اميركا المجرمة ومن لف لفها من قوى الطغيان وعلى مدى اكثر من اربعة عقود لازالت تراوح مكانها من النيل من الثورة الاسلامية رغم التكالب الشرس الذي مارسته ضدها ورغم حروب الوكالة والمؤامرات والعقوبات والضغوط السياسية لكنها لم تفلح في تحقيق اي من اهدافها الا ايصال الضرر بها. وذات مرة رد الامام الخميني (رض) على استفسار احد المسؤولين الذي كان يتألم من المؤامرات الاميركية فطمأنه بان "هؤلاء لا يمكنهم النيل من ثورتنا بل كل ما في الامر يزيدوا من متاعبنا". وهذا هو ما ترجم على ارض الواقع ليومنا هذا بل هناك مفارقة واضحة ان اميركا قد تقهقرت وهرُمت وبان ضعفها واصبحت من الماضي واليوم هناك قوى صاعدة اخرى كالصين وروسيا وايران و غيرها هي من ترسم للعالم مستقبله.
فاستمرار العمليات الايذائية الاميركية لايران من خلال حياكة المؤامرات والدسائس لزعزعة امنها واستقرارها دليل على عجزها وضعفها لمواجهة ايران، وما شنته الادارة الاميركية خلال العام الماضي من حرب تركيبية هجينة بالتعاون مع حليفاتها الغربيات وبعض دول المنطقة وفي المقدمة الكيان الصهيوني لزعزعة الاستقرار في ايران، كان استمرارا لمشروعها التآمري الذي تحلم به لاسقاط الثورة الاسلامية.
وبعد ان تحطمت آمالها ومساعيها واحلامها من النيل من الثورة الاسلامية، جيشت لها العام الماضي الامكانات المالية السخية والاعلامية وغيرها لاشعال حرب تركيبية في الداخل الايراني الا ان صمود الشعب الايراني ووقوفه ضد عمليات الشغب فوت الفرصة على اميركا ومن يسير في ركابها من النيل من الثورة الاسلامية وقيادتها الحكيمة.
وبعد اندحارها في الحرب الناعمة يبدو ان الادارة الاميركية وربيبتها الكيان الصهيوني وغيرها من التحالف الغربي يريدون العودة الى الحرب الخشنة باستخدام وسائل التفخيخ والتفجير والدمار لمواجهة ايران واضعافها وهذا ما اشار اليه بيان وزارة الاستخبارات الايرانية الذي صدر مؤخرا والذي كشف فيه عن مخطط جهنمي خبيث اراد استهداف استقرار ايران وامنها لكن وعي الاجهزة الامنية وعيونها الساهرة الراصدة لكل تحرك مشبوه افشل هذا المخطط الكبير الذي اراد في ساعة واحدة تفجير ثلاثين منطقة مزدحمة بالسكان في ايران لكن العناية الالهية شاءت غير ذلك حيث تمكنت العناصر الامنية من القاء القبض على 28 عنصرا ممن ينتمون الى داعش ومن خدموا في سوريا والعراق وافغانستان وباكستان لكن المفارقة ان هؤلاء الداعشيين كانوا يحملون مخطط متطورا ومعقدا ويشبه اليات العمل في الكيان الصهيوني، الا ان تكتيكاتهم الحرفية واستخدام اساليب خداع امنية والتركيز على شبكات التواصل الاجتماعي تعكس وجود اجهزة امنية غربية خلفها وهذا ما ستكشفه التحقيقات اللاحقة.
ولو لا الاشراف الامني الكبير الذي تتمتع بها القوى الامنية التي ترصد كل كبيرة وصغيرة لما استطاعت عناصرنا الاستخباراتية ان تمسك بزمام الامور بهذا الشكل المذهل حيث تمكنت خلال العام الايراني الجاري فقط ان تلقي القبض على عشرات الخلايا الارهابية حيث تجاوز عددهم المئتين كما ابطلوا مفعول 400 قنبلة في هذه الفترة.
ان ما واجهته ايران الاسلامية خلال اكثر من اربعة عقود من دسائس ومؤامرات وضغوط وتكالب سرش شيء لا يصدق ولا يمكن للشعب الايراني ان يواجه كل هذه التحديات لوحده فلابد من ارادة ربانية تقف خلفا وهنا نستوحي من كلام الامام الراحل (قدس) بشكل غير مباشر "ان لهذه الثورة رب يحميها".