في اول يوم لشروع الحرب المفروضة، انبرى "جيمي كارتر" رئيس جمهورية اميركا حينها، خلال مؤتمر صحفي والذي حسب قناة CNN التلفزيونية، كان على عجل قائلا؛ "نأمل أن يعود المسؤولون الايرانيون الى حكم العقل"! وفي اليوم التالي تحدث صدام والابتسامة الشريرة مرتسمة على وجهه يتحدث للمراسلين الاجانب الذين أتى بهم الى احدى المناطق المحتلة جنوبي بلدنا؛ "كما إن الاسئلة الاخرى ساُجيب عليها بعد اسبوع على الاكثر في مؤتمر صحفي سأعقده في طهران"!

2 ـ فالحسابات الكلاسيكية والمعادلات العسكرية المتعارف عليها كانت تؤيد هذه النظرية. انها حرب الاحزاب، وجميع اعداء الاسلام الصغار والكبار قد حضروا الميدان. فمن صواريخ اسكاد بي، ودبابات تي 72، ومقاتلات ميغ 29 الروسية، والى شيفتن البريطانية ودبابات ليوبارد الالمانية، والقنابل الكيماوية الالمانية والبريطانية، وصواريخ سايد بايندر وطائرات آواكس الاميركية، وصواريخ اكزوسه ومقاتلات ميراج2000 وسوبر اتاندارد الفرنسية، ونصب العيون الليزرية على مقاتلات 29 الروسية وميراج 2000 الفرنسية من قبل المتخصصين الاميركان، والى الدولارات السعودية الكويتية الاماراتية، ـ والجدير ذكره انه في تلك الفترة كانت سوريا الوحيدة التي وقفت الى جانب ايران ـ و... فيما جميع الاعداء بما يمتلكونه من ترسانة حربية قد دخلوا الحرب، وكأن عاشوراء ثانية، فحتى الجماعات المناهضة للثورة كالمنافقين والوطنيين والماركسيين و... الذين لا يشار لهم بالبنان في هذه الحرب، انضموا لهذا المعسكر برمي الحصى على معسكر الحسين(ع).

3 ـ ولكن في الضفة الثانية للقضية وفي اليوم الاول لشروع الحرب (22 سبتمبر 1980) وجه سماحة الامام الخميني ـ رضوان الله تعالى عليه ـ في خطاب اذاعي للشعب الايراني، قائلا:

" لقد جاء لص ورمى حجرا ولاذ بالفرار، لقد رحل... ولا يظن الشعب الايراني ان الجيش الايراني لا يتمكن من صده. كلا، فالجيش الايراني والقوى المسلحة وحرس الثورة الاسلامية قادرة على خوض هذه المواجهة..."

4 ـ وبالتالي  فان المقاومة الملحمية للشعب ومجاهدي الاسلام الذي اقتحموا الساحة بارواحهم هذه المقاومة اثمرت، فالحرب التي شُنت كي يمكن تقسيم ايران الاسلامية صارت حرب 300 عاماً الماضية اذ لم تخسر شبراً واحداً من ترابها المقدس. انها معجزة، معجزة الاستقامة في سبيل الله، وبايد خالية مقارنة بجميع القدرات التي انزلها الاعداء للساحة...

5 ـ بعد ذلك وقف امامنا الراحل (ره) يناجي ربه؛

"الهي انت تعلم ان الاستكبار العالمي قد بعثر اوراد بستان الرسالة. الهي! في عالم الظلم والتعسف انت ملاذنا فنحن لوحدنا لا يوجد غيرك من نعرفه ولا يوجد من نطلب منه، فانصرنا فانت خير الناصرين. الهي ابدل مرارة هذه الايام بحلاوة فرج بقية الله ـ ارواحنا لتراب مقدمة الفداء ـ والوصول إليك".

6 ـ وكذلك  ننقل  من سماحة الامام الخميني الذي كان يرى هذه الايام يقيناً. لنقرأ!

"في كل يوم من ايام الحرب حصلنا على بركة استفدنا منها في جميع الساحات. لقد صدرنا ثورتنا الى العالم خلال الحرب، وقد برهنا على مظلوميتنا وظلم المتطاولين خلال الحرب، ونحن في الحرب  رفعنا قناع الغدر عن مغتصبي العالم، ونحن في الحرب عرفنا اصدقاءنا من اعدائنا.

وتوصلنا في الحرب الى نتيجة مفادها انه لابد ان نقف على اقدامنا، وقد حطمنا في الحرب شموخ القوتين العظميين  الشرق والغرب، كما ورسخنا في الحرب جذور إسلامنا الخضرة، وقد نضجت خلال الحرب مشاعر الاخوة وحب الوطن في اعماق  كل فرد من شعبنا، لقد برهنا خلال الحرب لشعوب العالم لاسيما شعوب المنطقة انه بالامكان خوض غمار الحرب ضد القوى العظمى لسنوات طوال".

7 ـ ونقتطف من اقوال قائد الثورة "ليست سنوات الحرب الثمان مجرد تراكم زمني ومدة زمنية، انها ثروة عظيمة، بامكان شعبنا ان يستفيد منها لفترات طويلة... لقد فقدنا خلال الحرب انفسا كريمة. وتحملنا اضرارا مادية ومعنوية جمة، ولكن نبع في قلب هذا الشعب امر هو اغلى بركة وقيما ليوم هذا الشعب وغده، انه اعلى من كل شيء، الا وهو الشعور بالاعتماد على النفس والشعور بالاعتقاد بذلك انه اذا تكاتفت اُمة حول محور الايمان بالله والعمل الصالح، فان المعاجز المستعصية ستتحقق الواحدة تلو الاخرى"...

وكما قال الشيخ شهاب الدين سهروردي؛

لو ما كان العشق وغم الفراقِ

لما قيل حديث القلب ومن يسمعِ

لو لا النسيم أرخى ظفائر المعشوق

فمن كان يكشف وجهها للمتلوعِ

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: